مرّت الإلتراس المغربية خلال السنوات الأخيرة من فترة عصيبة هي الأصعب من نوعها في تاريخ الإلتراس منذ عشرات السنين، حيث مُنعت من ممارسة نشاطاتها التشجيعية بشكل كلي بمختلف مدن المغرب، نتيجة أحداث الشغب التي عرفتها عدة ملاعب مغربية ولعل النقطة التي أفاضت الكأس هي الأحداث الدامية التي شهدتها مباراة الرجاء البيضاوي وشباب الريف الحسيمي سنة 2016، واضطرت معها وزارة الداخلية لوضع حد نهائي للإلتراس المغربية شهر أبريل من عام 2016، بعد اعتقال عدد كبير من المشجعين بتهم افتعال الشغب وتخريب ممتلكات الغير.
قرار منع الإلتراس اعتبره عشاق المستديرة ضربة قاتلة لهم، حيث ظهر للعيان التراجع الكبير لتواجد المشجعين داخل الملاعب احتجاجا على مثل هذه القرارات، مما أثر سلبا على عدد من الفرق التي باتت مدرجات ملاعبها شبه فارغة من المتفرجين. الإلتراس أيضا اعتبرت الأمر مجانبا للصواب باعتبارها ليست المسؤولة الوحيدة عن أحداث الشغب التي تقع بالمدرجات، ولم تتوقف هذه الفصائل رغم قرار منعها حيث بدأت تتواصل مع إلتراس عالمية من دول أخرى، ساندت الفصائل المغربية كدول تونس ومصر وغيرها.
كما أن لإلتراس المغربية ونذكر منها إلتراس "لوس مطادوريس وسيمبري بالوما" المساندين الرسميين لفريق المغرب اتلتيك تطوان وأصحاب التنقل التاريخي لجماهير كرة القدم بعد التنقل العالمي للعاصمة الرباط مطلع سنة 2012 بعد فوز المغرب التطواني بلقب البطولة الاحترافية في نسخته الأولى، ورغم قرار المنع لم يتوقفا عن مساندة الفريق داخل وخارج ميدانه ولم تمنعهم نتائج الفريق السلبية من العزوف عن المدرجات عكس بعض الجماهير التي توقفت أنشطتها مع قرار المنع.
أما عن إلتراس تطوان فقد دافعت عن حقها في الباشاج والتشجيع رغم كل الظروف ولم يؤثر فيها قرار المنع، في الوقت الذي كانت فيه باقي الإلتراس المغربية تنظم اجتماعاتها بأماكن سرية تفاديا للملاحقة، واصلت الفصائل التطوانية نشاطاتها في إصدار البلاغات وحضور المباريات بشكل عادي مع ترديد أهازيج وشعارات الفصيلين، بعيدا عن افتعال أعمال شغب أو إلحاق أضرار بممتلكات الغير. أعضاء بعض الفصائل المغربية بعدد من المدن تم إلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة بتهم تتعلق بالتحريض على أعمال شغب والاحتكاك مع عناصر الأمن داخل وخارج المدرجات، خصوصا في مباريات تكون فيها فرقهم تعرضت للهزيمة، فيما أقدم البعض على الابتعاد عن المدرجات طواعية بعد ظهور أصحاب سوابق عدلية ومجرمين وجدوا ظالتهم في التخفي بين الجماهير، لكن تبقى تطوان حالة من الحالات النادرة التي يكون شعارها تشجيع الفريق سواء تعلق الأمر بالفوز أو الهزيمة ولم تسجل أية حالة للتخريب أو الاحتكاك مع الأمن إلا نادرا.
وبعد سنتين من قرار الداخلية بمنع نشاطات الإلتراس، عادت نفس الوزارة برفع هذا القرار وسمحت للإلتراس بالعودة للمدرجات بشكل جزئي، وعودة الشعارات والباشات الرسمية للإلتراس مع السماح بممارسة أنشطتها العادية من تنقلات وتعليق للافتات والرسائل عبر المدرجات في انتظار القرار الرسمي.
بعض الفصائل تداولت عبر مواقع التواصل الاجتماعي خبر السماح للإلتراس بالعودة، هو فقط تماشيا مع الطفرة التي تعيشها كرة القدم الوطنية قاريا، ثم تزامنا مع تقديم المغرب لملف ترشحه لاحتضان كأس العالم 2026، باعتبار أن للجماهير دور هام وكبير في إظهار صورة متميزة لكرة القدم الوطنية عالميا، حيث أكد كثيرون بأن هذا القرار سيعود للحظر بعد الإعلان عن البلد المستضيف للمونديال.
ويترقب الشارع المغربي من عشاق المسديرة وكذا أعضاء الإلتراس ما سيسفر عنه رفع المنع جزئيا، إذ ينتظر كثيرون عودة الدفء للمدرجات مع تقديم الفرجة خلال جل المباريات التي من شأنها تقديم الإضافة وهي فرصة للإلتراس لإعادة ترصيص صفوفها وتقديم صورة جديدة بعيدا عن كل أشكال الشغب والفوضى.