الخط : إستمع للمقال بعد الفيضانات والسيول التي اجتاحتها خلال اليومين الماضيين، التي تسببت في وفاة ما لا يقل عن 158 شخصا وعشرات المفقودين، ما تزال منطقة فالنسيا جنوب شرق إسبانيا محط تحذيرات الأرصاد الجوية. وكانت السلطات الإسبانية قد أعلنت، يوم أمس الأربعاء، أن عدد القتلى بلغ 95 شخصا، في الوقت الذي تستمر فيه عمليات البحث عن المفقودين بين الحطام. وتعتبر فيضانات فالنسيا هي الأشد من نوعها بإسبانيا منذ أكثر من خمسين عاما. ورغم عدم إعلان السلطات المحلية لعدد المفقودين، أفادت وزيرة الدفاع مارجاريتا روبليس، في تصريح لها يوم أمس الأربعاء، بأن عدد الوفيات قد يرتفع. هذا وأظهرت اللقطات التلفزيونية التي تم بثها، فرق الإنقاذ وهي تبحث وسط الحطام عن ضحايا، مستعينة بمعدات ثقيلة لإزالة المركبات والطين من الشوارع، خاصة في المناطق المتضررة بشدة. وفي بلدة أوتيل الريفية التي تبعد حوالي 85 كيلومترا عن فالنسيا، فاض نهر ماجرو وغمرت المياه المنازل بارتفاع وصل إلى ثلاثة أمتار، مما أدى إلى وفاة ستة أشخاص على الأقل، معظمهم من كبار السن أو ذوي الإعاقة. وبادرت ساكنة المناطق المتضررة اليوم الخميس، إلى استخدام مضخات المياه لتطهير المناطق المتضررة. وتتعرض منطقة فالنسيا وسواحل البحر الأبيض المتوسط عموما في الخريف لظاهرة "غوتا فريا" (النقطة الباردة)، وهي منخفض جوي يتسبب بأمطار غزيرة مفاجئة تمتد أحيانا لأيام. ويحذر العلماء من زيادة تكرار الظواهر الجوية الأكثر خطورة وضررا مثل العواصف وموجات الحرارة نتيجة تغير المناخ. في هذا الإطار قال جيس نيومان، أستاذ الهيدرولوجيا في جامعة ريدينغ بالمملكة المتحدة، إن "هذه الفيضانات المفاجئة في إسبانيا تذكرنا بتغير المناخ وفوضاه"، محذرا من أن هذه الكوارث قد تضرب في أي مكان، داعيا إلى إعادة النظر في تصميم المدن والمناطق الحضرية لتحسين قدرتها على مقاومة الكوارث. الوسوم فالنسيا فيضانات إسبانيا