كل سباع ف بلادو زهار: كل سبع في عرينه زءار، أي كثير التزآر. يكنى بذلك عن أن كل ذي مكانة ومنعة ومتانة مادية أو أدبية، إذا كان في موطنه ومقره، يصول ويجول ويكون أكثر اعتزازا بنفسه وقوته مما لو كان بعيدا عن مركزه . كل شعرا فيه كتغني: كل شعرة فيه تغني، يكنى بذلك عن أن الشخص في غاية ما يكون من الفرح والسرور والنشاط والارتياح . كل شقيف كيحسب روحو مخفيا: كل شقف يحسب نفسه قصعة. الشقيف – بتشديد الياء – تصغير شقف، وهو القطعة الصغيرة من الفخار أو الخزف المنكسر. والمخفية، هي القصعة الجيدة. يقال – على سبيل التنكيت والتعريض – عندما يوجد من بين البسطاء والمغرورين من يظن في نفسه أنه شيء مهم. كل شي بثمنو: كل شيء بثمنه. أي إن كل شيء له قيمته، كثيرة كانت أو قليلة، ضئيلة أو جليلة، فالجيد له ثمنه العالي، والرديء له ثمنه المنخفض، وكل صنف من ذلك له أهله ومحبوه ومقتنوه، ولولا اختلاف الأذواق والأفكار، لتضرر أناس، ولعم الكساد والبوار . وهذه الكلمة مثل قولهم السابق: كل حاجا بثمناه)، وقولهم: كل بيت وكراه. والناس يتفننون في عباراتهم وأمثالهم، تفننهم في مأكلهم وملابسهم ومختلف أحوالهم. كل شي تجارا، غير الذهب على الفضا خسارا: كل شيء تجارة، ما عدا الذهب على الفضة، فإنه خسارة. أصله من كلام أصحاب الحلي، أي إن من الخسارة والضياع، تمويه الفضة بالذهب، وذلك لأن الحلية الفضية إذا موهت بالذهب، فإنها تبقى لا هي فضة خالصة، ولا هي ذهب صاف، وقد يظهر أثر التمويه، فيظن أنها من نحاس أو رصاص. وسمعت بعض الشيوخ يشرح هذا المثل بما مضمنه أن الذهب إذا كانت له قيمة وبهاء عند قوم، فإن للفضة أيضا قيمتها ونضارتها لدى آخرين، ويرى أصحاب هذا الرأي أن كلا من المعدنين الكريمين، الذهب والفضة، ينبغي أن يحتفظ له بمظهره وبهائه. يكنى بذلك عن أن من الظلم وعدم الإنصاف أن يغمط الإنسان من الأشياء ما له قيمة، فيحتقره ويزدري به ويخفي أثره ويطمس معالمه. كل شي كيجبد لأصلو: كل شيء يجذب لأصله. فالذي أصله طيب صالح، يميل للطيبة والصلاح، ويحض الناس عليهما، ويجذب الناس إليهما، والذي أصله خبيث أو فاسد، بعكس ذلك. وقديما قيل: العرق دساس. يقال عندما يوجد من الناس من يقوم بأعمال تدل دلالة واضحة على ما في أصله وعنصره من طيبة وخيرة وفضل، أو ضد ذلك. وبعضهم يقول: كل واحد كيجبد لأصلو. كل شي كيطول ويجود، غير الحنا والجلود: أي إن كثيرا من البضائع والأشياء، كلما طال عليها الزمن، تزداد جودة وقيمة، ما عدا الحناء والجلود، فإنها تفسد إذا مر عليها زمن كثير. هذه كلمة يقولها بعض التجار لبيان الواقع، وللحض على التخلص من الحناء والجلود وما في معناهما، قبل أن يطرأ عليهما الفساد بطول مكثهما. كما تقال للتحذير من شراء ما طالت عليه المدة من ذلك. كل شي كيلصق، غير الزين والصحا، ما كيلصقو شي: أي إن كل شيء من الأوصاف والأخلاق والأمراض والعوائد ونحو ذلك يلتصق، أي يمكن أن ينتقل بطريق العدوى من شخص لآخر، ما عدا الحسن والجمال، والصحة والعافية، فإن ذلك لا ينتقل من صاحبه لغيره. يقال على سبيل التنكيت عندما تتحكك غير الجميلة بالجميلة وتقلدها في مظاهرها لتظهر جميلة مثلها. كما يقال للحض على التنبه والاحتراس من عدوى الأمراض المعدية والأخلاق المردية. كل شي كيعدي: كل شيء يعدي – بفتح العين وكسر الدال- أي يجوز بالصبر ويمر مع الأيام، وأخيرا ينتهي بسلام. وكثيرا ما يردفون هذه الكلمة بقولهم: الله يعديها بخير، أو الله يسلكها بخير، وهو دعاء وطلب من الله أن يجعل هذا الأمر ينتهي ويمر بخير وسلام، لا بشر وخصام. يقال للحض على الصبر والتحمل وعدم المماحكة والخلاف واللجاج. العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية للمؤلف: محمد داود تحقيق: حسناء محمد داود منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...