جاء فاتح ماي و كان كفاتح باقي الشهور...رغم دلالات هذا اليوم العالمي للشغل، فلا مجال للمشاركة فيه إلا من باب التتبع...وكأننا لازلنا قاصرين عن العمل...أما الحقيقة فنحن معطلين عن العمل. شباب أبواب التشغيل في وجوههم موصودة وخصوصا إذا تعلق الأمر بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة أو كما أحب تسميتهم -ذوي القدرات الخاصة- يوم لم يأت بالجديد لفئة طالها صدأ العطالة بعد اختيارها طريق التحصيل العلمي الجاد متحدية إعاقتها الجسدية،مغذية عقولها من مختلف التخصصات العلمية لنيل شواهد متعددة المستويات من ماستر و إجازة إلى تكوينات مهنية متنوعة. طريق لم يكن مفروشا بالورود، خاضت غماره متمسكة بحلمها في الاندماج المهني كسبيل لتحقيق و إثبات الذات و الإسهام في بناء المجتمع، وكلها أمل بأن تحظى بفرصة تُبِين فيها عن كفاءاتها وقدراتها تصحيحا للصورة النمطية التي رسمها المجتمع عن الأشخاص في وضعية إعاقة... وضعية زادت هذه الفئة إعاقة بحرمانها من حقها في الشغل و ركنها في صفوف المعطلين، تماطل في تفعيل توظيف نسبة 7% في القطاع العام و تخوف ألا يمثل الشخص المعاق قيمة مضافة في القطاع الخاص...و بين خذلان القطاعين ضاع دور هذه الفئة في وقت تعج فيه رفوف وزاراتنا بالاتفاقيات و المواثيق الدولية التي تنص على حق ولوج الأشخاص في وضعية إعاقة لسوق الشغل. ليبقى فاتح ماي يوم تقلب في المواجع ما بين الحلم و الواقع. بقلم: ربيع المشاشتي