.. هم نجوم طبعوا الأغنية المغربية بإبداعاتهم الرائعة، وتميزوا بإسهاماتهم وبأفكارهم وعملهم الفني النير، منهم شعراء وزجالون، ومنهم ملحنون ومطربون وموسيقيون ومغنون .. هؤلاء الرواد تركوا علامات بارزة في التاريخ الفني الموسيقي المغربي منذ بداية انطلاقته في بداية الثلاتينات من القرن الماضي . لقد صنعوا المجد لوطنهم ورسخوا معالم الأغنية المغربية بصفة عامة والأغنية الأمازيغية والشعبية و العصرية بصفة خاصة ، ومزجها بعضهم بفن العيطة التي هي مكون أساسي من مكونات تراث غنائي شعبي أصيل . كما يوجد من بينهم نجوم في الموسيقي الأمازيغية التي لها مسار فني غني بتجربة متميزة. ومنهم من أسس لأغنية مغربية عصرية وارتقوا بها إلى مستوى عال .. ومنهم من حافظ على مكانة الموسيقى الأندلسية (طرب الآلة) بالمغرب التي هي متميزة بمدارسها الثلاثة الرئيسية : مدرسة عبد الكريم الرايس بفاس، مدرسة أحمد الوكيلي بالرباط، ومدرسة محمد العربي التمسماني بتطوان . ثم فن السماع والملحون والإيقاع ... هؤلاء النجوم قدموا للفن الموسيقي وللأغنية المغربية وللحن خدمات جليلة ، استطاعوا بأعمالهم الجميلة حمل مشعل التراث الفني الأصيل للأغنية واللحن والموسيقى بالمغرب، ومن ثمة إيصال هذا التراث الفني إلى الأجيال الصاعدة، وربطوا الجسور مع الأجيال المقبلة ، قبل أن يودعونا ، تاركين لنا أجمل الأعمال الخالدة. والتي من الصعب أن نجد رجالا بقيمة الرواد الأولون. عبد الكريم الرايس 1912 - 1996 أحد أعلام الموسيقى الأندلسية 2/1 الفنان الرايس من مواليد مدينة فاس سنة 1912 ، تربى في حضن أسرة فنية موسيقية ، وخصوصا الآلة بجوق البريهي . عبد الكريم الرايس حفيد الفنان محمد بن محمد الرايس . كانت له موهبة منذ طفولته وتتلمذ على يد أعلام الطرب الآلة في فاس كالفنان أحمد الوكيلي، وليرور التازي، محمد الخصاصي، محمد داودي، والغالي الشرايبي ، أقبل عبد الكريم الرايس على دراسة الموسيقى الأندلسية ، فتعلم العزف على سائر آلات الموسيقى الأندلسية وحفظ النوبات الإحدى عشرة . وهو خريج مدرسة محمد بن عبد السلام البريهي ، التي تجسد صرحا عظيما في تاريخ التراث الموسيقي الأندلسي المغربي . يعتبرعبد الكريم الرايس أحد أعلام الموسيقى الأندلسية المغربية . ووجها بارزا من وجوه الموسيقى المغربية . كان يتردد على ضريح المولى ادريس الأزهر رفقة مولاي أحمد الوكيلي وعمره لايتجاوز 13 سنة لحضور الحفل الديني الذي كان يقام كل يوم الجمعة . في سنة 1933 التحق بالجوق كعازف على آلة العود عن طريق محمد البريهي . تصاهر مع البريهي ولازمه مايزيد عن 25 سنة ، بقي بجانبه إلى أن توفي البريهي وخلفه على رئاسة الجوق ، حيث كان رئيس «جوق البريهي» ، وهو أهم جوق عرفته الموسيقى الأندلسية المغربية في القرن العشرين ، حرس عبد الكرم الرايس على تسمية الجوق بإسم البريهي ، وجلب إليه أمهر العازفين وأعذب الأصوات محافظا على إشعارهذه المؤسس عقودا من الزمن ، وساهم في الجانب الثقافي بإصدار ديوان من وحي الرباب الذي يشتمل على مجموعة من الأشعار والأجزال والتواشيح المستعملة في الموسيقى الأندلسية . في سنة 1958 تم إنشاء جمعية هواة الموسيقى الأندلسية بالمغرب وكان الرايس سندا فنيا قويا لهذه الجمعية ، واستطاع طيلة مسيرته الفنية تحقيق مجموعة من المنجزات لصالح التراث الموسيقي الأندلسي المغربي بينها تسجيل ثماني نوبات أندلسية في سنة 1959 بتمويل من اليونيسكو . ثم أصبح مسؤول عن إدارة المعهد الموسيقي التابع لوزارة الثقافة سنة 1960 . استطاع أن يكون أجيالا من الفنانين في تعليم طرب الآلة ، وأنجز عدة أعمال فنية ، كما شارك في تسجيل نوبات الموسيقى الأندلسية بإشراف منظمة اليونسكو في الستينيات .