الفنانة والملحنة عالية المجاهد، صاحبة الصوت المتميز في الغناء، والعزف على آلة العود، من مواليد سنة 1941 بتطوان، حاولت منذ صباها فرض موهبتها الفنية، خاصة في معهد الموسيقى، و أصبحت نجمة الفن الشعبي منذ الخمسينيات، استطاعت أن تخترق حصار المجتمع وتتعلم الموسيقى لمدة خمس سنوات، حتى أصبحت من الوجوه الفنية المتميزة في شمال المغرب. التحقت كأستاذة بالمعهد الموسيقي بتطوان في بداية الستينيات من القرن الماضي. ثم غادرت مسقط رأسها تطوان، في اتجاه الرباط، لتذيع أغانيها عبر أمواج الإذاعة الوطنية وهي فتية. اكتملت موهبتها بزواجها من الحاج محمد الطود، أستاذ الصنائع الأندلسية بمعهد مولاي رشيد التابع لوزارة الثقافة، ورئيس فرقة طرب الأندلسي بالإذاعة الوطنية بعد الأستاذ الفنان أحمد الوكيلي. تعرفت الفنانة عالية المجاهد على الفنان الطود حين كانت تشتغل بالإذاعة، أنذاك كانت الفنانة عالية المرأة الوحيدة بين الرجال بالجوق، وكانت أول امرأة شاركت الوكيلي في فرقته للطرب الأندلسي. بعد زواجها من الطود غادرت العمل بالإذاعة، بطلب من زوجها، وأسست أول جوق نسوي أواخر الستينيات من القرن الماضي في مدينة الرباط. كانت عالية المجاهد تغني وتعزف على آلة العود في مختلف المناسبات والأفراح كالزواج والعقيقة والختان وغيرها، وكانت تعتمد في جوقها على آلات العود والكمان والدف أو الإيقاع مثل الدربوكة والتعريجة والطر والبندير وكذلك التصفيق باليد. استطاعت أن تسجل أول أغنية لها «النارالحمراء» سنة 1964 . كما سبق لها أن غنت لزوجها أغنية «الهوى ما بغا يدير فصال»، في بداية حياتهما، رزقت من الفنان الطود بثلاثة أطفال، وبقيت رفقة زوجها إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى في صمت يوم الثلاثاء 7 نونبر 2007 . تعتبر الفنانة عالية وجها تراثيا تمازج صوته الغنائي بسنوات الستينيات، أمضت 46 سنة من عمرها في الفن والإنشاد، لها أعمال غنائية موسيقية تمزج فيها بين الموسيقى الأندلسية والموشحات والألحان الشعبية، المتعددة الميازين والإيقاعات، توجد في رفوف الإذاعة الوطنية. خصصت لها القناة التلفزية في مارس 2011 حلقة خاصة في برنامج فني «أغنية على البال»، تبلغ من العمر 71 سنة، تعاني في صمت منذ بداية شهر أبريل الماضي، حيث دخلت المستشفى المدني سانية الرمل بتطوان، بعد إصابتها بكسر في الحوض، نتمنى لصاحبة «النار الحمراء» الشفاء العاجل..