بدأت اسرائيل نشر تعزيزات من الاحتياط في قطاع غزة في اطار هجومها الذي اسفر عن مقتل نحو900 فلسطيني في17 يوما, فيما أرجأ المسؤول في وزارة الدفاع عاموس جلعاد زيارته الى القاهرة لاجراء محادثات جديدة بشأن وقف لاطلاق النار. وكان من المقرر أن يلتقي جلعاد الذي زار القاهرة الاسبوع الماضي, مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان ،الذي يتابع ايضا محادثات منفصلة مع وفد من حماس التي تسيطر على قطاع غزة. جلعاد يرجئ زيارته لمصر: صرح مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاسرائيلية لوكالة فرانس برس ان عاموس جلعاد المكلف اجراء محادثات حول وقف اطلاق النار في غزة لن يتوجه الى مصر الاثنين كما كان مقررا. وقال جلعاد في مقابلة مع موقع صحيفة يديعوت احرونوت على الانترنت الليلة قبل الماضية «حاليا يبدو انني لن اتوجه الى القاهرة, لكن لا فرق لانني على اتصال وثيق مع مصر» وذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان ارجاء زيارة جلعاد تم بقرار من القادة الاسرائيليين لتعزيز الضغط العسكري على حماس, بينما اعلن الجيش انه وجه ضربة قاسية الى الجناح العسكري للحركة. كما تحدثت الاذاعة عن مبرر آخر لهذا التأجيل هو خلاف مستمر بين مصر وحماس حول شروط وقف اطلاق النار. فقد قال مسؤول مصري ان المحادثات بين الوسيط المصري ووفد حركة حماس «ايجابية». لكن اسامة حمدان ممثل حماس في لبنان اوضح انها سمحت بتحقيق تقدم حول «بعض النقاط» فقط. واضاف «نرفض بعض النقاط في هذه المبادرة ... لكن هذا الا يعني اننا نرفض المبادرة كاملة». وكان اسماعيل خيرت رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية (حكومية) قال ان القاهرة تسعى جاهدة لانتزاع وقف للمعارك تمهيدا لاي تفاوض على اتفاق شامل, موضحا ان المحادثات ستستأنف الاثنين مع الاسرائيليين. وقال خيرت على هامش لقاء مع وسائل الاعلام الدولية, ان الهدف الاول من هذه المحادثات هو «التوصل الى وقف للنار على اساس المبادرة المصرية»» لوقف الحرب في غزة. واضاف ان «وقفا للنار مهم جدا, لا يمكننا ان نحمل الاطراف على التفاوض طالما المعارك تتواصل» مشيرا الى الاليات التي ينبغي تحديدها بوساطة مصرية. من جهة اخرى, اعلنت وزارة الخارجية المصرية الاحد انها استدعت السفير الاسرائيلي في القاهرة لتطلب من الدولة العبرية احترام بنود قرار مجلس الامن الدولي رقم1860 حول غزة. وقال المتحدث باسم الوزارة حسام زكي ان السفير شلومو كوهين تبلغ بانه على اسرائيل «الاستجابة للدعوات التي تطالب بفتح ممرات انسانية» الى غزة. مواصلة العدوان الإسرائيلي: وعلى الصعيد الميداني اعلن مصدر طبي فلسطيني ان عدد القتلى الفلسطينيين ارتفع الى905 (من بينهم277 طفلا) منذ بدء الهجوم العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة في27 ديسمبر بينهم15 منذ فجر أمس الاثنين في عمليات قصف اسرائيلية على قطاع غزة. و كانت إسرائيل قد قامت اول امس الاحد بعمليات توغل عدة في محيط مدينة غزة بينما شن الطيران الحربي الاسرائيلي ستين غارة جوية على القطاع. وقالت مصادر طبية فلسطينية ان اكثر من ثلاثين شخصا بينهم عشرة مقاتلين على الاقل قتلوا في هذه الهجمات. وفي رفح (جنوب) قصف الجيش الاسرائيلي مئتي نفق للتهريب حفرت تحت الحدود بين قطاع غزة ومصر, اي حوالى66 % من هذه الانفاق, حسبما قال ناطق عسكري اسرائيلي. وادت عمليات القصف هذه الى جرح ثلاثة شرطيين وطفلين على الجانب المصري من الحدود. فيما ذكر المراقبون أن نشر قوات الاحتياط على الارض في غزة الذي تحدثت عنه وسائل الاعلام الاسرائيلية يمكن ان يكون تمهيدا لبدء «مرحلة ثالثة» من الهجوم العسكري تشمل مهاجمة قلب المدن ومخيمات اللاجئين في القطاع, بعد الغارات الجوية وانتشار القوات البرية. وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الحكومة كانت مترددة في الموافقة على بدء «المرحلة الثالثة» التي تعني مزيدا من التصعيد. وتدعو وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني الى انسحاب فوري للجيش الاسرائيلي من القطاع وشن هجمات باستمرار في حال واصلت حماس اطلاق الصواريخ على جنوب الدولة العبرية. من جهته, يريد وزير الدفاع ايهود باراك الذي يتحفظ على هذه المرحلة الثالثة ايضا الى هدنة تشمل وقف تهريب الاسلحة عبر الانفاق من مصر الى غزة. في المقابل يؤيد رئيس الوزراء ايهود اولمرت تصعيدا, على غرار رئيس جهاز الامن الداخلي (شين بيت) يوفال ديسكين وقائد المنطقة الجنوبية لاسرائيل الجنرال يواف غالانت المكلف بالهجوم, حسبما ذكرت محطات التلفزيون الاسرائيلية. وعلى الرغم من الضربات الاسرائيلية, استهدف19 صاروخا أول أمس الاحد بلدات اسرائيلية جنوبية بدون ان تسبب اصابات. وقالت اسرائيل ان اكثر من660 صاروخا اطلقت منذ بدء الهجوم في27 ديسمبر, مما اسفر عن سقوط اربعة قتلى. ووصلت هذه الصواريخ للمرة الاولى مدنا تقع على بعد اكثر من اربعين كيلومترا عن قطاع غزة.