سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قوات الأمن تفسد فرحة المغاربة بعودة المشاركين في «أسطول الحرية» الأمن يمنع المواطنين من دخول المطار وبنكيران يتساءل:«من هو المسؤول البليد الذي أمر بذلك؟»
حالت قوات الأمن والدرك دون دخول مئات المواطنين الذين جاؤوا لاستقبال أعضاء الوفد المغربي المشارك في قافلة السلام لفك الحصار عن عزة الذين اعتقلتهم قوات الأمن الإسرائيلية بعرض المياه الدولية فجر الأحد الماضي، وعادوا ظهر أمس الخميس إلى المغرب عبر مطار محمد الخامس الدولي. ورفض المغاربة العائدون أن يغادروا المطار ما لم يتم السماح لأفراد أسرهم بالدخول لاستقبالهم في المطار. وخلّف الطوق الأمني المضروب على مدخل البوابة رقم 2 بمطار محمد الخامس الدولي حالة استياء عارمة في صفوف سياسيين وحقوقيين ومناضلين من حزب العدالة والتنمية المغربي وجماعة العدل والإحسان المحظورة التي جاء أعضاء منها من مختلف المدن المغربية لاستقبال المغاربة المشاركين في قافلة السلام الدولية. وقال عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدلة والتنمية، غاضبا في تصريح ل«أخبار اليوم»: «إن منع المواطنين المغاربة من استقبال إخوانهم المشاركين في قافلة السلام الدولية لفك الحصار عن غزة يجعلنا نحسن ب «الحكرة»، وأتساءل عن من هو هذا المسؤول الأمني البليد الذي أعطى أوامره لرجال الشرطة والدرك بمنع دخول الناس إلى المطار لاستقبال أعضاء الوفد المغربي المشارك في أسطول السلام لفك الحصار عن غزة». وبدورها شجبت نادية ياسين، نجلة عبد السلام ياسين زعيم جماعة العدل والإحسان المحظورة، التصرف الذي قامت به، ظهر أمس، السلطات الأمنية بمدخل مطار محمد الخامس، مشيرة إلى أن المسؤولين الأمنيين أفسدوا على المواطنين الذين تكلفوا مشاق السفر والتنقل فرحة عناق الأبطال المغاربة المشاركين في قافلة فك الحصار عن غزة. وأدى منع السلطات للمشاركين في استقبال أعضاء الوفد المغربي القادم من الأردن إلى تنظيم وقفة احتجاجية سلمية أمام بهو المطار، ردد خلالها المتظاهرون شعارات غاضبة من قبيل:» هذا عيب هذا عار غزة في المطار»، و»زيرو الأنظمة العربية، زيرو الحكومة المغربية» و»خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود». وحمل المتظاهرون أعلاما فلسيطينة وباقات ورد، ولافتة كتب عليها «الشعب المغربي يرحب بوفده المشارك في قافلة الحرية»، وفيما انتظم رجال الدرك الملكي في سلسلة بشرية للحيلولة دون اقتراب المواطنين من مدخل بوابة المطار، ظل المتظاهرون يرددون شعارات غاضبة تدين الكيان الإسرائيلي والحكومة المغربية. وقالت مرية العمراني، والدة الدكتور الحساني لطفي الذي شارك في قافلة فك الحصار عن غزة، إنها كانت تشعر بالفخر عندما سمعت أن ابنها اعتقل من قبل قوات الجيش الإسرائيلي، مثل أي فلسطيني، لتتحول فرحتها إلى غيض دافق وهي تمنع من دخول المطار لملاقاة ابنها، وزادت قائلة بصوت دامع:«اللهم إن هذا منكر». وبدوره شجب خالد السفياني، رئيس المجموعة الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، إقدام قوات الأمن والدرك على منع المواطنين من دخول بوابة المطار، معربا عن أسفه لإجهاض السلطات المغربية لفرحة ملاقاة أعضاء الوفد المغربي القادم، زوال أمس، من الأردن باتجاه مطار محمد الخامس الدولي. أفرج كيان الاحتلال الصهيوني عن أعضاء الوفد المغربي ضمن «أسطول الحرية»، وضمنهم وفد جماعة العدل والإحسان، وذلك بعد أن تم اعتقالهم على متن سفن «أسطول الحرية» إثر التدخل الهمجي الصهيوني الذي أودى بحياة 19 متضامنا و40 جريحا. ووصل أعضاء الوفد المغربي إلى العاصمة الأردنية عمّان حيث خُصّص لهم استقبال رسمي وشعبي، واحتفل الجميع ببطولتهم وإقدامهم على تحدي العنجهية الإسرائيلية والمشاركة في كسر الحصار الظالم عن قطاع غزة الجريح. وقد وصل كل من الدكتور عبد القادر عمارة البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، والأستاذ عبد الصمد فتحي عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، والمهندس لطفي حساني عضو الهيئة العربية الدولية لإعمار غزة، والمهندس حسن الجابري عضو لجنة العلاقات الخارجية للجماعة، أمس الخميس على الساعة الواحدة ظهرا إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء. وحسب مصدر مقرب من أسرة عبد الصمد فتحي من حركة العدل والإحسان، فقد تم إطلاق سراح الوفد المغربي المكون من خمسة أشخاص صباح أول أمس الأربعاء، بعد مرور يومين من الاعتقال، مشيرا إلى أن أعضاء الوفد المغربي يتمتعون بمعنويات عالية، رغم ما تعرضوا له من تنكيل وتعنيف في سجن بئر السبع الصهيوني. وقال مصدر من أسرة النائب البرلماني عبد القادر عمارة من حزب العدالة والتنمية، إن عمارة روى لأفراد أسرته، في مكالمة هاتفية أجروها معه صباح أمس، أن الوفد المشارك في»أسطول الحرية» تعرض لهجوم من قبل الجيش الإسرائيلي يوم الأحد الماضي في عرض المياه الدولية، وأن أزيد من 40 قاربا ومروحيات عسكرية إسرائيلية وأمطر المتضامنين بالرصاص الحي مما أوقع 19 شهيدا و32 جريحا. وأضاف المصدر ذاته أن عمارة أخبر أسرته بالتعامل اللاإنساني لقوات الكيان الصهيوني مع المدنيين الذين بعد أن تم تكبيل جميع الركاب، ووَضْعُوا على ظهر السفينة ليتم اقتيادهم إلى ميناء أسدود، حيث مكثوا ما يقارب 10 ساعات وهم مكبلون تحت الشمس في ظروف صعبة، ليتم اقتيادهم بعد ذلك إلى سجن بئر السبع للتحقيق وفي ظروف لا إنسانية تمس بالكرامة الآدمية. وروت أم الدكتور حساني لطفي، الذي يوجد ضمن أعضاء الوفد، أن ابنها أخبرها عبر الهاتف بأن الزوارق الحربية الإسرائيلية بدأت يوم الأحد الماضي، على الساعة العاشرة والنصف ليلا في مطاردة أسطول الحرية داخل المياه الدولية، ومباشرة بعد أداء صلاة الفجر شرع الجيش الإسرائيلي في الهجوم، وتدخل أفراده بوحشية مستعملين الغازات المسيلة للدموع والرصاص الحي وكأنهم يواجهون بارجة حربية لا مدنيين عزّل».