في مشهد وصفه نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي ب "الانتقائي والغريب"، وعلى عكس الإجراءات التي تتخذها السلطات المحلية في باقي المدن التابعة لعمالة المضيقالفنيدق؛ مازالت مدينة المضيق تعيش على وقع الفوضى والعشوائية واحتلال الملك العمومي من قبل عشرات الباعة الجائلين دون أن تحرك السلطات المحلية بالمدينة ساكنا تجاه هذه الظاهرة التي أصبحت تشوه صورة المدينة وتقلق ساكنتها. وتعيش مجموعة من شوارع المضيق طيلة أيام شهر رمضان الجاري حالة من التسيب والفوضى جراء تزايد أعداد الباعة الجائلين الذين حولوا أحياء سكنية وشوارع ضيقة إلى أسواق عشوائية متسببين في حالة من الفوضى وإغلاق الطرق على المارة والسيارات. وعاينت جريدة بريس تطوان طيلة الأيام الماضية حالة الاحتلال التام الذي يعرفه شارعي الجامعة العربية وبئر أنزران ووسط المدينة من قبل عشرات الباعة الجائلين في غياب تام للمصالح المعنية والسلطات المحلية التي على ما يبدو أصبحت عاجزة عن إيجاد الحلول العاجلة لهذه الظاهرة المقلقة. بالمقابل، أفاد مصدر محلي أن السلطات المحلية وعوض البحث عن حلول لتحرير الملك العام من مظاهر العشوائية والتسيب، أضحت تطالب مجموعة من المحلات التجارية بضرورة احترام تدابير الاحتلال المؤقت للملك العام وضرورة التوفر على التراخيص اللازمة. في هذا الإطار عبر مجموعة من أصحاب المحلات التجارية المنظمة عن تذمرهم من المقاربة "الغريبة" التي تعتمدها السلطات في تنظيم الملك العام. وقال التجار في اتصالات مع الجريدة أنه في الوقت الذي يحتم على السلطات محاربة احتلال الملك العام من قبل "الفراشة" وأصحاب التجارة غير المرخصة، فإنها تلجأ إلى "تضييق الخناق" على أصحاب المحلات التي تؤدي المساهمات الضريبية، مشيرين أنهم مستعدين للانخراط في كافة أشكال التنظيم وتقديم صورة لائقة عن المدينة، لكن مع استمرار مظاهر العشوائية واحتلال الباعة الجائلين للشوارع والأزقة فإن الأمر لن تقوم له قائمة بحسب تصريحات التجار.