في مشهد مؤلم، أعلنت السلطات الإسبانية عن ارتفاع عدد القتلى جراء الفيضانات المدمرة إلى 155 شخصًا، مما يجعل هذه الكارثة الأسوأ منذ أكثر من 50 عامًا. تتواصل جهود البحث والإنقاذ في المناطق المتضررة من الفيضانات، خصوصًا في منطقة فالنسيا التي تعد الأكثر تضررًا، حيث اجتاحت المياه بلدة ألفافار وأغرقت الشوارع والمنازل. استجابت الحكومة الإسبانية بإرسال أكثر من 1200 جندي، بالإضافة إلى فرق الإغاثة والشرطة، إلى المواقع الأكثر تضررًا. الجهود تركزت على تحديد مواقع الناجين المحتملين وإزالة العوائق التي تعيق عمليات الإنقاذ. تتواصل عمليات البحث وسط مخاوف متزايدة من ارتفاع عدد الضحايا، حيث لا يزال العديد من الأشخاص في عداد المفقودين، مما يعكس حجم الكارثة. توقع وزير السياسة الإقليمية أن الحصيلة قد ترتفع، حيث يواجه الكثير من الأشخاص ظروفًا قاسية ويعيشون في حالة من القلق والترقب. من جانبها، أكدت وزيرة الدفاع أن الأولوية القصوى تظل للبحث عن المفقودين، خاصة في المناطق التي قد يكون الأشخاص محاصرين فيها. وصل رئيس الوزراء بيدرو سانشيز إلى فالنسيا لمتابعة عمليات الإنقاذ عن كثب، حيث أعلن عن حداد وطني لمدة ثلاثة أيام. في ذات السياق، توقعت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية المزيد من الأمطار الغزيرة في شمال المنطقة، مما يزيد من حدة الأوضاع ويؤكد على الحاجة الملحة لاتخاذ تدابير عاجلة لمواجهة العواقب. أثر الوضع على الحياة اليومية بشكل كبير، حيث تضرر آلاف السكان من انقطاع الكهرباء وقطع الطرق، بينما تحولت الشوارع إلى مساحات من الطين والحطام. تعكس تجارب السكان المعاناة التي يعيشونها، حيث وصف أحد السكان ليلة الفيضانات بأنها "مروعة"، مشيرًا إلى مشاهد مأساوية لشباب جرفتهم المياه أثناء محاولتهم النجاة. تتوالى التساؤلات في وسائل الإعلام حول كفاءة الاستجابة الحكومية، حيث انتقد البعض تأخر التحذيرات رغم توقعات الطقس القاسية. ويشير العلماء إلى أن مثل هذه الظواهر الطبيعية تزداد تواترًا بسبب التغير المناخي، مما يستدعي زيادة الاستعدادات والوعي المجتمعي لتقليل الأضرار المستقبلية.