عرف نادي الاتحاد بتطوان أمس الاثنين 20 رمضان 1434ه ضمن أنشطته الثقافية قراءة في كتاب: (معجم المفسرين بتطوان) للدكتور الفقيه قطب الريسوني حفظه الله. ويعدّ هذا الكتاب من آخر الإصدارات في مجال الدراسات القرآنية، ومن أجود ما يضاف للمكتبة المغربية، فقد وطّأ به صاحبه أكناف الباحث في الدراسات القرآنية، وقرّب إليه البعيد، وأتى فيه بكلّ جديد. افتُتح اللقاء بكلمة من طرف المسيّر ذ/ منتصر الخطيب، الذي وضع هذا النشاط في سياقه العام، ثم أعطيت الكلمة للدكتور عبد العزيز السعود، الباحث في تاريخ تطوان، ورئيس نادي الاتحاد. نوّه المتدخل الأول: الدكتور عبد العزيز السعود بالباحث، وأشاد بأعماله العلمية الرصينة، وتفننه في كثير من ضروب المعارف والعوارف، تفنن المقتدر العارف، ثمّ سلّط الضوء على البيئة الثقافية التي عرفتها مدينة تطوان مبكّرا، مستحضرا في ذلك نصوص العلماء والمؤرّخين، أمثال الفقيه المؤرخ عبد السلام سكيرج، والفقيه العلامة المؤرّخ الأستاذ محمد داوود رحمهما الله، ومستشهدا في ذلك أيضا بأعلام من مدينة تطوان على مختلف المراحل. وتناول بعده الأستاذ جلال راغون الباحث في علوم الحديث، كلمته عن: ملامح حديثية من خلال معجم المفسرين بتطوان، وسلّط فيها الضوء عن جانبين: - عناية المؤلّف بالتحذير من الاستدلال بالضعيف والموضوع في درس التفسير. ومن نماذج علماء التفسير التي حذّر منهم: أحمد الرهوني – أحمد بنعجيبة – عبد الوهاب لوقش – التهامي الوزاني – محمد الترغي – محمد المرير. - تنبيهه على أوهام وقع فيها المفسرون في التوثيق الحديثي. وقد أتى الأستاذ راغون بأمثلة وشواهد مستفيضة كشفت الغطاء على هذا الجانب، ومثل لها ب: تصدير الحديث الضعيف بصيغة الجزم، والصحيح بصيغة التمريض.. ثمّ ختم مداخلته بالثناء العاطر على قطب تطوان وابنها البار، ذاكرا أياديه على المدينة وخدمته لتراثها، وحبه لها، كما يتجلى في خاتمة المعجم، وديوانه الشعري الأخير. وأما خاتمة المتدخّلين، الدكتور جمال علال البحتي، أستاذ العقيدة الأشعرية والباحث المقتدر في التراث، فقد ذكر في مداخلته مقدّمة استهلّها بالتنوية بالمؤلف والإشادة بعمله.. وقيمة الكتاب ومضامينه.. ثم ملاحظات عامة، عنّت للدّارس أثناء قراءته للكتاب وتمعنه في محتواه. وبالجملة، فهي ملاحظات نيّرة أداه إليها بحثه وتعمّقه، وأثرى بها النقاش، وعمّق بها البحث، شأن الملاحظات الهادفة البنّاءة دائما. وختم اللقاء بكلمة للدكتور قطب الريسوني مؤلّف الكتاب، أجاب فيها عن تساؤلات بعض المتدخلين، وشكر نادي الاتحاد شكرا موصولا غير مقطوع، وثنّى بالأساتذة المتدخّلين، وثلّث بالحاضرين، وانفضّ الجمع على أمل اللقاء في نشاط ثقافي آخر، والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات.