بورتريه للفنانة التطوانية الراحلة "عالية المجاهد" رأت النور الفنانة الراحلة ألكسولي عليوة سنة 1941 بمدينة تطوان في حي الجامع لكبير درب لخطيب بالمدينة العتيقة أخذت حب الفن من بيت أخوالها و لتأخذ فيما بعد منهم حتى الاسم العائلي "المجاهد" ليكون لها اسما فنيا وليتغير كليا إلى "عالية المجاهد" تلقت الراحلة مبادئ الموسيقى الأندلسية بالمعهد الموسيقي لمدينة تطوان الذي كان يتواجد إبان الحماية الإسبانية لشمال المغرب في المصلى القديمة بالمدينة العتيقة على يد الفنان الراحل محمد الديلان ثم على يد الفنانة الراحلة الكبيرة منانة الخراز فعنها أخذت العزف على ألة العود . وكل ما ستحتاجه لمسيرتها الفنية فيما بعد ثم اشتغلت مع علم موسيقي نسوي اخر هي الفنانة الراحلة فامة الأشهب المعروفة في الوسط التطواني بلقب " شهابة " ثم مع الحاجة " سيلي " ثم اشتغلت "بجوق النجم النسوي" الذي كان يرأسه آنذاك رشيد الريسوني فكانت الراحلة نابغة حيث احتكاكها مع كل هذه الأسماء الوازنة في الساحة الموسيقية الفنية التطوانية النسوية انذاك جعلها تحلق عاليا وتكون فرقة موسيقية زاحمت كل هذه الأسماء النسوية الفنية الكبيرة المتواجدة بالمدينة ولكن طموحها الكبير جعلها ترحل من أجواء المنافسة التطوانية سنة 1957 لتعانق تجربة جديدة لتحط الرحال بمدينة الرباط مع بعض الأفراد الموسيقية الشمالية وهم على التوالي لعزيزة ركابة على الة الدربوكة عشوشة الطنجاوية مرددة زينب الطنجاوية مرددة وأيضا مع سيدة تعتبر أول عازفة على ألة الكمان وهي الراحلة التطوانية عشوشة الناصري ولتحقق انتشارا مبهرا في العدوتين الرباطوسلا نظرا لأن في ذلك العهد كان من المستحيل الأختلاط بين الجنسين في حفلات الأعراس وغيرها. لكن مسارها الفني سيتغير كليا حينما تتعرف على جبل شامخ في الموسيقى المغربية وهو المرحوم سيدي عباس الخياطي الذي سيقربها من الأجواء الإذاعية ويلحن لها بعض القطع التي لازالت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية تعتقل جلهم في خزانتها كما سجلت بعض القطع الموسيقية لإذاعة البيبسي البريطانية وفيما بعد ستقترن الراحلة بعلم من أعلام الموسيقى الأندلسية المغربية المنشد محمد الطود الذي كان يشتغل إبان الحماية مقرءا براديو ماروك وتستقر بمدينة سلا بصفة نهائية توفيت الراحلة بمدينة تطوان بمستشفى سانية الرمل يوم 20 يوليو 2012 وتدفن بمدافن سيدي المنظري بنفس المدينة لكن ما يحير العقل هو السكوت الإعلامي وكأن الراحلة تنتمي لوطن أخر غير وطنها وكأننا نتقن الجحود لأناس أعطوا الكثير لهذا الوطن. ياسين التطواني