سياسيون يكتفون بالتعزية ودق ناقوس الخطر خلال الاجتماعات يتواصل نزيف ظاهرة الانتحار بإقليمشفشاون، خاصة بالقرى النائية والمناطق الجبلية التي تعيش التهميش والإقصاء ومعاناة السكان مع البطالة وضعف الخدمات الصحية والهدر المدرسي والعزلة، وذلك في ظل صمت المسؤولين وفشل السياسيين الذين يكتفون بالتعزية ودق ناقوس الخطر خلال اللقاءات التي تنظم من أجل مدارسة الظاهرة الخطيرة وتحديد أسبابها، ومحاولة وضع حلول قابلة للتنزيل على أرض الواقع. وحسب مصادر متطابقة، فإن إقليمشفشاون شهد، مؤخرا، تسجيل أول حالة انتحار لهذه السنة، حيث قام شاب بإنهاء حياته شنقا، داخل منزله بدوار مزداد بالجماعة القروية باب برد، علما أن نسبة الانتحار وصلت السنة الماضية إلى أكثر من 30 حالة تم إحصاؤها من طرف حقوقيين ومهتمين بمجال العلاجات النفسية. واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن المسؤولين السياسيين بإقليمشفشاون عاجزون تماما عن تقديم أي حلول ملموس لوقف نزيف ظاهرة الانتحار، سيما والوعود الانتخابية الكاذبة التي تقدم في كل مرة لسكان المناطق النائية بإخراجهم من العزلة والتهميش، وسيطرة القطاعات غير المهيكلة دون جدوى. هذا وسبق طرح مشاكل الصحة النفسية بإقليمشفشاون، داخل قبة المؤسسة التشريعية العاصمة الرباط، فضلا عن التطرق لما يعانيه الإقليم من ارتفاع نسبة لانتحار في صفوف السباب والنساء، ودق ناقوس الخطر من طرف العديد من الهيئات الحقوقية والجمعيات المهتمة، في غياب خطط واضحة قابلة للتنزيل بتنسيق مع كافة المؤسسات المسؤولة. ويرجع بعض الأطباء المختصين في الأمراض النفسية والعقلية، أسباب تفشي ظاهرة الانتحار بشفشاون، إلى انتشار أمراض الاكتئاب بأنواعه، والأمراض النفسية الخطيرة التي تتطلب العلاج بالأدوية والحقن والمراقبة الطبية، تفاديا للمضاعفات وتطور الحالة بشكل يدفع غلى وضع حد للحياة كطريقة يخيل للمريض أنها الحل الوحيد للحد من ألم المعاناة.