" يُومْ الأحدْ ، مايْخْدْمْ حَدّْ ، وما يْقرَأْ حَدّْ " ولكنه يومٌ مناسبٌ لاجتياز مبارياة التوظيف في المغرب، فبعد مباراة وزارة الداخلية إحدى "الأَحَدَاتْ" الماضية والتي " تْفْرْكْشْتْ " بمظاهرات وانقطاعات لمجتازين المباراة لاختراقات هي واضحة وضوح الشمس لكل المتتبعين. تشهد مدينة تطوان صبيحة الأحد الماضي 15 يناير رواجا وحركة دينامية في ثانويتها التأهيلية الحسن الثاني لاجتياز مباراة التوظيف في الجماعات المحلية والجهوية للمدينة ..وقد حضر عشرات بل مئات المعطلين من أجل البحث عن مقعد وظيفي يمنحه فرصة أن يكون إنسانا له مكانته الاجتماعية وسط المجتمع الكبير وحتى وسط مجتمعه الصغير في منزله.. كان العدد هائل والمنافسة جدا شريفة على المقاعد الثلاثة التي أكرمتنا بها الحكومة (كم كريمة هذه الحكومة.. ؟!!) بدايةً أحب أن أنقل بعض التعليقات التي سرقتها أذني التي جلّها ساخرة من عدد المناصب واعتبروها سخرية كبيرة واستخفاف بعقول الموجزين المعطلين .. في لحظة تمطيط مدة الانتظار إلى ساعة ونصف قبل موعد تحديد الامتحان ، تعلو التعليقات أكثر من هنا لهناك ليصل سقفها لقول أحدهم أنهم بانتظار الوزير الجديد لافتتاح الامتحان .. ! دق الجرس وكأننا في حصة تدريسية ، أعادوا بنا إلى أيام الدراسة الأيام الجميلة ( وكم جميل أن نعيش الذّكريات ..!) ، التي لو كنا نعلم مصيرنا أن نتهافت بالمئات حول 3 مناصب شاغرة لكان موقفنا مختلف نحو الدراسة والأجراس المنبهة لبدء الدرس .. في انتظار أوراق الأسئلة صُدم كل من في القاعة بإمساك المكلف بالحراسة الطباشير ومبادرته بكتابة الأسئلة على الصبورة ..! الكل انتشرت على وجهه علامات الدهشة : لا يوجد ورقة للامتحان ؟؟ والأسئلة ننقلها من الصبورة .. ؟ ألهذه الدرجة يستخفون بنا نحن الذين قضينا شهور وسنوات في الدرس والتعليم ..؟ وسهرنا ليالي كثيرا في التحصيل ؟؟ وخسرنا دم جيوبنا وقلوبنا على طبع الأوراق وشراء الدفاتر والكتب .. لا يوجد في جيب الدولة الآن حتى طباعة ورقة الامتحان بضع نسخ ...؟؟ كنت انتظر أن تنتفض هذه الفئة المظلومة على هذا الموقف السخيف من المسؤولين لحظتها،وتثور ثائرتها تجاه هذا السلوك التقشفي غير اللائق. إلا أنهم انكبوا على كتابة السؤال في ورقة التحرير و عصر أمخاخهم محاولة الإجابة عنها طمعاً في المناصب الثلاثة الشاغرة بينما اكتفيت أنا بالانسحاب الفوري دون حتى قبول توقيع الحضور ..!