حكايات العنف والاعتداء في المستشفيات العمومية عديدة، وتعرف ارتفاعا متزايدا في ظل الخلل الذي تعيش على إيقاعه المنظومة الصحية. وضعية أصبح معها مهنيو الصحة يعانون من تهديد مستمر في ظل الخصاص المهول في الموارد البشرية. وهو ما يؤجج شرارة المواجهة اليومية بين نساء ورجال الصحة والمواطنين الذين يجنحون إلى العنف كوسيلة للتعبير عن سخطهم على تردي الخدمات الصحية. «غطيها آلحمار»! هكذا خاطبت الممرض الذي كان يصطحب مريضة من قسم الإنعاش إلى قسم الأشعة للقيام ب«السكانير»، بعدما انزلق الغطاء الذي كان يستر جسد تلك المريضة. لم يسلم الممرض من اللسان السليط للسيدة التي استمرت في رميه بكلمات جارحة كادت تفقده أعصابه لولا لطف الله، حيث تركها تتكلف بمهمة نقلها إلى قسم الأشعة لإجراء «السكانير»، وغادر القاعة لاسترجاع هدوئه. صرح الممرض بعد ذلك بأن ما حدث هو مجرد جزء من مشهد يعيشه يوميا الأطباء والممرضون بالمركز الجامعي ابن رشد وخاصة في قسم المستعجلات، حيث المواجهة قد تصل إلى الاعتداء باللكم والرفس واستعمال السلاح الأبيض. قبل أسابيع وعلى الساعة الواحدة صباحا، ولج إلى قسم المستعجلات شاب، بدت عليه معالم حالة تخدير متقدمة. أثار منظره الفزع حين أمسك بسيف وبدأ يلوح به، كاد أن يصيب به ثلاث طبيبات كن في الدوام تلك الليلة. أحدث حالة رعب وهلع لم تنته إلا بتدخل الشرطة . ساعات في الجحيم في المستشفى الجامعي ابن رشد، أصبحت المواجهة يومية بين المواطنين حسب مهنيي الصحة. هذا ما يجعل الأمور تسير نحو الأسوأ. كل يوم يفاجأ الممرضون أو الأطباء بمريض أو مرافقه وقد انتفض غاضبا كلما طلب منه الانتظار قليلا، وتلفظ بكلمات بديئة يقذفها في وجه الطبيب والممرض. عثمان، الطبيب المختص في التخدير والإنعاش، لا يمر عليه يوم دون أن يتعرض لاعتداء لفظي. لم يصل الأمر بعد إلى الاعتداء الجسدي كما أقر بذلك، لكنه مازال يتذكر ما وقع لزملائه من ضرب وركل ولكم. وضع أصبح معه مهنيو الصحة في خطر. »احنا ولينا كنخافوا على حياتنا »، يستطرد ذلك الطبيب قبل أن يضيف «أغلب المواطنين لا يعلمون أننا نتوفر فقط على ثلاثة أجهزة إنعاش في المستعجلات وعددنا لا يتجاوز طبيبين»، ثم أردف قائلا «ما يهمهم هو الحصول على العلاج بأي ثمن ولو كان بالقوة». قبل ذلك، حضر في ساعة متقدمة من الليل، شاب بالكاد أكمل 20 ربيعا من العمر، رفقة صديقه لتقطيب جرح غائر برأسه، أصيب إثر مقاومته للصين حاولا سرقته. وقتئذ كانت الطبيبة المعالجة منشغلة بتضميد جروح مريض، ولم تتوقع أن يقتحم عليها الشابان قاعة العلاج، وشرع الصديق في الاحتجاج والصراخ «آش كتسناي داويه؟!»، ودون تردد وجه إليها لكمة قوية جعلتها تسقط أرضا. ثم أطلق ساقيه للريح وهرب تاركا المصاب لوحده. اضطرت الطبيبة إلى التنازل على مضض بعدما تدخلت الأسرة ب«التزاويك». هذا ما يحدث عادة كما أكد ذلك عبد النبي قمر مدير المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، وهو ما يجعل المستشفى لا يتوفر على إحصائيات خاصة بعدد الاعتداءات التي يتعرض لها مهنيو الصحة. هي حالات من بين المئات التي تحدث بمستشفياتنا المغربية سواء الإقليمية أو الجهوية أو الجامعية، وقد يصل معدلها إلى ستة اعتداءات في نهاية الأسبوع وفي فصل الصيف وأثناء الديربي بين فريقي الرجاء والوداد، وقد يتجاوز سقفها الأعلى عشرين مواجهة . المشاحنات تبدأ من الباب الرئيسي، لتستمر وتصل إلى قاعة الفحص والتضميد فأقسام الجراحة. ويأخذ الاقتحام أشكالا متعددة، يتم بجرأة ودون إعلان ولايستثني عونا ولا حارسا ولاطبيبا ولا ممرضا. فشل التجربة
عملية تنظيم الزيارة بالباب الرئيسي، وكلت إلى أفراد الأمن الخاص، في إطار تعاقد بين إدارة المركز الاستشفائي وشركة للأمن الخاص. لم يخضع هؤلاء الأفراد لأي تكوين في هذا المجال، ومستواهم الدراسي يتأرجح بين الابتدائي والثانوي. المجلس الأعلى للحسابات في تقريره لسنة 2007، اعتبر أن استقبال المرضى يتم من قبل حراس غير مؤهلين لإرشادهم، بالإضافة إلى عدم خضوعهم لأي تكوين في المجال، وغالبا ما يدخلون في شجار مستمر مع المرضى وأقاربهم، وهو ما لامسناه خلال زيارتنا للمستعجلات ليلا، ولا يسلم من هذه المواجهات حتى الأطباء الذين يعتبرون أنفسهم ضحية خلل منظومة صحية، جعلتهم في مواجهة يومية مع المواطنين، ويتساءل الأطباء مستغربين كيف لرجال الأمن الخاص الذين تنعدم فيهم أبرز مقومات استقبال المواطنين وإرشادهم، أن يتكلفوا بهذه المهمة؟ ثم كيف يمكن لأناس مستواهم الدراسي يتأرجح بين الابتدائي والثانوي، أن يطلعوا على وثائق المرضى ومواعدهم ومن ثم إرشادهم إلى المصالح المعنية؟! عند زيارتنا الليلية إلى قسم المستعجلات، كان رجل الأمن الخاص في البوابة الرئيسية لقسم المستعجلات، يحاول أن يثني شابا عن الولوج إلى أجنحة القسم، فنشب بينهما نزاع كاد يتحول إلى مواجهة لولا تدخل بعض المواطنين لإخماد شرارتها. أجمع جل من التقيناهم على اعتبار أن جوهر المشاكل التي يتخبط فيها المركز الاستشفائي ابن رشد، يعود إلى سوء التسيير والتدبير، وهو ما تضمنه تقرير المجلس الأعلى للحسابات قبل ثلاث سنوات، حول ما يتعلق بمعدل العمليات الجراحية في كل أسبوع، والذي لم يتجاوز عملية جراحية لكل طبيب، فقسم المستعجلات لا يتوفر سوى على طبيب جراح واحد مختص في الدماغ وآخر للأمراض الباطنية ثم طبيبين مختصين في الإنعاش والتخدير، أما قسم جراحة العظام فلا يتجاوز عدد المختصين به ثلاثة، وهو نفس العدد الذي يشتغل في قسم الأشعة، أما بالنسبة للممرضين فالخصاص كبير حيث لا يتجاوز العدد ثلاثة. انخفاض معدل إجراء العمليات الجراحية يعود بالخصوص حسب الأطباء، إلى غياب للأطر شبه الطبية وإغلاق بعض قاعات العمليات الجراحية، والخصاص المتكرر في مخزون الأدوية، وهو الأمر الذي يعرقل طريقة تقديم العلاجات ويتسبب في انتشار العدوى التي أصبحت تهدد حياة الكثير من مزاولي مهنة الطب والتمريض. الخصاص الذي تعيش على إيقاعه المستشفيات فيما يخص اللوازم الضرورية للعمليات الجراحية والأدوية، أصبح كبيرا، بحيث يطلب من المريض اقتناء وصفات طبية، وأدوات طبية، وأحيانا في منتصف الليل. ما يجعل المواجهة يومية والاعتداء دائم ومتواصل، قد يبدأ الأمر بسيطا ويقتصر على السب والقذف، وقد يصل إلى التشابك بالأيدي ثم الضرب فاللكم، وينتهي أحيانا بالشروع في القتل. «العمل بالمستشفيات وخاصة ليلا أصبح مغامرة غير محمودة العواقب»، تقول إحدى الطبيبات المقيمات، «فالاعتداءات ارتفعت وتيرتها، وستزداد أكثر مع دخول نظام المساعدة الطبية المجانية راميد حيز التطبيق» تسترسل الطبيبة. الخصاص الذي يعاني منه القطاع الصحي فيما يخص الموارد البشرية، يجعل المواجهة واقعا يوميا، فبطاقة استعابية لا تتجاوز 1619 سريرا وطاقم طبي وتمريضي لا يتجاوز 4000 طبيب وممرض وبعدد أيام استشفاء تجاوز 100 ألف يوم هذه السنة، يصبح تقديم خدمات صحية في أعلى مستوى صعبا، وإن لم يكن مستحيلا كما يؤكد ذلك الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحة »ففي ظل النقص الحاد الذي يعاني منه القطاع الصحي في الموارد البشرية وضعف البنيات التحتية والتجهيزات، سيستمر هذا المسلسل الذي لن يعرف إلا التفاقم». نفس الإحساس يؤكده مهنيو الصحة من ممرضين وأطباء وأعوان وتقنيين، الذين يتملكهم الخوف الذي يصل إلى الهلع كلما وطأت أقدامهم أبواب المستشفى. ارتفاع الوتيرة
عمل بتونس سبع سنوات كطبيب مختص في الأشعة، ولم يعتقد أن الوضع قد وصل إلى هذا التردي، «نحن في مواجهة يومية مع المرضى وتنتهي دائما بتدخل الأمن الخاص أو الشرطة»، فعدد أفراد الأمن الخاص المكلف بتنظيم عملية الدخول إلى مستعجلات ابن رشد لا يتعدى فردين، يبدأ دوامهما الليلي من السابعة مساءا إلى السابعة صباحا، ولا يتوفران على وسائل للدفاع عن أنفسهم أو خطة للردع. مصطفى الذي يعمل كحارس أمن خاص منذ عام، يرجع سبب هذا المد العدواني الذي يتحول في كثير من الأحيان إلى إجرام مع نهاية الأسبوع وفترة الديربي البيضاوي، أولا إلى قلة عدد حراس الأمن الخاص، وعدم توفرهم على وسائل للدفاع عن أنفسهم، ثم إلى الاكتظاظ الذي يعرفه المستشفى حيث يستقبل المرضى مصحوبين بأقاربهم الذين قد يتجاوز عددهم الخمسة. وفي غياب إحصائيات وأرقام ترصد هذه الظاهرة، فإن مهنيي الصحة الذين التقت بهم «الأحداث المغربية»، يتوقعون أن ترتفع وتيرة هذه الاعتداءات وتناميها، لأن خلل المنظومة الصحية مستمر، وكذا لانعدام الأمن حيث أصبح الوضع يعرف انفلاتا كبيرا، جعل نشاط القاصرين والخارجين عن القانون في الإجرام يتنامى، ليصبح ظاهرة اجتماعية جوهرية، تميز الشارع كما المستشفى، حيث الاحتكاك بين مهنيي الصحة والمواطنين أصبح ظاهرة ملموسة. فرياح الربيع العربي التي هبت نسائمه على المغرب، أتاحت مساحة كبرى للحرية والتعبير، وزادت في ارتفاع وتيرة هذه الاعتداءات التي تتم جهارا دون خوف أو تردد، فيوم الزيارة الملكية إلى مستشفى ابن رشد لم يتوان مرافق لمريض في الاعتداء على رجل الأمن بالضرب وهو يردد «عاش الملك» ليقتحم المستشفى وهو يسب «واش باغي تمنعني؟! السبيطار ديالي»! لم تتوقف عملية الاقتحام إلا بعد أن سد الممرضون كل المنافذ أمامه، وتدخل المواطنون لمؤازرته. وخوفا من أن يتطور الأمر إلى مواجهة تصعب السيطرة عليها، أخلى الأمن سبيله. تغير المفاهيم الأساسية لاحترام الآخر والحفاظ على ممتلكات الغير، تغير أصبح معه العنف وسيلة للإضرار بالآخر وبالممتلكات، وساهمت في هذا الارتفاع كما يقر بذلك الأخصائيون النفسيون الذين أخذت رأيهم «الأحداث المغربية». وهي الوقائع التي تؤكدها إحدى الطبيبات المقيمات التي استرسلت في الحديث عن المعاناة التي تجعل نساء ورجال الصحة معرضين للتهديدات أثناء تأديتهم لعملهم، وطالبت بحمايتهم من طرف الدولة قائلة «أنا بغيت نعرف واش احنا خدامين مع الدولة ولا في الشارع؟!». مازالت هذه الطبيبة تتذكر ما تعرضت له وهي تقوم بواجبها. كانت منشغلة بتقديم العلاجات لأحد المصابين بجروح أثناء عربدة ليلية، وبينما هي تقوم بعملية تقطيب الجرح، شعر المصاب بالألم، فنهض غاضبا، وأمسك بها بقوة ورمى بها لتصطدم بالجدار، ثم ركلها ركلة قوية على مستوى الرجل! لم تجد من سبيل للانفلات منه سوى الصراخ والعويل الذي وصل دويه إلى زملائها فهرعوا لإنقاذها من موت محقق. منذ تلك الحادثة والخوف والرعب يخالجانها كل لحظة وحين. نفس حالة الخوف تعيشها زميلتها في المهنة، والتي لم تجد حلا آخر غير التعبير عن رغبتها في ترك هذه المهنة النبيلة التي «مابقى فيها غير الاسم.. الناس ما بقاوش كيحترموا الطبيب وولينا مهددين في حياتنا». ففي مستشفى العيون، تجاوز العدد 17 اعتداء خلال الأسبوع الأخير من شهر مارس، وهو ما دفع مهنيي الصحة إلى دق ناقوس الخطر، وتنظيم وقفات احتجاجية في كل من العيون وتطوان ومراكش وآسفي وتيزنيت، ضد ما يتعرضون له من اعتداءات تهدد حياتهم، لتسير النقابات الأكثر تمثيلية على سكة الإضراب طلبا للحماية من الأحكام الجائرة، والاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها مهنيو الصحة أثناء قيامهم بمهامهم. تدني الخدمات
سواء تعلق الأمر بمستشفى ابن رشد أو غيره من المستشفيات العمومية، ك«محمد الخامس» أو «الحسن الثاني» أو «مولاي يوسف»، فالانتظار وسط أجواء تطبعها اللامبالاة وغياب الاهتمام، يؤجج الصراع اليومي بين مهنيي الصحة والمرضى وذويهم. دخول مستشفى ابن رشد وسط الاكتظاظ أمر لا يحتمل، مع وجود أربعة إلى خمسة مكلفين باستقبال المرضى الذين يعدون بالآلاف. وضع يجعل تنظيم الدخول ليس أمرا سهلا لضخامة المستشفى الذي يعد قبلة للمرضى من مختلف أنحاء المغرب، لكونه يضم مختلف التخصصات. فرائحة المرض تشتمها وأنت تتجول بين مختلف أقسامه حيث تتردد عبارات المعاناة والآلام. أما في قسم المستعجلات، فالفوضى عارمة، والصراخ يملأ الأرجاء، والسب والقذف يخترق الآذان. النقص الحاد في الموارد البشرية والتجهيزات الذي ينضاف إلى الاختلالات والمشاكل التي فضحها المجلس الأعلى للحسابات في سنوات سابقة، تجعل الاعتداء يصبح ظاهرة تميز المستشفيات المغربية. فالازدحام حسب المواطنين والأطر الصحية هو ما يجعل المواجهة تتأجج شرارتها كل لحظة وحين، ويؤدي ثمنها الطرفان. تتداخل العوامل، فهناك المرضى الذين يكونون برفقة أفراد من عائلاتهم، وهناك الانتظار الطويل لإجراء الفحص، وطول المواعد وارتفاع أثمنة الفحوص التي لا يستطيعون أداءها والازدحام الذي يشهده قسم الأشعة، كلها عوامل تساهم في استفحال ظاهرة العنف في المستشفيات. فقسم الأشعة بمستعجلات ابن رشد، يستقبل كل ليلة أكثر من 60 مريضا، أربعون منهم يخضعون للسكانير و20 للفحص بالصدى، ويسهر على استقبالهم ثلاثة أطباء وتقني واحد فقط، يشتغلون من الساعة السادسة مساء إلى الثامنة صباحا، وهي موارد حسب رئيس القسم غير كافية، وتجعل مواعد الاستفادة من خدمة «السكانير» تصل أحيانا إلى أشهر أو أكثر بسبب تراكم المواعد وكثرة الأعطاب التي تصيب الجهاز. المستعجلات هذه الأيام، أضحى مدخلها واجهة للمشاحنات وللكلام النابي بين المواطنين والحراس الذين تحولوا إلى أذرع بشرية في مواجهة المواطنين الذين منهم من يتضور ألما أو في حالة صحية يرثى لها. المواطنون يعتبرون ما يحدث في المستشفيات أمر غير مقبول، فلا أحد ينصت لمعاناتهم، ليظل الشجار والتشابك وسيلتهم الوحيدة للتعبير بأعلى صوتهم عن سخطهم واستنكارهم للوضع المتردي للخدمات الصحية بالمغرب. ويفسر مصدر من المستشفى حالات الاكتظاظ والازدحام بكونها تعود إلى الرغبة في «التدويرة» أو ما يسمى عند أصحاب الميدان «القهيوة»، فعندما يشتد الازدحام يرغب المواطنون في الإسراع بالعلاج، وهو ما يدفعهم إلى تقديم المال مقابل دخولهم وحصولهم على «حق» الأسبقية في العلاج، سواء كان الأمر يتطلب جراحة أو وصفة طبية عادية. فالمعاناة لا تختلف مظاهرها في ابن رشد عن مستشفى أبو وافي أو مولاي يوسف أو مستشفى محمد الخامس أحد أكبر المؤسسات الصحية في الحي المحمدي بالدار البيضاء، والذي يعاني، بدوره، من الاكتظاظ، ويتجرع أطره مرارة نقص التجهيزات الأساسية والموارد البشرية، فضلا عن ارتفاع تكاليف الفحص والعلاج التي تثقل كاهل الفئات ذات الدخل المحدود. فالنقص الحاد في عدد الممرضين والمعدات، يؤثر بشكل سلبي على الخدمات الصحية المقدمة إلى المرضى. يقول أحد الممرضين في قسم المستعجلات في مستشفى بوافي، أن المريض قد يأتي إلى القسم ولا يجد كرسيا متحركا أو سريرا يستقبله، ليظل ملقى على الأرض ينزف دما دون أن يقدم له العلاج. نفس الوضع عاشته سيدة حامل، جاءت إلى مستشفى مولاي يوسف ليلا، ورفض المسؤولون استقبالها، وطلبوا من والدتها مرافقتها إلى مستشفى ابن رشد نظرا لحالتها الخطيرة، فاستمر نزيفها لساعات دون أن تتلقى العلاج.