الموسيقي الصغير قصة نبوغ فني مبكر الحلقة 5 جريدة بيان اليوم تفتح أوراقا من ذاكرة فنان كبير، يعتبر من الرواد الأوائل والمؤسسين للمشهد الغنائي في المغرب، أمثال عبد القادر الراشدي، أحمد البيضاوي، المعطي بنقاسم، وغيرهم ... في هذا اللقاء مع الفنان عبد الواحد التطواني، الذي غاب عن الساحة الفنية وأضواءها لسنوات قبل أن يعود مرة أخرى بداية الألفية الثانية، حبا في الفن وفي الأغنية المغربية، اختارت جريدة بيان اليوم تتتبع مساره الفني الذي يؤرخ لزمن الأغنية الجميل لزمن مغربي آخر ولمسار فني امتد لما يزيد عن نصف قرن من الزمن جريدة بيان اليوم تفتح أوراقا من ذاكرة فنان كبير، يعتبر من الرواد الأوائل والمؤسسين للمشهد الغنائي في المغرب، أمثال عبد القادر الراشدي، أحمد البيضاوي، المعطي بنقاسم، وغيرهم ... في هذا اللقاء مع الفنان عبد الواحد التطواني، الذي غاب عن الساحة الفنية وأضواءها لسنوات قبل أن يعود مرة أخرى بداية الألفية الثانية، حبا في الفن وفي الأغنية المغربية، اختارت جريدة بيان اليوم تتتبع مساره الفني الذي يؤرخ لزمن الأغنية الجميل لزمن مغربي آخر ولمسار فني امتد لما يزيد عن نصف قرن من الزمن مع بداية الإستقلال تم التفكير في تأسيس جوق موسيقي بمدينة تطوان، استعدادا لزيارة الملك الراحل محمد الخامس، وبالفعل ثم استدعاء جل الفنانين لبيت الزعيم السياسي عبد الخالق الطريس، فرقتنا بدورها استعدت لهذا الحدث بمعزوفة موسيقية من تأليف الفنان عبد السلام السعيدي تحت اسم « فرحة تطوان « وقد خصصت لي بهذه المعزوفة دورة موسيقية أو ما يطلق عليه موسيقيا صولو على الة الدربوكة فنال هذا الصولوا اعجاب الحاضرين، وحين الإنتهاء من العزف تقدم نحوي الزعيم عبد الخالق الطريس، وخاطبني بلكنة تطوانية، «.....انتينة نزلتي من لبطن ديماك كتضرب الدربوكة»، وهو يعني انني صغير السن وأتقن العزف على الة الدربوكة، وبما أنني لازلت طفلا، كانت إجابتي سليطة، فقلت له : «انتينة نزلتي من لبطن ديماك زعيم»، لكن هذه الإجابة كلفتني أنني لم يتم اختياري للعزف أمام الملك الراحل محمد الخامس بمدينة تطوان، في ذلك الوقت ورغم سني الصغير أحسست بنوع من الإهانة، والأسف أنني لم استطع العزف لملك عظيم يزور مدينتي مع ذلك كنت سعيدا لأصدقائي الذين تم اختيارهم ، لكن في ما بعد سيتحقق حلمي حين انتقلت إلى مدينة الرباط واشتغلت مع عازفين مغاربة يهود. من خلال الكشفية الحسنية قمت أيضا بالمشاركة في عروض مسرحية موسيقية قدمناها بمدينة طنجة بمسرح سيرفانتيس ثم مسرح اسبانيول بمدينة تطوان، لكن أهم حدث في حياتي وأنا صغير السن، كان سنة 1957 والمناسبة هي عيد العرش الأول للملك الراحل محمد الخامس تحت سقف الحرية والإستقلال، كان المغرب كله يحتفل بهذه المناسبة و مدينة تطوان هي ايضا كلها بهجة وزينة وزاد جمالها بخبر قدوم فنانين من الشرق لإحياء حفلات موسيقية من خلال جولات ستحط الرحال بمدينة تطوان هؤلاء الفنانين هم المطرب عبد العزيز محمود الراقصتان رجاء وعواطف، والمطربة عائشة حسن، بالإضافة إلى الفنانين المغاربة الراحلين الكبيرين محمد فويتح والمعطي بنقاسم، والجوق الأندلسي براسة الراحل مولاي أحمد الوكيلي، والجوق العصري براسة الراحل أحمد البيضاوي، وكم كنت فرحا بلقاء والإستمتاع بهؤلاء الفنانين مباشرة، فغنى الراحل المعطي بنقاسم + علاش ياغزالي، وداني ياما، والفنان محمد فويتح أغنية ملي مشيتي سيدي و البركي، والأستاذ أحمد البيضاوي ياصاحب الصولة والصولجان، وأغنية ياحبيبي، خرجت من الحفل وأنا أردد أغنية علاش ياغزالي والبركي، لكن هذه الفرحة أفسدتها أمي حيث أكلت علقة لأنني غبت عن البيت لمدة من الزمن ولم أخبر والدتي عن وجهتي، ورغم الطريحة كانت سعادتي لا توصف لانني استطعت الحضور لحفل لن يجود الزمان بمثله. في الحلقة القادمة: خروجي من مدينة تطوان وخطواتي الأولى على درب الشهرة