مازال قطاع الصحة بمدن الشمال يعاني الويلات، ولم يصل بعد وزير الصحة الجديد أنس الدكالي لإصلاح مكامن الخلل وتحسين وضعية بعض المستشفيات العمومية والحد من الفوضى التي يعانيها القطاع، بسبب كثرة الطلب وقلة الأطر الطبية بالمستشفيات، ناهيك عن غياب جودة الخدمات المقدمة للمرضى و النقص الحاد في الأدوية وتأخير المواعيد الطبية. ولعل المستشفى الإقليمي سانية الرمل بتطوان، أبرز هذه المستشفيات التي تطمح الأطر العاملة به، وكذا ساكنة المنطقة ككل إلى أن يقف الوزير الدكالي على أوضاعه المتردية، بدءا بالخصاص المهول في الموارد البشرية والأدوية وتعطيل بعض الأجهزة التي طالت مدة إصلاحها. نفس الحال ينطبق على مستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية بتطوان، الذي يعرف نقصا حادا في الأطر الطبية من خلال وجود طبيب واحد يتكلّف بجميع الاختصاصات وهو الأمر الذي أدى بالعديد من العاملين بالمستشفى والنقابات الصحية للاحتجاج مرارا وتكرار من أجل استقدام طبيب آخر لكن ظلت هذه الاحتجاجات والمطالب مجرد حبر على ورق. كثرة المشاكل التي يتخبط فيها قطاع الصحة بالشمال تستدعي من المسؤول الأول عن قطاع الصحة أنس الدكالي، العمل على توفير كل الضروريات وعلى رأسها الموارد البشرية الكافية والأدوية اللازمة فضلا عن سد الخصاص الكبير في التخصصات، وتحسين ظروف العمل واستقبال المرضى وإرشادهم لتقليل نسبة الاحتقان والتذمر، والتصدي للوبيات التي تتخذ من صحة المواطنين فرصة للربح والاسترزاق .