أكد الجيش الإسرائيلي سقوط قتلى وجرحى أثناء اعتراضه "لأسطول الحرية" المتجه إلى غزة، يأتي هذا فيما تحدثت تقارير إعلامية عن مقتل نحو 16 من الناشطين وجرح آخرين. وزير إسرائيلي "يأسف لسقوط قتلى" وتركيا تحذر من تداعيات الحادث. ذكر التلفزيون الإسرائيلي أن الهجوم الإسرائيلي على "أسطول الحرية" الذي يحمل ناشطين مؤيدين للفلسطينيين ومساعدات إلى قطاع غزة، أسفر عن مقتل 16 شخصا وإصابة أكثر من 50 آخرين حتى الآن. ونقلت وكالة رويترز عن القناة التلفزيونية الإسرائيلية العاشرة أن نحو 15 قتيلا سقطوا اليوم الاثنين عندما اعتلت قوات الكوماندوس البحرية الإسرائيلية متن سفن المساعدات المتجهة لقطاع غزة وواجهت مقاومة من النشطاء المؤيدين للفلسطينيين. ووفقا لرويترز قالت ميري هيوز طومسون المتحدثة باسم "حركة غزة الحرة" إنه قتل شخصان على متن السفينة التركية وأصيب 30 أو أكثر. وأضافت "على حد علمنا هبط كوماندوس من قوات الدفاع الإسرائيلية على متن السفينة من طائرات هليكوبتر وسيطروا عليها." وقالت جريتا برلين، وهي متحدثة أخرى باسم الحركة، إن محاميا إسرائيليا للجماعة ابلغها بأن عشرة قتلوا لكن لا يوجد اتصال بالسفن" الأخرى المشاركة في الأسطول. وأكد مراسل قناة الجزيرة المصاحب للأسطول قبل أن ينقطع الاتصال معه أن المئات من القوات البحرية الإسرائيلية هاجموا السفن في المياه الدولية مدعومين جوا، باستخدام الرصاص والغاز المسيل للدموع في الهجوم. وذكر مسؤلون إسرائيليون لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن الجيش الإسرائيلي اتصل بمنظمي الأسطول وطلب منهم إتباع زوارق البحرية الإسرائيلية إلى ميناء أشدود (130 كلم شمال قطاع غزة) أو العودة إلى موانئ الانطلاق، إلا أن السفن قررت المضي إلى قطاع غزة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن "تلفزيون الأقصى" التابع لحركة حماس إعلانه إصابة الشيخ رائد صلاح زعيم الحركة الإسلامية في إسرائيل بجروح "خطرة" خلال الهجوم على القافلة. تحذير تركي وفي أول رد فعل خارجي حذرت تركيا إسرائيل من "عواقب" هذا الحادث على العلاقات الثنائية بين البلدين. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان "ندين بشدة هذه الممارسات الإسرائيلية غير الإنسانية". وتابعت "أن هذا الحادث المؤسف الذي حصل في عرض البحر في انتهاك واضح للقانون الدولي، يمكن أن تترتب عنه عواقب لا يمكن إصلاحها في علاقاتنا الثنائية". وذكر البيان أن أنقرة استدعت السفير الإسرائيلي إلى مقر الخارجية. يذكر أن الأسطول الذي يضم 700 ناشط وعشرة آلاف طن من المساعدات كان قد انطلق الأسبوع الماضي أملا في أن تنجح محاولته في كسر الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض على قطاع غزة. وتشرف على تنظيم هذه القافلة منظمة إغاثة إنسانية تركية والحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة بالإضافة إلى منظمات إنسانية أخرى. تأكيد إسرائيلي و"أسف" لسقوط قتلى ومن جانبه أكد الجيش الإسرائيلي في بيان "مقتل وإصابة عدد من ركاب القافلة، وجاء في البيان "واجه جنود إسرائيليون خلال العملية أعمال عنف جسدية شديدة واستخدم بعض الركاب أسلحة بيضاء وأسلحة يدوية وحاولوا انتزاع سلاح احد الجنود. واضطر الجنود للحفاظ على حياتهم إلى استخدام وسائل مكافحة الشغب وأطلقوا النار". وتابع الجيش أن "هذه المواجهات أوقعت عددا من القتلى والجرحى بين الركاب. وأصيب ما لا يقل عن أربعة جنود بجروح، احدهم بالرصاص، ونقلوا إلى مستشفيات إسرائيلية". وكان وزير التجارة والصناعة الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر عبر عن أسفه لسقوط قتلى خلال تصدي قوات بلاده للقافلة المتجهة إلى غزة. وقال بن اليعازر لراديو الجيش الإسرائيلي "الصور بالقطع مؤلمة، ليس بوسعي إلا أن أعبر عن أسفي لسقوط كل هؤلاء الضحايا." وأضاف بن اليعازر الموجود في قطر لحضور اجتماع للمنتدى الاقتصادي العالمي "كانوا ينتظرون جنودنا بالسواطير والسكاكين، وعلاوة على ذلك، حين يحاول احد ما سلب سلاحك منك، عندها نبدأ في فقدان السيطرة على الوضع، هكذا يبدأ الحادث ولا ندري كيف ينتهي". وأكد الوزير الإسرائيلي أنه "لم تكن لدينا أي نية في إطلاق النار، لكن حصل استفزاز هائل". مراجعة: يوسف بوفجلين Deutsche Welle