بصراحة مرت سنوات دون أن نتواصل مع ساكنة جبل حبيب بإقليم تطوان التي كنا عودناها منذ سنة 2008 إلى غاية 2016 المتبعة للشأن المحلي، سواء المتواجدين بالمنطقة أو الذين يسكنون بالمدن المجاورة، وكانت المواضيع تتناول مستجدات المنطقة التي كانت تعرف حيوية ونشاط سياسي بحيث تواجدت آنذاك فروع أحزاب سياسية وجمعيات ومجتمع مدني بعكس العقد الماضي الذي عرفت خلاله المنطقة فراغا سياسيا وخلو أي نشاط، بحيث هذه الأخيرة تحرك المنطقة وتخدمها بشكل أو بآخر حتى ولو كانت النتائج ضعيفة جدا نظرا لوجود عوامل عدة وتحديات تعرقل نمو المنطقة وتفاصيل ذلك ندونها حاليا في كتاب أخذ سنتين، ونحن الآن بصدد إلقاء اللمسات الأخيرة عليه لنشرة بعد أن نتخذ الإجراءات القانونية لنأخذ رقم الإيداع من المكتبة الوطنية بالرباط ليكتسي الصبغة القانونية . الكتاب الذي سنتكشف عن عنوانه في الوقت المناسب سيكون بصفة " الطبعة الأولى " لتأتي الفرصة ونتكلم عن المنطقة ونواحيها وكل جهة لها ارتباط في محاولة متواضعة لكتابة التاريخ السياسي للمنطقة كتبناه بكل تلقائية ليخرج لحيز التنفيذ إذا أطال الله في العمر. بصراحة بعد هذه الغيبة نجد صعوبة في الكيفية التي سنبدأ بها التواصل من جديد خصوصا وأن المواضيع كثيرة جدا ومتنوعة.. لذلك سنحاول في هذا المقال أن نؤسس للمقالات المقبلة ، لذلك ربما سيلاحظ القارئ القفز من موضوع لآخر. ولقد أشرت أعلاه خلو المنطقة من فروع الأحزاب السياسية بالمنطقة والمجتمع المدني ، وهذا قد يكون سببا في ترددنا التواصل بالمنطقة . وقبل أن أدخل في تفاصيل أخرى سأتطرق لأمور شخصية وهو ما لا أحبه وما لم يكن بالعشرات من المقالات نشرناها بجريدة بريس تطوان على مدى سنوات ، نذكر أننا كنا عضوا بالمجلس الجماعي لثلاث فترات، من 1992- إلى 2009 إن لم تخن الذاكرة، خلال هذه الفترة كان لكل مرحلة طابعها الخاص بحسب المتغيرات وخصوصا على صعيد السلطة المحلية وليس على صعيد المجالس القروية التي نهجت نفس السياسات وبمستشارين هم أنفسهم تقريبا، كان يتغير بالكثير ثلاثة أعضاء وليس على صعيد المكتب المسير. خلال هذه الفترة لعبت دور محوري بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وهذه ليس مجاملة، بل إنها مرحلة لا يكمن لمن كان يتابع عن قرب أن ينكرها، والساكنة لم نكن نلومها في أحكامها، لأن هذه الأخيرة كانت تبرمج بالكذب والخداع ولم لم يكن بالمستطاع ممن كانوا في الواجهة مصارحتها لأنهم أولا فاقدون لذلك، ثانيا لأنهم فاشلون تائهون متورطون مسلوبين الارادة، لا أقول هذا لأزكي نفسي ، كنت واحدا من أعضاء المجلس وكنت أفعل ما كان يجب فعله يتماشى مع المستجدات ، وبعد تجربة مسكنا العصا من الوسط للحفاظ على التوازن ومسكناها أحيانا من أطرافها عندما كنا نرى البعض تجاوز الحدود ومن شدة الخوف خارج الحدود المرسومة . لكن وهذا مهم جدا أننا من الناحية السياسية استطعنا بالتنسيق مع بعض الجهات المرتبطة ارتباطا مباشرا أو شبه مباشر أن نغير أمورا كثيرة فرضت نفسها ونتائجها ظهرت خلال انتخابات 2015 حيث شعر المواطن في هذه الفترة أن له الحرية في أن ينتخب بغير خوف ولا ضغوطات، هذه المتغيرات التي لم يدركها الا النزر القليل، تركت المواطن خلال الانتخابات يختار بحرية ليستطيع تشكيل مجلس أتلف المجاس التي تعاقبت منذ انتخابات 1976 . انتخابات 2015 لم تكن في عمقها يستحقها الحزب الذي فاز ، فحزب العدالة والتنمية فقط ركب على ما رسمه الآخرون مستغلا يأس الساكنة، وجلوس مجالس كبست أنفاسهم في الوقت الذي دخل أولئك كصفحة بيضاء قاموا بحملة انتخابية وعدوا فيها السكان بالتغيير والتنمية، لا نعادي هؤلاء لما نقول ذلك لأن وعودهم كانت عن حسن نية ولو عن جهل، لأنهم لم يدخلوا المعركة ولهم معطيات دقيقة تخص الجماعة باعتبار مداخيلها ضعيفة، وإنما بنوا أن المجالس السابقة مجرد لصوص سرقوا الملايير . حتى لا أطيل في هذا الموضوع سأقول؛ إن الساكنة انتقمت من السابقين وليس كرها فيهم ولا حبا في الذين أتوا بهم جدد. أتذكر صحفيا جزائريا كان قد بدأ إحدى مقالاته تصويت "الشعب الجزائري في الجبهة الإسلامية للإنقاذ ضدا في جبهة التحرير الحزب الوحيد الذي حكم الجزائر منذ الاستقلال في الستينات " فقال الصحفي في بداية التسعينات من القرن الماضي " – صوت الجزائريون ليس حبا في عمرو ولكن كراهية في زيد. إن أسوأ مجلس مر بجبل لحبيب هو حزب العدالة والتنمية بالرغم أنه كان بإمكانه فعل الكثير لولا غباء رئيس المجلس السابق وباقي الأعضاء المفقرون ثقافيا وسياسيا. لقد كان لهذا المجلس أن ينهض بالمنطقة، وكان عليه أن يكسب ثقة السلطة المحلية والمصالح الأخرى ، كالمكتب الوطني مثلا ، المركز الصحي ، الفلاحي وغيرهم ، كل هؤلاء ابتسموا للرئيس لكن عاكسوه ولن أقول أكثر من هذه الكلمة. لو كان جمع علية المصالح المذكورة وتكونت الثقة لكانت الأمور مشت في الطريق الحسن، خصوصا وأن أعضاء مجلس العدالة كانت لهم حسن النية ولم يدخلوا كغيرهم غاية في نفس يعقوب. والذين كانوا في (المعارضة) أقول المنطقة الخضراء هم أنهم راهنوا مذ البداية وكما راهنوا منذ زمان أنهم يركبون على ظهور غيرهم وبالنفاق الذي لا نفاق كثله / وهذ فعلوا ، فهم يظهرون في الخفاء كالحمل الوديع ودائما الاتصالات في الخفاء نعم أسي… لقد عرفت قبل الانتخابات الحالية بشهور عدة، أن الضوء الأخضر أعطي للبعض ليهيئ نفسه لهذه المرحلة وهو ما كان، وما سهل أكثر الرغبة في التخلص من المجلس السابق للعوامل المعروفة، حتى كنت ميتا وأحياني الله في 2022 كنت سأقول هذا ما كان سيحدث ولسبب واحد، هو من يقول القافلة من المستحيلات السبع أن يتجرأ حتى للترشح لولا الوعد والوعود. ما أريد أن أقوله مع الاعتذار إن أطلت وجاوبا على أسئلة أتلقاها ، أني لما أريد أترشح لا أعول على رئيس مصنوع دائما ، كنا سابقا اتفقنا اذا اقتنعنا أن نبحث عن مجموعة لها من الثقافة والقدرة على تسيير الشأن المحلي ، أما يكون هكذا مجلس فلا داعي . لأن مسألة إعلاني الترشيح خلال الانتخابات الأخيرة كانت مجرد فكرة لا تملك نسبة 25 في المائة / ما لاحظته أن التشكيلة أعدت سنوات قبل ومعطيات كثيرة أكدت ذلك ، والدخول مع حزب الأصالة لم يستمر بسبب أني وجدت هؤلاء يسبحون بعيدا عما يحدث، وسبب إعلان انسحابي حتى اللحظة الأخير لم يأت صدفة وإنما كان مدروسا لأن الترشح في الدائرة 4 بثلاث مترشحين كان سيعطي الفوز لشخص يضرب تلك الدائرة، أقول هذا لمن كان يعتقد أن مولع فقط أخطأ، ومشاركتي كانت رمزية ساعدت أصواتي حتى تنجوا الدائرة الرابعة. بعض الأشياء لم أذكرها، هو أنك تجد جهة تحاربك وهي تعتمد على أقوال المنافقين، وأنا أعلم أن من تعين بجبل الحبيب بانتقال تأديبي من الطراز الأول القرعة زكته بنقط. نتمنى التوفيق للمجلس الحالي وهو الآن قادر على إعطاء المنطقة ولو جزءا بسيطا ونقول هذا لأننا نتابع مواقع التواصل الاجتماعي والناس تشتكي كغير عادتها .