واصلت إسرائيل, أمس الأربعاء, عملية ترحيل مئات النشطاء، الذين اعتقلتهم في المياه الدولية عندما شنت قواتها هجوما، أول أمس الاثنين، على "أسطول الحرية" التضامني، الذي كان ينقل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.ناشطو أسطول الحرية بعد ترحيلهم من إسرائيل في اتجاههم إلى الأردن (أ ف ب) وقال المتحدث الرسمي باسم الشرطة الإسرائيلية للصحافيين إن "حوالي 120 شخصا خرجوا أمس من إسرائيل, عند الحدود مع الأردن, ومن المقرر أن يسافروا من هناك إلى دولهم". وأضاف أنه جرى ترحيل 45 شخصا آخرين من مطار بن غوريون, معربا عن أمله في أن يغادر الباقون إسرائيل في غضون الساعات القليلة المقبلة. وينتظر بعض النشطاء، حاليا، في سجن بن غوريون قدوم إحدى الطائرات لنقلهم إلى خارج إسرائيل, بينما ما يزال أغلبهم محتجزين في سجن ب"بئر السبع", حيث من المقرر نقلهم على متن حافلات. وكانت إسرائيل أكدت إنها سترحل 682 نشطا من أكثر من 35 دولة احتجزوا بعد الهجوم البحري، الذي استشهد فيه تسعة على متن سفينة تركية. وقال متحدث باسم مصلحة السجون الإسرائيلية إن نحو 200 نشط نقلوا من مركز احتجاز إلى مطار إسرائيل قرب تل أبيب وإن 123 نشطا اجتازوا بالفعل معبرا حدوديا إلى الأردن المجاور. وأضاف المتحدث أن العدد المتبقي من النشطاء سيفرج عنه على مدى أمس الأربعاء. ووسط مشاعر الغضب السائدة بسبب ما قامت به إسرائيل دعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق محايد حول سقوط قتلى وطالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالرفع الفوري للحصار اللاإنساني المفروض على قطاع غزة. واحتجز النشطاء السبعمائة عندما أوقفت قوات مشاة البحرية الإسرائيلية القافلة المكونة من ست سفن والتي كانت متجهة لقطاع غزة المحاصر وعلى متنها أتراك وعرب وأمريكيون وآسيويون وأوروبيون منهم اثنان من السياسيين والكاتب السويدي هينينج مانكيل. وفي تركيا صرح أردوغان، الذي بدا عليه الغضب بشكل واضح أمام نواب البرلمان الثلاثاء قائلا: ينبغي بلا شك معاقبة سلوك إسرائيل.. بلا أدنى شك. وذكرت وسائل إعلام اسرائيلية إنه يجري نقل أسر دبلوماسيين إسرائيليين مقيمين في تركيا بالطائرات بسبب مخاوف أمنية. ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية التعليق على هذا التقرير. كما سببت إراقة الدماء المزيد من التوتر في علاقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي باراك أوباما المتوترة أصلا. وألغى نتنياهو محادثات مع أوباما ليعود إلى بلاده قادما من كندا للتعامل مع الأزمة. وقال أوباما الذي أحيى خطوات السلام الإسرائيلية الفلسطينية عبر المحادثات غير المباشرة، التي تتوسط فيها واشنطن إنه يريد الحصول على الحقائق كاملة قريبا. وسيعقد نتنياهو اجتماعا للحكومة المصغرة لإجراء المزيد من المناقشات حول ما وصفه منتقدون إسرائيليون بأنه غارة فاشلة. ويقول وزراء إن الحصار البحري للفلسطينيين الذين يعيشون في غزة والبالغ عددهم 1.5 مليون نسمة سيستمر. وتقول إسرائيل إن هذه السياسة تهدف إلى منع وصول الأسلحة والإمدادات التي يمكن استخدامها لتكوين بنية أساسية عسكرية إلى نشطاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على القطاع. وهي تقول إن أي مساعدات إنسانية يمكن نقلها إلى غزة لكن فقط بعد المرور بعمليات التفتيش الإسرائيلية. وعندما سئل، تساحي هنجبي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست حول الطريقة التي تعتزم بها إسرائيل التعامل مع أي سفينة أخرى تهدف إلى كسر الحصار البحري أجاب إنه لن يكون هناك تغيير في السياسات. وصرح هنجبي لراديو إسرائيل، لا يمكننا السماح لهم بتجاوز الخط الأحمر الذي وضعته إسرائيل... ليس هناك مجال للسماح لهم بالدخول ومساعدة حماس. ودعت الأممالمتحدة لإجراء تحقيق محايد حول مقتل تسعة أشخاص منهم أربعة أتراك. وقال الجيش الإسرائيلي إن سقوط القتلى حدث عندما اعتلت قوات كوماندوس السفينة مرمرة التي وقع على متنها أغلب العنف وفتحت النار فيما أسماه نتنياهو بالدفاع عن النفس. وأثار بيان مجلس الأمن الدولي رد فعل حاد من إسرائيل التي قالت إن وزير خارجيتها أفيجدور ليبرمان شكا في مكالمة هاتفية مع الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون من أن إسرائيل أدينت بشكل ظالم لقيامها بأعمال دفاعية. وأعلنت القاهرة فتح معبر رفح بينها وبين قطاع غزة.