ابتُليت الأمة الإسلامية عبر تاريخها بتيارات هدامة تسعى إلى الفتك بجسمها وتشتيت فكرها وإهدار كرامتها، وتمزيق هويتها، والحيلولة بينها وبين الوصول إلى أهدافها وغايتها. وقد تدرجت تلك التيارات في خطورتها وضلالتها كما تدرجت وتباينت في خفائها وتلبيسها على أبناء هذه الأمة. وإن من تلك التيارات التي بدأت تتشكل وتستشري بين أفراد هذه الأمة ومثقفيها (التيار البراجماتي) الذي يدعو إلى الذرائعية، وتمييع المفاهيم، وتقديس الواقعية، وتسويغ الوسائل للوصول إلى الغايات العملية. هذا الفكر الدخيل وجد أتباعاً ومريدين، بل ودعاة ومروجين له ولو لم يسمعوا به من قبل أو يخطر لهم على بال. وهذا البحث المختصر يلقي الضوء على نشأة هذا التيار وأسباب انتشاره وأثره على سلوك المسلمين وتوجهاتهم الأدبية والإعلامية والاقتصادية. ما هي البراجماتية؟ إن البراجماتية اسم مشتق من اللفظ اليوناني براجما (Pragma) وتعني "العمل". وعرفها قاموس ويبستر العالمي (Webster) "بأنها تيار فلسفي أنشأه شارلز بيرس(Eirce) ووليام جيمس(William James) يدعو إلى أن حقيقة كل المفاهيم لا تثبت إلا بالتجربة العلمية". أما ديوي(Deey )فقد وصف البراجماتية بأنها "فلسفة معاكسة للفلسفة القديمة التي تبدأ بالتصورات، وبقدر صدق هذه التصورات تكون النتائج، أما البراجماتية فهي تدعُ الواقع يفرض على البشر معنى الحقيقة، وليس هناك حق أو حقيقة ابتدائية تفرض نفسها على الواقع". وكما يؤكد جيمس الذي طور هذا الفكر ونظر له في كتابه "البراجماتية" (Pragmatism)، فإن البراجماتية لا تعتقد بوجود حقيقة مثل الأشياء مستقلة عنها. فالحقيقة هي مجرد منهج للتفكير كما أن الخير هو منهج للعمل والسلوك؛ فحقيقة اليوم قد تصبح خطأ الغد؛ فالمنطق والثوابت التي ظلت حقائق لقرون ماضية ليست حقائق مطلقه، بل ربما أمكننا أن نقول: إنها خاطئة. بقلم الكاتب والصحفي : عادل التريكي لتحميل المقال كاملا يرجى الضغط على المرفق أسفله