الزائر لمرافق مستشفى ابن رشد يشتبه عليه الأمر بين الحقيقة والخيال، إنها زيارة أشبه ما تكون بشريط سينمائي ينقلك بين مشاهد تختلف في الوضع لكنها تشترك في المعاناة، لايكاد ينتهي مشهد دراماتيكي حتى يبدأ مشهد آخر أسوأ من سابقه، زيارة المستشفى تحمل بين طياتها العديد من المفاجآت، ابتداء من قسم المستعجلات الذي ينم عن فوضى عارمة، ومرورا بقسم الولادة حيث توجد امرأتان في سرير واحد، وانتهاء بالمرضى يفترشون الأرض على مقربة من باب المؤسسة. لا يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الصفقات التي تثير أكثر من علامة استفهام، ومشاهد أخرى داخل المستشفى تعقد من مأمورية إيجاد حل للمعادلة، تعكس في آخر المطاف وضعية قطاع الصحة برمته، دخل غرفة الإنعاش ولم يخرج منها. المجلس الأعلى للحسابات كشف عن اختلالات في هذا المركز الاستشفائي منذ حوالي 3 سنوات، إلا أن الأمور لم تتغير كثيرا، لتدخل هذه المؤسسة دوامة من المشاكل، تنضاف إلى نقص الموارد البشرية والتجهيزات... التجديد زارت مرافق المستشفى ووقفت على العديد من المشاهد والأحداث والمشاكل والمفاجآت. غير بعيد عن شارع الزرقطوني بالدار البيضاء يوجد مستشفى ابن رشد، عشرات الأفراد على مقربة من مدخل المستشفى، والعديد من سيارات الإسعاف تقف أمام الباب وأخرى تسير بسرعة إلى الداخل، في مشهد يوحي بالعديد من التأويلات. الدخول إلى قسم المستعجلات يشبه الدخول إلى الجحيم بسبب الاكتظاظ الكبير، والحالات التي تقشعر منها الأبدان. موظف واحد في استقبال جحافل المرضى، وجميع الكراسي مملوءة عن آخرها، الخروج من باب الاستقبال ودخول في متاهات هذا القسم، يعطي الانطباع أن الأمور ليست على ما يرام، حارس أمن في المدخل الثاني، دخلت دون أن يسألني عن شيء. الازدحام والاكتظاظ هو العنوان الرئيسي لقسم المستعجلات، مرضى على أسرة متحركة بين الموت والحياة، أفراد من عائلاتهم يحاولون التخفيف من مواساتهم، مرضى آخرون ينتظرون دورهم في إجراء الفحص. الانتقال إلى قسم آخر لا يعني اختلاف الوضعية، فالأمور تتشابه، أفراد يتجمعون في انتظار دورهم في إجراء الفحوصات، وهي مدة قد تطول في مكان تصبح الدقائق ساعات، والموارد البشرية تكاد تختفي بين عشرات المرضى المتوافدين على المستشفى، وكأن البيضاء تعيش على وقع حرب لم تضع أوزارها. معاناة لامبالاة، معاناة، وضع متردي، حكامة مفقودة، صفقات مشبوهة، اتهامات وشهادات، لمواطنين ومسؤولين يسلطون الضوء على حقيقة الوضع الصحي والإداري للمركز الاستشفائي الجامعي، ابن رشد بالدار البيضاء، شهادات استقتها التجديد، المشترك فيها بين تصريحات أساتذة أطباء وممرضون ونقابيون وأطباء داخليون، ومواطنون أيضا، أجمعوا ، على أن حليمة لازالت على عادتها القديمة، وأن لاشيء تغير، بعد ثلاث سنوات من تقرير المجلس الأعلى للحسابات، وحدها إدارة المركز الاستشفائي لم يكن لها رأي فيما يجري، ورفض المدير العام للمركز الاستشفائي استقبالنا، إلى حدود منتصف نهار الأربعاء الماضي، بعدما أخبرتنا كاتبته الخاصة، أنه في اجتماع، وطلبت منا الانتظار، كما أكدت لنا بأنه تسلم بالفعل طلبا للجريدة، من أجل زيارة مرافق المستشفيات، والحصول على معطيات رقمية، وكذا إجراء حوار مع المسؤول الأول عن المركز الاستشفائي، واكتفت السيدة بالقول، ليس هناك أي رد، وسنتصل بكم لاحقا، وبالرغم من ذلك، مرت خمسة وأربعون دقيقة، فأفشي لنا أحد الأعوان سرا، مفاده أن المدير غادر المديرية العامة، كل ذلك لم يثننا عن أداء مهمتنا في تنوير الرأي العام بحقيقة ما يجري في أكبر مؤسسة استشفائية بالمغرب. نقطة سوداء الزائر لقسم المستعجلات يحس بشيء غير عادي من خلال المشاهد التي لا حول لها ولا قوة، قسم السكانير يعرف ازدحاما كبيرا، حيث المرضى يحملون أوراقا بين أيديهم، في انتظار ساعة الفحص التي يمكن أن تكشف عن حالات يندى لها الجبين، أو يمكن أن تبين غياب مؤشرات المرض، ومن ثم الخروج من دوامة تدابير المستشفى، التي لا ينتهي واحد منها حتى يبدأ الآخر. نظرات المرضى تشي بنوع من الحسرة والترقب ممزوج بنوع من الأمل واسترجاع العافية. إنه المكان الذي يحس فيه الزائر أن نعمة الصحة لا ثمن لها. الممرضات والممرضون في حالة ضغط بسبب هذا الازدحام، وبسبب الأسئلة التي تتقاطر عليهم تقاطر الأمطار في فصل شتوي. جولة في المستعجلات جولة سريعة بقسم المستعجلات، تشبه سيناريو فيلم مليء بالأحداث الدراماتيكية، فأينما توجهت العين تقع على مشهد تقشعر منه الأبدان، فهذا رجل فوق سرير متحرك ينتظر دوره في الفحص وكأنه ينتظر الموت، وهو يتنفس بصعوبة كبيرة، وغير بعيد منه سريران لحالتين يتلحفان بطانيتين. صورة أخرى لقسم الفحص بالأشعة حيث ينتظر الأفراد انتهاء هذه المرحلة انتظار المهاجر لسنة كاملة من أجل زيارة أهله، نساء جلسن على كراسي، ورجال في حالة عياء شديد، وحالات أخرى بضمادات على رؤوسهم أو أيديهم أو أرجلهم. وأسرة متحركة لمرضى لا يفكرون في شيء آخر غير العافية، والخروج من هذه المؤسسة. يسمى بالقلب النابض للمستشفى، لا تتوقف فيه الحركة ليل نهار، يستقبل المئات من الحالات المستعجلة يوميا، زيارتنا الأولى له كانت ظهر الاثنين الماضي، القسم المذكور يعاني من عدة مشاكل تعيق سيره العادي، لخصها أحد الأطباء الداخليين للمركز الاستشفائي، في الاكتظاظ المهول، وغياب أطباء اختصاصين في بعض المجالات، وكشف المتحدث نفسه على أن قسم المستعجلات لا يتوفر على اختصاصيين في أمراض القلب والشرايين، وهو ما يرفع من نسبة الوفيات بالنسبة للحالات المستعجلة التي يلزمها فحوصات الطبيب الاختصاصي، بمدخله الرئيس، حيث يقف رجل أمن خاص، اصطف عشرات المرضى، والذين يطلب منهم أداء واجب الاستشفاء فورا، أو ترك بطاقة التعريف الوطنية ضمانة، بالرغم من الحالة الاستعجالية لهم، لفت انتباهنا اكتظاظ بأحد الممرات، قبل أن نكتشف أن الأمر يتعلق بمصلحة السكانير، وهي الخدمة الصحية التي تصل مواعيد الاستفادة منها إلى ثلاثة أسابيع أو أكثر، مع إعطاء الأولية للحالات المستعجلة، ازدحام شديد فسره عون طبي بتراكم المواعيد الخاصة به، نتيجة الأعطاب المستمرة التي تصيبه، وهو ما حدث قبل أيام فقط. وأنت تتجول في الجناح المذكور، تكتشف مظاهر من اللامبالاة اتجاه المرضى، يفسرها البعض، بغياب الإحساس بالعطف والحنان لدى بعض الأطر شبه الطبية، نتيجة عملهم الروتيني اليومي بجناح المستعجلات، وكذا غياب الشروط الموضوعية لاشتغالهم، أمام النقص الحاد في الموارد البشرية، الأمر الذي دفع بأحد الأطباء الداخليين إلى المطالبة باعتماد مبدأ تداول الممرضين على قسم المستعجلات، لتخفيف الضغط عليهم. كانت الساعة تشير إلى الثانية بعد الظهر، امرأة ملقاة على سرير بأحد الممرات، السيدة لا تحرك ساكنا، ولا يبدو أن لها أقارب بعين المكان، لا أحد يكلمها، لا أحد يستفسر عنها، لكنها أثارت شفقة الجميع، غادرنا قسم المستعجلات، وعدنا إليه قبيل منتصف الليل، لنجد نفس السيدة ترقد في نفس المكان، بعد مرور نحو عشر ساعات!!، بين الفينة والأخرى كانت تحمل سيارات الإسعاف جديدا عن حالات الانفلات الأمني بالمدينة، منهم مخمورون وقاصرون، شباب وشابات، وحالات أخرى، وبالرغم من أن أقسام المستعجلات عادة تشهد في الفترة الليلية ذروتها، إلا أن الأطر الطبية وشبه الطبية تناقصت بشكل كبير، وهو ما يرفع من درجة التوتر والشنآن والاحتجاج، من قبل المرضى وذويهم، نتيجة طول الانتظار. حالات مستفزة محمد أحد ضحايا اعتداء مسلح، كانت تبدو عليه آثار الإصابة على مستوى الرأس والأطراف، بعد الفحص الأولي، طلب من إخوته إجراء السكانير لمعرفة حجم الإصابة، توجه الإخوة الثلاثة رفقة شقيقهم المصاب إلى حيث يوجد جهاز السكانير، سألوا عن المكلف باستعماله، لم يجدوا له أثرا، بباب القاعة التي يوجد فيها جهاز السكانير، كتبت إرشادات تنبه إلى خطورة الأشعة المنبعثة من القاعة، وكذا المنع الكلي لولوجها، كل تلك التعليمات لم يعرها الشبان الثلاثة اهتماما، أمام فورة الغضب، لطول الانتظار من جهة، والخوف من مضاعفات سلبية لإصابة شقيقهم. من جهة أخرى، وفجأة فتحوا الباب واقتحموا الغرفة، وأدخلوا الشاب المصاب، ووضعوه على سرير جهاز السكانير، في انتظار قدوم صاحب البذلة البيضاء للضغط على الزر من أجل تشغيل الجهاز، نفس المعاناة تخبط فيها رجل عجوز رفقة ابنته وزوجته المسنة، التي أصيبت بكسور في يدها، كان يصرخ بأعلى صوته، وحكت لنا ابنته معاناة 12 ساعة بقسم المستعجلات، لم تفض بعد إلى الكشف عن كسر العجوز بعد أن أجري لها أكثر من ستة كشوفات بالأشعة على يدها. خلال محاولة الخروج من قسم المستعجلات، شابة لم تتجاوز العشرينيات من عمرها تسقط، ولحسن حظها أن برفقتها أحد أفراد عائلاتها، إذ حملها، وجلس بأحد الكراسي بهذا القسم، ولكن اللافت للنظر هو عدم وجود أي رد فعل من لدن الموارد البشرية، فهل الأمر يتعلق بنقص الموارد أم أن الاكتظاظ الدائم يربك عملية التعامل في كل حالة على حدا؟ حراسة ضعيفة وكشفت مصادر داخلية رفضت الكشف عن اسمها، عجز الشركة الخاصة ، عن ضبط اللصوص، كان آخرها اقتحام إحدى الغرف، وسرقة أرشيف صور الكشف بالأشعة، والتي تحتوي على مادة النقرة، إذ يتم بيعها لشركات خاصة، مصدرنا يتسائل، أين كانت عيون شركة الأمن؟، وهل يمكن تهريب كميات كبيرة من الأرشيف المذكور في غفلة عن أعين الأمن الخاص؟، ليخلص إلى أن المال العام يتم تبذيره، دون تحقيق أي مردودية تذكر حفاظا على أمن وسلامة ممتلكات المركز الاستشفائي. من جهة أخرى، دق مستعين، نائب رئيس جمعية الأطباء الداخليين، ناقوس الخطر، وأشار إلى وجود تهديدات حقيقية للأطباء والممرضين من طرف مرضى سكارى ومجرمين، يتوافدون على قسم المستعجلات، في الفترة الليلية بالخصوص، أما عجز قوات الأمن عن التدخل مرة ثانية. مسلسل السرقات المتكررة، كان انطلق قبل عدة أشهر، حسب ما صرح به مصدر لالتجديد. قسم الولادة: امرأتان في سرير واحد! قبل ثلاث سنوات، كشف تقرير المجلس الأعلى للحسابات، عن ما أسماه بالحالة المتردية للأماكن الخاصة بالتوليد، وأشار التقرير المذكور إلى عدم توفر المستشفى على أدوات الولادة، مما يتسبب في ارتفاع عدد وفيات المواليد الجدد، واليوم، أكد مصدر طبي عدم توفر المستشفى على جهاز مراقبة دقات الجنين داخل الرحم، والذي يفوق ثمنه ستين ألف درهم، يوجد منه جهاز واحد، في الوقت الذي يفترض فيه أن يخصص جهاز لكل سرير!!، ويتساءل المتحدث؛ أين تذهب مئات الآلاف من الدراهم، من مداخيل جناح الولادة، إن لم تصرف في شراء المعدات الطبية؟ التجديد عاينت الاكتظاظ المهول بقسم الولادة، إذ ترقد سيدتان في سرير واحد بإحدى الغرف، وبممر أحد الأجنحة، كانت تبدو علامات الصدمة على ملامح رجل اصطحب زوجته لتضع حملها، الرجل فاجأته الممرضة حين خاطبته قائلة، ألم تر أن امرأتين في سرير واحد؟ وطلبت منه إخراج زوجته، فامتنع بحجة أن زوجته لم يمض عليها أكثر من يوم على إجراء عملية جراحية، فأبدت الممرضة جهلها بالأمر. وأمام غزو القطط لقسم الولادة، لا تملك الأمهات إلا احتضان مواليدهن الجدد، خشية عليهم، بينما سجل نقص حاد في الأسرة المخصصة للمواليد الجدد، وهو ما يدفع الأمهات إلى اقتسام أسرتهن مع أبنائهن، في انتظار بناء جناح جديد يسمح بالرفع من الطاقة الاستيعابية للمستشفى، وبهذا الخصوص، قال مسؤول نقابي بأن هناك غيابا لرؤية مستقبلية واضحة لدى المسؤولين، من أجل الرفع من الطاقة الاستيعابية لعدة أجنحة، وخصوصا جناح الولادة، وكذا انعدام التدبير اللحظي للأزمة، في انتظار انتهاء أشغال بناء قسم جديد للولادة، جاري العمل فيه حاليا. زيارة العائلات مع اقتراب الساعة الخامسة تجمهر حوالي 400 شخص من أجل الزيارة، وكأن الأمر يتعلق بتظاهرة، ازدحام كبير ورجال الأمن الخاص يصرخون، وتهافت من أجل الدخول من باب لا يفوق المترين، مما خلف استياء لدى الأسر بسبب عدم فتح الأبواب الأخرى التي يمكن أن تغنيه شر الازدحام. رجال الأمن الخاص يحاولون ترصد الأطفال لكي لا يدخلوا، فجأة قام أحد الرجال (الزائرين) بتغيير اتجاه أحد الأعمدة الحديدية التي تمنع دخول الناس، فجأة لاحظت إحدى الفتيات مرافقي يأخذ صورا للمشهد، وقالت بنبرة يطبعها عدم الرضى على المشهد إنه يجب تصوير ذلك، بالإضافة إلى أخذ صور بالداخل حيث المرضى لا يعيرونهم اهتماما، وأن بعضهم لا تصله زيارة الطبيب إلا بعد 11 يوما، وبدأت في سرد بعض المشاكل التي تعرفها وأمها بجانبها تمنعها من ذلك. مصدر من داخل المستشفى كذب ذلك وقال إنه لا يمكن أن تستغرق زيارة الطبيب كل هذه المدة، وأن كل مريض يستفيد من زيارة لمرتين أو ثلاث خلال الأسبوع. ويسهر على عملية تنظيم الزيارة بالباب الرئيسي رجال أمن خاص، في إطار شركة تعاقدت معها إدارة المركز الاستشفائي، الأمر الذي وقف عليه المجلس الأعلى للحسابات في تقريره لسنة ,2007 إذ اعتبر أن استقبال المرضى يتم من قبل حراس غير مؤهلين لإرشادهم، بالإضافة إلى عدم خضوعهم لأي تكوين في المجال، وغالبا ما يدخلون في شجار مستمر مع المرضى وأقاربهم، وهو ما وقفنا عليه خلال مدة زيارتنا للمستشفى، ولم يسلم منه أحد الأطباء، الذي اعتبر أن هناك تعسفا وشططا من قبل رجال الأمن الخاص، الذين تنعدم فيهم أبرز مقومات استقبال المواطنين وإرشادهم، ثم كيف يمكن لأناس مستواهم الدراسي يتأرجح بين الابتدائي والجامعي، أن يطلعوا على وثائق المرضى ومواعيدهم؟، ومن ثم إرشادهم إلى المصالح المعنية !!، يقول المتحدث، عند زيارتنا الليلية لقسم المستعجلات، وجدنا رجل الأمن خاص في البوابة الرئيسية لقسم المستعجلات، كان يتحدث إلينا ويحاول أن يثنينا عن عزمنا دخول أجنحة قسم المستعجلات، طبعا لم نكشف له عن هويتنا لأنه ببساطة، لا نتوفر على رخصة من أجل التصوير وزيارة المرافق الصحية، كانت رائحة الخمر تفوح من فمه، قبل أن يأذن لنا بالدخول. أجمع جل من التقيناهم، على اعتبار أن جوهر المشاكل التي يتخبط فيها المركز الاستشفائي الجامعي، تعود إلى سوء التسيير والتدبير، وردا على ما ورد في تقرير المجلس الأعلى للحسابات قبل ثلاث سنوات، حول ما يتعلق بمعدل العمليات الجراحية في كل أسبوع، والذي لم يتجاوز عملية جراحية لكل طبيب جراح، أكد طبيب جراح أن المعطيات الواردة في التقرير المذكور تستند إلى معطيات غير مضبوطة، وأرجع المتحدث انخفاض معدل إجراء العمليات الجراحية إلى الإكراهات الحقيقية التي يصطدم بها الأطباء، من غياب للأطر شبه الطبية، وإغلاق بعض قاعات العمليات الجراحية، أو استغلالها في أشياء أخرى لا علاقة لها بالجراحة، واعتبر الطبيب الجراح أن هناك أسبابا أخرى تكشف عن غياب الحكامة الجيدة والتدبير العقلاني، وذكر منها انقطاعات متكررة في مخزون الأدوية، الأمر الذي يعرقل طريقة تقديم العلاجات ويتسبب في انتشار العدوى، حسب ما ورد في تقرير المجلس الأعلى للحسابات قبل ثلاث سنوات، وعلاقة بموضوع صيدلية المستشفى والمعدات الطبية، أكد المتحدث، على وجود اختلالات تخص اقتناء بعض اللوازم الضرورية للعمليات الجراحية، وذكر منها أحد أنواع الخيوط المستعملة في الجراحة، والتي لم يتم اقتناؤها بعد، ولا يتوفر عليها المركز لحد الساعةّ، بالرغم من مرور ستة أشهر من السنة الحالية، وتحدثت مصادر نقابية عن شطط في استغلال صيدلية المستشفى، إذ وبالرغم من أحقية المريض في الاستفادة من الأدوية الموجودة بالصيدلية، يتم تسجيل حالات يطلب فيها من المريض اقتناء وصفات طبية، وأدوات طبية، وفي منتصف الليل أحيانا. للنقابة رأي اعتبر بابا النويتي، الكاتب الجهوي للجامعة الوطنية للصحة بالبيضاء، أن هناك وضعية مزرية تعيشها الشغيلة الصحية بالمركز الاستشفائي، مسجلا في تصريح لالتجديد، تذمرا واحتقانا، نتيجة الوضعية العامة التي يعاني منها المركز، والأمل، يضيف المسؤول النقابي، تحرك للمسؤولين، من أجل التعاطي الجاد والمسؤول مع الملف المطلبي للشغيلة الصحية، للرفع من الحيف الذي يطالها، كي تسهم في تسهيل الولوج إلى المستشفى قصد العلاج.