شأنها شأن جميع ساكنة المغرب، والعالم العربي قاطبة، كانت ساكنة إقليمالحسيمة في موعد مع فرحة لا توصف، فرحة صنعها أبناء الوطن الذي يحتضن قبر المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي، ووصل صداها إلى مدينة الحسيمة التي عاش فيها المجاهد المذكور، وصنع فيها أكبر الملاحم التحريرية العالمية. هذا وقد عمت أجواء الفرحة بكل ربوع الإقليم، وإنتشرت مظاهر البهجة والسرور مباشرة بعد خطاب التنحي الذي ألقاه عمر سليمان، والذي أعلن من خلاله عن تخلي حسني مبارك عن رئاسة الجمهورية المصرية، وقد صفق بحرارة العديد من المواطنين ببعض مقاهي الإقليم بعد سماعهم لخبر تنحي مبارك عن السلطة، على لسان عمر سليمان، وإرتفعت شارات النصر ، وتبادل البعض التهاني، فيما أطلق البعض الآخر منبهات السيارات ببعض الشوارع، إحتفالا بهذا الإنجاز التارخي الذي صنعه شباب مصر بعد 18 يوما من الصمود. وفي السياق ذاته، كانت الثورة المصرية حديث الساعة، لدى ساكنة الحسيمة، على مدار أسبوعين، حيث إختلفت التأويلات والتوقعات والتحليلات بشأن الثورة، وما صاحبها من مواقف داخلية وخارجية، وفي نفس الوقت أجمع الشارع الحسيمي برمته على ضرورة تنحي حسني مبارك، أو "الفرعون الجديد" كما يحلوا للبعض تسميته، عن رئاسة الجمهورية، إستجابة لإرادة الشعب التي لا تقهر. وكانت ساكنة إقليمالحسيمة قد عبرت عن تأييدها للثورة المصرية، وتضامنها مع شباب ميدان التحرير وكل الشباب الذين يطالبون بتنحي حسني مبارك، في كل ربوع الجمورية المصرية، حيث ضمت ساكنة الحسيمة صوتها لشباب مصر وطالبت بتنحي مبارك عن السلطة، من خلال المسيرات الحاشدة التي جابت شوارع إمزورن وبني بوعياش و آيت يوسف و علي وغيرها من المناطق.