الشيخ العياشي أفيلال رحمه الله أكرمني الله بالتعرف عليه, جمعتني به محبة أخوية في الله قائمة على الوفاء والصدق والإخلاص والتعاون على البر والتقوى استمرت العلاقة بيننا لمدة ثلاثة عقود خلت إلى أن ودع الدنيا, وانتقل إلى جوار ربه راضيا مرضيا، وبنفس مطمئنة أحبت لقاء الله. أتذكر بداية مصاحبتي له مع انطلاق جمعية الإحسان والتوعية بتطوان في أنشتطه الاجتماعية والتربوية الهادفة, والتي كان من منجزاتها مدرسة الإمام مالك الخاصة للتعليم العتيق. أسأل الله تعالى أن يزيدها تألقا ونجاحا وأن يبارك في جهود الأطر الإدارية والتربوية المشرفين على العمل بها استمرارا لجهود الفقيه الراحل العياشي أفيلال تغمده الله بواسع رحمته. لم يأل هذا الرجل الشهم الأبي جهدا في الدعوة إلى الله على بصيرة مدرسا وخطيبا وواعظا, ومسؤولا على رأس الجهاز الإداري بمدرسة الإمام مالك, ولا يفوتني أن أنوه بأعمال الخير والإحسان التي كان حريصا عليها, وما أكثر جهوده وتضحياته في هذا المجال. في حقل الدعوة إلى الله آتاه الله الحكمة في الوعظ والإرشاد وإسداء النصح بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة, وما علمت منه إلا الصدق والإخلاص والصبر على مشاق الدعوة في مجال البر والإحسان، كان منزله مقصدا للأرامل واليتامى والفقراء والمرضى العاجزين عن شراء الدواء فكان رحمه الله لايمل من الاستماع إليهم ومعرفة حاجياتهم وتقديم يد العون إليهم راجيا الثواب من الله على كل مايقدمه من خدمات. كنت أشفق عليه لكثرة الأعباء الجسمية التي يتحملها صابرا محتسبا, وظل هكذا على هذا الحال رغم تقدمه في السن إلى أن توفي رحمه الله. صاحبته في السفر والحضر, ومن نبل أخلاقه أدركت السر في همته العالية وعفته وورعه. كان من أولويات اهتمامه التحفيز على أعمال الخير والتعاون على البر والتقوى ولا ينسى فضله في بناء المساجد وإسعاف المحتاجين. تعددت اهتماماته في مختلف المجالات الاجتماعية, وتكللت بعون الله جهوده بثمرات طيبة مباركة حظيت بإعجاب وتقدير محبيه,أخص بالذكر منهم أطر مدرسة الإمام مالك الإدارية والتربوية وطلبة العلم الذين درسوا بها وتخرجوا منها أو الذين يتابعون دراستهم بها. وفي هذا السياق تأتي هذه المبادرة الطيبة للأخ الفاضل الدكتور عبد الكريم القلالي أحد خريجي هذه المدرسة ليؤلف هذا الكتاب والذي يتمضن شهادات صادقة تبرز شخصية الشيخ العياشي أفيلال رحمه الله, وهذه خطوة مباركة أسأل الله أن يجعلها في ميزان حسنات المؤلف, وإن هذا لقليل فيما يمكن أن يكافأ به شيخنا على ما قدم من خدمات وتضحيات أسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته, وأن يجعل مقامه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا, والحمد لله رب العالمين. [1] أستاذ بمدرسة الإمام مالك الخاصة للتعليم العتيق. نقلا عن كتاب: "وارفات الظلال فيما فاضت به القرائح من محاسن الشيخ العياشي أفيلال" سيرة ومسيرة حياة رجل بأمة للمؤلف الدكتور عبد الكريم القلالي بريس تطوان