قال عبد الإله بنكيران، الأمين العام للعدالة والتنمية، إنه مستعد لدخول السجن بسبب إلياس العماري، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، معبرا عن هذا الموقف صراحة لقيادي «البام» الذي التقاه، أول أمس (السبت) في الرباط، من أجل توضيح وجهة نظره بخصوص الاتهامات التي كان يوجهها إليه. وأكد المصدر ذاته، في تصريح ل«الصباح» أن اللقاء بين الطرفين، وإن كان وديا، لم يسلم من حدة في النقاش والمصارحة والمكاشفة، مضيفا أن بنكيران لم يتحدث كثيرا، وأن إلياس احتكر الكلمة لمدة أربع ساعات، روى فيها تفاصيل حياته وقصة تعرفه على فؤاد عالي الهمة وعلاقاته ووضعه الحالي. وقال بنكيران للعمري: «حاربتم الحزب في وجدة والشاون، وتحملت الأمر، إلى أن وصل الأمر إلى ولوج أعضاء حزبي السجن فثارت ثائرتي...». وأضاف أمين عام حزب «المصباح» أن إلياس العماري اعترف له بأنه شن حربا على العدالة والتنمية، وأنه كان ينوي مقاضاته بعدما أبلغ الوزير الأول بذلك، بل وراسل وزير العدل في الموضوع، فقلت له، يضيف بنكيران، «إنني مستعد لأذهب إلى السجن بسببك». وأعرب المصدر ذاته لقيادي «البام» أنه مستعد لفتح تحقيق قضائي معه بسبب اتهاماته له بالوقوف وراء اعتقال المعتصم وتفكيك تحالفات الحزب في عدد من المدن، مشددا على أنه لن يستعمل حصانته البرلمانية للهروب من المتابعة القضائية، بل وحتى بدون حجج وأدلة تثبت التهم التي وجهها إلى العماري. بالمقابل، نفى لحسن الداودي، قيادي العدالة والتنمية، إمكانية التقارب مع الأصالة والمعاصرة، واعتبر لقاء بنكيران بإلياس العماري مجرد مبادرة شخصية سيرفع أمين عام الحزب تقريرا بشأنها إلى الأمانة العامة، مضيفا أن إمكانية التحالف مع «البام» غير واردة وتحتاج برأيه إلى «شهادة حسن سيرة وسلوك من الشعب». من جهته، أوضح العماري، ل «الصباح»، أنه طلب من بنكيران مده بالأدلة التي تفيد أنه كان وراء اعتقال جامع المعتصم، مضيفا أن أمين العدالة والتنمية لم يرد على سؤاله، لكنه شدد بالمقابل على أن اعتقال قيادي حزبه استعمل فزاعة لتخويف الناس من العدالة والتنمية. فيما كشف المصدر ذاته أنه لا يعرف المعتصم، ولم يسبق لهما أن تبادلا التحية من قبل، موضحا أنه اعترف لبنكيران بأنه يؤمن بالصراع السياسي لبناء التحالفات السياسية، مقرا بأنه خاض فعلا حربا سياسية ضد العدالة والتنمية وسيواصل العمل بذلك انطلاقا من قناعاته السياسية. في السياق ذاته، نفى العماري نيته الاعتذار للعدالة والتنمية بسبب المحنة التي كان سببا فيها، وقال «عماذا أعتذر لبنكيران؟ فالمحنة لا تعيشها الأحزاب والبشر العادي بل يعيشها الأنبياء والصالحون». يذكر أن عبد الإله بنكيران كان أعلن «الحرب» على الأصالة والمعاصرة وعلى قيادييه فؤاد عالي الهمة وإلياس العماري بسبب اعتقال جامع المعتصم نائب عمدة سلا المفرج عنه قبيل تشكيل المجلس الاقتصادي والاجتماعي.