كل بيت وكراه: كل بيت وكراؤه. أصله من كلام صاحب بيوت عديدة، يكري كل واحد منها بالثمن الذي يناسبه، ثم صار من أمثال التجار، ويكنى بذلك عن أن كل سلعة لها ثمنها. يقوله التاجر عندما يسأل عن ثمن سلعته، وتكون بضاعته مختلفة الأثمان. وقد يقوله الصانع أو العامل، لبيان أن الأثمان والأجور تختلف باختلاف أصناف العمل والبضائع. كل تُوخيرا فيها خيرا: كل تأخير فيه خير. أي إن بعض الأشياء، كلما تأخر الإنسان بما، كان في ذلك خير. والأشياء التي يستحسن التأني بها، وينبغي التأخر بالقيام بها، هي ما فيه ضرر خاص أو عام، لأن ذلك التأخر قد يكون سببا في العدول عنها أو حصول سبب يمنع من القيام بها. يقال للنهي عن الاستعجال والارتجال، والحض على التريث والتأني. والحاصل أن الأمور بالنسبة للتعجيل بما أو التأني فيها تختلف، فما فيه النفع والخير، يعجل به الإنسان بكل ما في استطاعته، وما فيه الشر والضر، يؤخره الإنسان بكل ما في الإمكان. كل جار بمجمارو: كل جار بمجمره، أصله أن المكان الواحد يسكنه عدة أناس، فيكون لكل واحد منهم مجمره الذي يطبخ عليه مأكوله. يقال عندما توجد جماعة من الناس، ويكون لكل واحد منهم ما يخصه وما يلزمه لقضاء أغراضه، بحيث لا يتوقف منهم أحد على الآخر، وقد يقال عندما يتكاثر الناس وتتشابه أمورهم، حتى لا يكاد يعرف ما لهذا مما لذاك. وقريب من هذا قولهم في مثل آخر : كل طاق بطواقو)، والمحمار، هو وعاء تجعل فيه الجمار الموقدة لتطبخ عليها المأكولات، ويغلى عليها الماء . . . إلخ. كل جيد موراه فضلا: كل جيد من ورائه فضلة. يكنى بذلك عن أن الشأن في فضلاء الناس وأجوادهم، أن يكون لديهم الخيرات الكثيرة والقلوب الكبيرة، بحيث تفضل لديهم الأمور، فيستفيد الناس منهم، وينتفعون بما يفضل عنهم وما تجود به أنفسهم ويسمحون به من مأكولات ومشروبات وملابس وأثاث ومركوبات وغير ذلك، بحيث يكون وجودهم رحمة لكل من له بهم أدنى اتصال. يقال – على سبيل التقدير والإعجاب – عندما يوجد من أهل الفضل من ينفع الناس بماله وجاهه، ولا يرد قاصدا يسير في اتجاهه، وقد يقال على سبيل التعرض من باب قولهم: إذا أثنى عليك المرء يوما *** كفاك من تعرضه الثناء كل حاجا بثمناه: كل حاجة لها ثمنها. يقال للتنبيه على أن من يريد أي شيء، فإن عليه أن يدفع ثمنه – ماديا أو أدبيا – ولا ينتظر الحصول عليه بطريق المجان. وقديما قيل: المساق بعد التعب، أعز من المساق بلا طلب. وقيل: أحب شيء إلى الإنسان ما منع. وفي القرآن الكريم: «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون». وقد يقال لبيان أن أثمان الأشياء تختلف باختلاف قيمها، فيكون معناه قريبا من معنى قولهم السابق: كل بيت وكراه. كل حبا مسوسا، كيجيب لاه ربي فروج اعور: كل حبة مسوسة، يأتيها الله بديك أعور. هو كقولهم: كل فولا مسوسة كيجيب لاه الله غرنوق أعور. وهو قريب من قولهم: لكل ساقطة لاقطة. ويكنى بذلك عن أن كل شيء يجد ما يناسبه في هذه الحياة. وكثيرا ما يقال هذا المثل عندما تجد المرأة القبيحة من يتزوجها، والدار الخربة من يسكنها، والبضاعة الرديئة من يقتنيها … إلخ. وقديما قيل: إن الطيور على أمثالها تقع. العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية للمؤلف: محمد داود تحقيق: حسناء محمد داود منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...