يبدو أن القرارات التي يتخذها عامل عمالة المضيقالفنيدق بخصوص تنظيم الباعة الجائلين وتحرير الملك العام من مظاهر الاحتلال والتسيب التي تعرفها مدن المضيقوالفنيدق ومرتيل لن تجد طريقها إلى التنزيل التام على أرض الميدان، إذ تقابل مجهودات السلطات المحلية بهذه المدن بمقاومة شرسة من طرف بعض الباعة الجائلين الذي يعتبرون محاربتهم وعدم إيجاد بدائل لهم بمثابة تهديد يمس أمنهم ويضرب قوتهم في مقتل. وشهدت مدينة الفنيدق نهاية الأسبوع الماضي حالة احتقان كبير بين السلطات المحلية ورجال القوات المساعدة ومجموعة من الباعة الجائلين الذي يرفضون مغادرة شارع محمد الخامس بالفنيدق. وخلفت حالة الاحتقان وقوع مواجهات مباشرة بين بعض الباعة ورجال من القوات المساعدة أدت إلى توجيه أحد الباعة لطعنة غادرة بواسطة سكين من الحجم الكبير ضد أحد أفراد القوات المساعدة تسببت له في جرح غائر نقل على إثرها إلى قسم المستعجلات بمستشفى سانية الرمل بتطوان. ومباشرة بعد الحادث تم إخلاء الشارع الرئيسي بالفنيدق وتم اعتقال المعتدي ووضعه تحت تدابير الحراسة النظرية من أجل تعميق البحث. ويعيد هذا الحادث ما وقع بمدينة المضيق قبل فترة عندما تعرض أحد أعوان السلطة لطعنة خطيرة على مستوى الفخذ من طرف أحد “الفراشة” الذي تم الحكم عليه بأربعة أشهر حبسا نافذا. ورغم توفر المدن التابعة لعمالة المضيقالفنيدق على مجموعة من الأسواق التي بإمكانها استيعاب الكمك الكبير للبعة الجائلين إلا ان السلطات فشلت على ما يبدو في إيجاد حلول ناجعة لظاهرة احتلال الملك العموم والقضاء على مظاهر الفوضى والعشوائية التي تشوه أمن ونظافة وجمالية هذه المدن. ويتساءل فاعلون محليون عن عدم قدرة السلطات الإقليمية والمحلية على حل إشكالية الباعة الجائلين، رغم توفر مجموعة من البدائل التي بإمكانها القضاء على هذه الظاهرة أو الحد منها. فيما ترى أراء أخرى أن المقاربة الأمنية التي تنهجها السلطات بين الفينة والأخرى يكشف عن “هشاشة الحلول المقترحة وغياب تصور واضح لحل هذه الإشكالات” خصوصا وأن المنطقة تعرف ركودا اقتصاديا خطيرا في الفترة الأخيرة ينذر بتصاعد الاحتقان الشعبي بين الفينة والأخرى.