اختار المعطلون تصعيد احتجاجاتهم في عدة مدن مغربية، من خلال مقاطعتهم لمباراة نظمتها وزارة الداخلية أول أمس الأحد لملء مناصب شاغرة في الجماعات المحلية. وتحدث المعطلون عن استشراء ما أسموه «المحسوبية والزبونية» في المباريات، مطالبين بالكشف عن مناصب أخرى شاغرة في عدد من المجالس البلدية، وبالتحقيق في توظيفات وصفوها ب»المشبوهة». وخرجوا في مظاهرات اقتحمت مركز الامتحان في بولمان وقطعت الطريق الرابط بين مراكش وأكادير في شيشاوة، بل وذهب الأمر بمعطلين في بني ملال والفقيه بنصالح إلى محاولة حرق ذواتهم. وهو ما دعا التنسيقية الوطنية للأطر المجازة المعطلة للدعوة إلى نقل الاحتجاجات إلى الرباط، ابتداء من اليوم الثلاثاء. اجتمع الممثل السينمائي والبرلماني عن حزب العدالة والتنمية، ياسين أحجام، مساء أول أمس الأحد، رفقة برلمانيين آخرين، بممثلين عن «تنسيقية المجازين المعطلين بإقليمتازة. وقد عرض المعطلون ملفهم على البرلمانيين، كما وضعوهم في صورة الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة تازة يوم الأربعاء الماضي. ووعد ياسين أحجام معطلي تازة بإيصال مطالبهم إلى رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، كما واعدهم بتنظيم لقاء يجمعهم به. جاء هذا اللقاء على هامش المهرجان الخطابي الذي نظمته شبيبة العدالة والتنمية في تازة تحت شعار: «على العهد ضد الفساد والاستبداد». ففي أول رد فعل على ما شهدته مدينة تازة من أحداث عنيفة في منتصف الأسبوع الماضي، قرر المعطلون المجازون مقاطعة امتحانات أجرتْها وزارة الداخلية، يوم أول أمس الأحد، في مختلف العمالات والأقاليم لتوظيف عدد من الموظفين في صفوف الجماعات المحلية. ويتحدث المعطلون في هذه المدينة عن استشراء ما أسموه «المحسوبية والزبونية» في المباريات وعن قلة عدد المناصب المتباري عليها، مطالبين بالكشف عن مناصب أخرى شاغرة في المجلس البلدي وبالتحقيق في توظيفات في عمالة الإقليم وصفوها ب»المشبوهة». وكانت المدينة قد عاشت، يوم الأربعاء الماضي، أعمال عنف بدأت بتدخل أمني في حق المعطلين، الذين عمدوا إلى محاولة اقتحام مقر العمالة، كخطوة للتصعيد، قبل أن يلتحق بهم طلبة ينتمون إلى فصيل النهج الديمقراطي القاعدي، وبعدهم شباب حي الكوشة، الهامشي المجاور لمقر العمالة، والذي يحتج سكانه ضد غلاء الأسعار وفواتير الماء والكهرباء. وفي السياق ذاته، عمد أغلب معطلي مدينة بولمان، بدورهم، إلى مقاطعة هذه الامتحانات، التي بموجبها سيتم توظيف 12 حاصلا على شهادة جامعية في الإقليم. وقد عمد المحتجون إلى محاولة اقتحام مركز الامتحان في ثانوية ميسور المختلطة، بعد أن نظموا مسيرة احتجاجية، ما دفع قوات الأمن إلى التدخل. وتحدث تقرير حقوقي عن «افتقار المباراة إلى أبسط وسائل الشفافية والنزاهة والمصداقية تكافؤ الفرص، فليست هناك أرقام للمترشحين والمواضيع تكتب على السبورات». وقد نظمت المباراة وسط حضور أمني كبير. وأضاف التقرير أن عددا من الذين اجتازوا موضوع الفترة الصباحية لم يتمكنوا من الدخول مساء لاجتياز موضوع الفترة المسائية. ودعا بيان للنهج الديمقراطي إلى إلغاء هذه المباراة وإلى الاستجابة لحق المعطلين في الشغل والتنظيم والتعبير والتظاهر. ويتوقع أن تشهد العاصمة الرباط، ابتداء من اليوم الثلاثاء، عودة المعطلين إلى واجهة الاحتجاجات بقوة، بعدما أعلنت التنسيقية الوطنية للأطر المجازة المعطلة عن وجود ما أسمته «التماطل والتعاطي السلبي» مع ملفها المطلبي. ووصفت التنسيقية، في بيان لها، حصيلة الحوار في عهد حكومة عباس الفاسي ب»الحوارات الصورية»، والتي «لم تسفر عن أي نتيجة باستثناء التجاهل والقمع الممنهجين»، وقالت إن «الحكومة الجديدة تسير على خطى سابقاتها، حيث دشنت ولايتها بقمع المجازين المعطلين في مجموعة من مدن المملكة، وعلى الأخص في تازةوالدارالبيضاءوالرباط». مواجهات الأمن ومعطلين في شيشاوة لم تمر الامتحانات التي أعلنت عنها وزارة الداخلية في إقليم شيشاوة «بسلام»، فصباح أول أمس الأحد، اندلعت مواجهات عنيفة بين معطلين ينتمون إلى الجمعية الوطنية لحاملي الشهادات المعطلين وقوات الأمن، بعد محاولة بعض المحتجين اقتحام ثانوية الإمام البخاري، حيث كان المئات من الطلبة والمعطلين غير المنضوين في الجمعية بصدد اجتياز الامتحان المعلن عنه من قبل وزارة الداخلية. وقد اندلعت شرارة المواجهات، التي خلّفت ما لا يقل عن 8 جرحى، في الصباح الباكر من أول أمس الأحد وأمام ثانوية الإمام البخاري، عندما حج العشرات من المعطلين المنتمين إلى الجمعية المذكورة أمام المؤسسة من أجل الاحتجاج على خطوة وزارة الداخلية، «المرفوضة» من قبل المحتجين. فرغم الحواجز التي نُصِبت أمام المؤسسة التعليمية، تحسبا لأي طارئ يمكن أن يُفشِل هذه الامتحانات، فإن ذلك لم يمنع أعضاء الجمعية الوطنية لحاملي الشهادات من التظاهر والتسبب في «فوضى» أمام المؤسسة، إلى درجة أن بعض الطلبة الذين كانوا بصدد إجراء الامتحانات تركوا الاختبار وراحوا يتطلعون لمعرفة ما يجري في الخارج. وقد خلّفت هذه المواجهات، إضافة إلى الجرحى والمصابين إصابات متفاوتة الخطورة، عن اعتقال ثلاثة أشخاص ينتمون إلى الجمعية المذكورة، حيث تم احتجازهم داخل قاعة مخصصة لأساتذة ثانوية الإمام البخاري، قبل أن يُفرَج عنهم، بعد حوار جرى بين عامل الإقليم وممثلين عن جمعية حاملي الشهادات. وقد قام معطلون، موازاة مع هذا الحدث، بقطع الطريق الوطنية رقم 8، الرابطة بين مراكش وأكادير، في خطوة تصعيدية، مما تسبب في عرقلة حركة السير، كانت أبرز معالمها انتظار العشرات من السيارات والحافلات والشاحنات ساعات طويلة قبل أن يتم إخلاء الطريق وعودة الحياة إل شرايينها من جديد. وقد اعتصم معطلو منطقة مجاط وإمينتانوت، رفقة بعض سكان هذه المناطق، وسط الطريق، رافعين شعارات مطالبة بالحل وبالإدماج المباشر في الوظيفة العمومية. وفي قلعة السراغنة، قاطع أزيد من 1000 مجاز معطل مباراة وزارة الداخلية لمنصب المتصرفين المساعدين، التي خصصت لها 8 مناصب في الإقليم، «إلى حين تلبية مطالبهم». وقد رفض المحتجون اجتياز المباراة، وبرر المحتجون مقاطعتهم الامتحانات ب»مشاركة بعض الموظفين في المباراة للحصول على الترقية»، إضافة إلى أن بعض المستفيدين من رخص سيارات الأجرة الصغيرة (كريما) يشاركون، بدورهم، في هذه الامتحانات. وقد رفع المحتجون شعارات تندد ب»هذه التجاوزات» وتُحمِّل وزارة الداخلية مسؤولية هذه «المهزلة». وبعد اعتصامهم أمام ثانوية مولاي إسماعيل، سار «الغاضبون» في مسيرة احتجاجية صوب إعدادية البهجة، التي كانت تحتضن، بدورها، امتحانات وزارة الداخلية، قبل أن يتوجه الجميع صوب عمالة الإقليم للاحتجاج على لجنة الامتحانات وتحميلها مسؤولية السماح لأشخاص مستفيدين من مأذونية رخص سيارات الأجرة الصغيرة باجتياز الامتحانات المذكورة. معطلون يحاولون إحراق ذواتهم وفي الفقيه بن صالح، حاول معطلون إحراق أنفسهم أول أمس الأحد لمنع إجراء مباريات وزارة الداخلية، احتجاجا على ما أسموه الشروط المجحفة وعلى التنصل من وعود سابقة، بينما منع معطلو بني ملال إجراء المباراة كليا. وكان أعضاء جمعية الكرامة للمعطلين بالفقيه بن صالح ومجموعة الأفق بسوق السبت ومجموعة الصمود بأولاد عياد قد حشدوا المئات من المرشحين لاجتياز مباريات وزارة الداخلية، وتفرقوا في مسيرات احتجاجية باتجاه المؤسسات الثلاث التي احتضنت المباريات، مرددين شعارات تدعو إلى مقاطعة امتحانات وزارة الداخلية، وكان الحضور الأمني مكثفا بمحيط مؤسسات «الكندي» و»بئر أنزران» و»ابن خلدون التعليمية». واتهم المحتجون وزارة الداخلية ب»المحسوبية والزبونية»، مؤكدين على العدد القليل للمناصب المتبارى حولها، واختفاء مناصب للتوظيف بالمجلس البلدي نموذجا، بالإضافة إلى «التوظيفات المشبوهة بعمالة الإقليم». وحاول ثلاثة معطلين ينتمون لجمعية الكرامة، التي دخلت في اعتصام مفتوح بالمدينة قبل ثمانية أيام من إجراء المباراة بالمدينة، إحراق أنفسهم بالتزامن مع حالات إغماء كثيرة وسط المحتجين، نقل بعضها إلى المستشفى في حالة منهارة عبر سيارة الإسعاف الوحيدة التي كانت تنقل المصابين، مما أدى إلى انضمام مواطنين إلى موجة الاحتجاجات. وبعد إفشال محاولات منع المباريات، صباح أول أمس الأحد، من طرف قوات الأمن، لجأ المعطلون إلى اقتحام مؤسسة «الكندي» قبل أن يواجهوا بتدخل عنيف، بالتزامن مع إحراق أحد المعطلين نفسه وسط حلقة احتجاجية، ليتم نقله في حالة حرجة إلى المستشفى الجهوي ببني ملال. وخلف التدخل عشرات الجرحى واستنكار المشاركين في المباريات، الذين كانوا يشاهدون زملاءهم يتعرضون للضرب، لينسحب بعضهم من قاعات الامتحان ويغمى على بعض المشاركات. ونقل عبد الطيف الحمداوي، أحد المصابين، إلى المستشفى الجهوي ببني ملال في حالة حرجة، بعد تلقيه ضربة قوية في الرأس، كما أصيبت معطلة تدعى «فاطمة الدشير» بكسر في يدها اليمنى، بالإضافة إلى عشرات المصابين من المعطلين والأمهات المتضامنات مع أبنائهم. وانطلقت بعد ذلك مظاهرات بالمدينة أكثر كثافة، معلنة عن حالة من الاحتقان الكبيرة التي شهدتها المدينة طيلة مساء الأحد، في الوقت الذي أكدت مصادر أمنية إصابة أربعة من رجال الأمن، فيما أوضحت المصادر ذاتها أن زجاجات حارقة لا يعرف مصدرها تهاطلت على رجال الأمن وعلى بوابات المؤسسات التي احتضنت المباريات. وفي سياق متصل، منع معطلو فروع التنسيق الإقليميببني ملال المباراة التي كان مقررا لها أن تجرى برحاب كلية الآداب وسط المدينة، وتمكنوا من ثني القادمين من المدن البعيدة عن المشاركة في المباراة، رغم الإنزال الأمني الكثيف، واستمرت احتجاجات المعطلين بالمدينة طيلة اليوم قبل أن تشهد المدينة مسيرة حاشدة لحركة 20 فبراير اتسمت بانضمام مئات المعطلين إليها. إحراق دعوات المباراة أقدم أعضاء المجموعة الوطنية للمجازين المعطلين في القنيطرة على «إحراق» دعوات اجتياز المباريات التي أعلنت وزارة الداخلية عن إجرائها في العديد من أقاليم وعمالات المملكة لشغل مناصب مختلفة في الوظيفة العمومية. ونظم المعطلون وقفة احتجاجية أمام مقر مركز الامتحان في جامعة ابن طفيل، بعدما قرروا مقاطعة المباراة، التي وصفوها ب»المشبوهة»، معلنين عن تشبثهم بحقهم في التوظيف المباشر، انسجاما مع الوعود التي قُدِّمت لهم من طرف مسؤولي العمالة في حوار سابق مع ممثلي المجموعة الوطنية. ورفع المحتجون شعارات تندد ب»الأسلوب» الذي يتعامل به والي جهة الغرب الشراردة بني احسن، مع ملفهم المطلبي، مستنكرين في الوقت نفسه، ما وصفوه ب»الارتجالية والعشوائية اللتين طبعتا تهيئ المسؤولين لهذه المباراة، حيث لم يتم الإعلان عن المواضيع المتبارى بشأنها، وما رافق ذلك من عدم توفير أوراق الأسئلة والتحرير»، حسب تعبيرهم، وتباري أكثر من ثلاثة آلاف مجاز ومجازة حول ثمانية مناصب فقط، وهو ما اعتبروه «مهزلة» المراد منها ذر الرماد في العيون. وقد لجأت السلطات إلى تعزيز تواجدها الأمني بفي محيط جامعة ابني طفيل، حيث شوهدت العديد من سيارات عناصر مكافحة الشغب منتشرة بشكل كثيف في المنطقة، بينما ظلت قوات الشرطة مرابطة بالقرب من مداخل الكليات، في تنسيق تام مع كبار المسؤولين، للتصدي لأي احتجاج أو انفلات أمني محتمَل. وفي بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، هدد مناضلو المجموعة الوطنية للمجازين المعطلين في القنيطرة بخوض أشكال نضالية غير مسبوقة في حال استثناء المجموعة من الحصول على المناصب الشاغرة المتوفرة حاليا لدى مسؤولي الولاية، منددين في الوقت نفسه بممارسات بعض المسؤولين، الذين ينهجون «سياسة الكيل بمكيالين تجاه مطالب المعطلين»، وحمّلوا السلطات المعنية والهيآت المُنتخَبة مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلا. فيما نظم عشرات المعطلين التابعين للمجموعة الوطنية للمجازين المعطلين بالمغرب بجهة الدارالبيضاء، صباح أمس الاثنين، مسيرة احتجاجية جابوا خلالها العديد من الشوارع الرئيسية، مرددين شعارات مطالبة بإدماجهم في الوظيفة العمومية بشكل مباشر وفوري دون قيد أو شرط.