سيطرت القوات البحرية الإسرائيلية بالقوة، فجر أمس الاثنين، على سفن أسطول الحرية داخل المياه الدولية وهي في طريقها إلى قطاع غزة بهدف كسر الحصار المفروض عليه، وسط أنباء عن سقوط 16 شهيدا وأكثر من 50 جريحاً من المتضامنين.جيش الاحتلال هاجم سفن القافلة بحرا وجوا (أ ف ب) وذكر التلفزيون الإسرائيلي أن نحو 16 شهيدا سقطوا، أمس الاثنين، عندما اعتلت قوات الكوماندوس البحرية الإسرائيلية متن سفن المساعدات المتجهة لقطاع غزة وواجهت مقاومة من النشطاء المؤيدين للفلسطينيين. وأظهرت الصور المباشرة التي بثتها وسائل الإعلام أن قوات الاحتلال الإسرائيلية اقتحمت السفن على نحو مفاجئ في عملية إنزال جوي بعد ساعات من مرافقتها بحرياً وجوياً ومحاصرتها. وقال متضامنون إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار وقنابل مسيلة للدموع فيما حاول بعض المتضامين اعتراض القوات الإسرائيلية. وكانت تحدثت وسائل إعلام فلسطينية عن استشهاد اثنين من المتضامنين وإصابة أكثر من خمسين آخرين. وأبدى وزير إسرائيلي أسفه لسقوط قتلى خلال تصدي إسرائيل للقافلة في أول اعتراف رسمي بتحول المواجهة إلى مواجهة دامية. وقال بنيامين بن اليعازر وزير التجارة والصناعة لراديو الجيش الإسرائيلي، الصور بالقطع مؤلمة. ليس بوسعي إلا أن أعبر عن أسفي لسقوط كل هؤلاء الضحايا. من جهتها، احتجت وزارة الخارجية التركية بشدة على الهجوم الإسرائيلي. وقالت في بيان إن تصدي إسرائيل للقافلة غير مقبول، وعلى إسرائيل أن تتحمل عواقب هذا السلوك. وذكر البيان أن أنقرة استدعت السفير الإسرائيلي إلى مقر الخارجية. وتجمع محتجون غاضبون ،صباح أمس الاثنين، أمام القنصلية الإسرائيلية في اسطنبول، احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية. وذكرت تقارير إعلامية تركية أن عددا من المحتجين البالغ عددهم حوالي 100 شخص، حاولوا اقتحام مبنى القنصلية ولكن جرى إيقافهم. ورفع المحتجون أصواتهم بعبارات مضادة لإسرائيل. ومن شأن هذه الخسائر البشرية أن تضر بصورة إسرائيل على الصعيد الدولي وعلاقاتها الدبلوماسية خاصة مع تركيا حليفتها الوثيقة التي ترفع بعض سفن المساعدات علمها. ونددت (الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة) بقيام قوات الاحتلال الإسرائيلية باقتحام سفن أسطول الحرية، معتبرة أن ذلك سيكّلف الجانب الإسرائيلي ثمناً سياسياً وإعلامياً باهظاً. وقالت الحملة الأوروبية، إحدى الجهات المؤسسة لائتلاف أسطول الحرية، في بيان تلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منه، إن إقدام القوات الحربية الصهيونية على اقتحام السفن واستخدام الرصاص والغاز المسيل للدموع، يُعد قرصنة وعدواناً ضد المئات من المتضامنين الذين قدموا من أكثر من أربعين دولة حول العالم، لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين لها في قطاع غزة. وأضافت الحملة: ما حدث سيكلّف السلطات الإسرائيلية ثمناً إعلامياً وسياسياً باهظاً، لا سيما وأن أوروبا ستنتفض للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على أسطول السفن، وأن هذا التحرّك لن يكون رد فعل فقط، بل سيتصاعد في الفترة المقبلة. ولقي اقتحام القوات الإسرائيلية لسفن الحرية تنديداً واسعاً في صفوف الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية. ودعت حركة المقاومة الإسلامية حماس الشعوب العربية والإسلامية وكل الأحرار في العالم إلى الانتفاض في كل بقاع الأرض وخاصة أمام السفارات الإسرائيلية من أجل حماية المتضامنين المسالمين من القتل. وأدان رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية الهجوم، ورأى أن الاعتداء على الأسطول جريمة دولية وفضيحة سياسية جرت بقوة عسكرية غاشمة وقرار عسكري غاشم. كما أدانت الرئاسة الفلسطينية الهجوم، ووصفت ما قامت به إسرائيل ب(الجريمة بحق الإنسانية). وناشد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في تصريح نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) المنظمات الدولية والإنسانية التدخل لإغاثة الجرحى، وقال: سيكون لهذا العدوان الإسرائيلي تداعيات خطيرة في المنطقة والعالم. وذكرت مصادر فلسطينية أن الفصائل الفلسطينية في غزة بما فيها حركتا حماس وفتح ستعقد مؤتمراً صحفياً في وقت لاحق للتنديد بعملية الاقتحام.