أصدر المستوى السياسي الإسرائيلي، أمس الخميس، توجيهاته إلى الجهات الأمنية المختصة والجيش الإسرائيلي بمنع مرور قافلة السفن الدولية التي تحاول كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.سفينة تركية تتجه إلى قطاع غزة لمحاولة كسر الحصار الإسرائيلي (أ ف ب) وذكرت الإذاعة الإسرائيلية، أمس الخميس، أنه سيسمح مع ذلك بنقل حمولة السفن إلى القطاع عبر إسرائيل بعد تفتيشها أمنيا، أما السفن نفسها فستوعز اليها قوات الأمن بالعودة أدراجها وإذا قاوم أفراد طواقمها قوات الأمن سيجري اعتقالهم. وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي بدوره عزمه إحباط محاولة كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، مشيرا إلى انه سيعطي إنذارا للسفن المشاركة في هذه الرحلة وسيدعوها إلى العودة أدراجها، وإذا تابعت طريقها باتجاه سواحل غزة فسيقوم الكوماندو البحري وغيرهم من أفراد الوحدات الخاصة بالاستيلاء عليها وإحضارها إلى ميناء أشدود حيث سيخضع ركاب هذه السفن للإجراءات الإدارية من قبل وزارة الداخلية وسلطة الهجرة ثم يرحلون إلى الدول التي وصلوا منها. وأشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن قوات البحرية الإسرائيلية تجرى تدريبات تحاكي الاستيلاء على هذه السفن واعتقال ركابها. أصدر قائد سلاح البحرية الميجور، جنرال اليعيزر ماروم، توجيهاته إلى القوات المعنية بالأمر أن تعمل بحساسية عالية دون الانجرار وراء الاستفزازات، في حال الاستيلاء على هذه السفن، موضحا أن الجيش الإسرائيلي لا ينوي إطلاقا المساس بأي شخص من مئات الأشخاص على ظهر السفن. وقال الجنرال ماروم انه يجب التأكد من عدم تواجد عناصر وصفها ب(الإرهابية) في هذه السفن والحرص على سلامة أفراد القوات التي ستنفذ عملية الاستيلاء على السفن المذكورة. وكان منظمو رحلة قافلة السفن أعلنوا أن السفن ستتجمع، اليوم الجمعة، في قبرص تمهيدا لإبحارها باتجاه القطاع غدا السبت. من جهته، عبر رجل الدين المسيحي هيلاريون كابوتشي عن سعادته بقرب دخول فلسطين واحتضان كل أبنائه هناك، وفق تعبيره. وقال وأخيرا سأكحل عيني برؤية فلسطين واحتضان كل أبنائي هناك"، وصرح للجزيرة نت بقوله إنه يؤيد حل الدولتين، مشددا على أن الصراع قائم مع الصهاينة وليس اليهود. وكان كابوتشي مطرانا لكنيسة الروم الكاثوليك في القدس عام 1965، وحكمت عليه محكمة إسرائيلية عسكرية بالسجن لمدة 12 عاما، بتهمة محاولة تهريب أسلحة للمقاومين، وأفرج عنه بعد أربع سنوات بوساطة من الفاتيكان، وطرد من فلسطين في نوفمبر 1978، ويعيش حاليا في المنفى بروما. من جهتها، أكدت عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي حنين الزعبي أنهم معتادون على التهديدات الإسرائيلية، وأن هذه التهديدات التي توجه للأسطول ليست أقوى من العنف والقمع الذي تمارسه إسرائيل على الفلسطينيين يوميا، حسب تعبيرها. وكانت أربع سفن انطلقت أمس من الموانئ اليونانية حاملة أكثر من 120 متضامنا يونانيا وأجنبيا، بينهم صحفيون ودبلوماسيون سابقون وأطباء ونواب أوروبيون، إضافة إلى تقنيين ومهندسين. ومن المنتظر أن تلتقي هذه السفن بأخرى قادمة من تركيا وكذا بسفينة "راشيل كوري" التي انطلقت من إيرلندا منذ أيام، وكلها في إطار ما يعرف بأسطول الحرية الذي يسعى للدخول إلى قطاع غزة وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليه. ويحمل الأسطول 750 متضامنا من أكثر من 60 دولة، بينهم 44 شخصية رسمية وبرلمانية وسياسية أوروبية وعربية، كما تحمل سفنه أكثر من عشرة آلاف طن من المساعدات الطبية ومواد البناء، إضافة إلى مائة منزل جاهز لمساعدة آلاف السكان الذين فقدوا منازلهم في الحرب الإسرائيلية على غزة مطلع عام 2009، فضلا عن خمسمائة عربة كهربائية للمعاقين.