يعتبر الجمهور هو اللاعب 12 بالنسبة للعديد من الفرق حيث يشكل السند الحقيقي للفريق في جل المباريات سواء داخل الميدان أو خارج الديار، وتعرف العديد من الفرق المغربية عزوف الجماهير عن ميادينها بنسبة كبيرة في حين تمتلئ جنبات ملاعب أخرى عن آخرها، نفس الحال ينطبق على مفتعلي الشغب، حيث تعرف بعض المدن بشكل أسبوعي أعمال شغب وتكسير لممتلكات الغير وما إلى غير ذلك في حين تعرف بعض الملاعب الفرجة وتقديم صورة مثالية عن الحضارة الجماهيرية. جمهور المغرب أتلتيك تطوان يعتبر خير مثال للاستدلال به على الحضارة والروح الرياضية، إلترا "لوس مطادوريس وسيمبري بالوما" هما المساند الفعال للفريق التطواني في جميع المباريات منها داخل ملعب سانية الرمل أو خارج أسوار المدينة سواء تمكن الفريق من الفوز والتعادل أو انهزم، الجماهير التطوانية تعشق الفريق والقميص قبل النقط والنتائج الايجابية، ولعل ترحال جمهور الروخي بلانكو إلى العاصمة الرباط بما يزيد عن 35 ألف متفرج والعودة بدرع البطولة هو أفضل إنجاز سجل بموسوعة غنيس للأرقام القياسية حيث اعتبر الجمهور التطواني أول جمهور يتنقل مع الفريق بذلك العدد محطما رقم فريق دورتموند الألماني. "سيمبري بالوما ولوس مطادوريس" مثال للجمهور الحضاري الذي يستقبل جمهور خصومه الكرويين بالتمر والحليب داخل ميدانه ولم يسبق أن سجلت أية حالة شغب بملعب سانية الرمل، ولم تتجرأ الإلتراس التطوانية على الاعتداء على جماهير الفرق المستضافة بسانية الرمل لأي سبب من الأسباب فالروح الرياضية تظل العنوان البارز بين عشاق ومحبي فريق الحمامة البيضاء. الإلتراس التطوانية لم تقتصر أنشطتها فقط على التشجيع ومؤازرة الفريق بل تعدتها خارج الميادين بالقيام بأعمال خيرية تطوعية على شكل أفراد وجماعات، منها حملات للتبرع بالدم وتنظيف للمقبرة الإسلامية وغيرها، الشيء الذي يعبر عن مدى وعي الإلتراس وحبهم للمدينة. آخر ما يمكن قوله عن إلتراس "لوس مطادوريس وسيمبري بالوما" هو وقوفهم جنب الفريق في محنته وتعثره خلال أولى جولات بطولة هذه السنة حيث بدأ الأتلتيك مسيرته بتعثرات سجلت في بعض المدن المغربية أعمال شغب وتخريب لممتلكات الغير واعتداء على لاعبي الفريق بالسب والشتم بينما في تطوان لم تسجل أي حالة من هذا لان الجمهور استمر في مؤازرة الفريق داخل وخارج الميادين حتى استعاد الفريق عافيته وأعلن تمرده على كل الفرق المغربية. شهادات عدة سجلت في حق الجمهور التطواني سواء منها الوطنية أو الدولية من طرف لاعبين لعبوا بقميص الفريق أو حلوا ضيوفا على ملعب سانية الرمل كما لم تفت الصحافة الدولية الإشادة بالروح الرياضية العالية التي يتمتع بها الجمهور التطواني وخير دليل هو الترحال الخرافي الذي أوقف زحف جماهير دورتموند وملأ جنبات المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله عن آخره في روح رياضية لن تمحى من ذاكرة العاصمة الرباط، إضافة لتقديم صورة جميلة بكأس العالم للأندية التي استضافتها المغرب السنة الماضية .