"لقمة في فم جائع خير من بناء ألف جامع" هذا المثل ينطبق تمام التطابق على إقليمشفشاون المنكوب، والذي أصبح يتصدر واجهات الجرائد الإلكترونية والقنوات الإعلامية من حيث عدد الانتحارات والتهميش والعزلة، في الوقت الذي نجد فيه الإقليم يتوفر على مساجد كبرى وبمواصفات جد عالية، والتي لا يلجها من المصلون إلا النزر القليل أو لأداء شعائر دينية موسمية لا غير، يقول أحد الغيورين على الإقليم. وتساءل متحدث آخر بامتعاض شديد لجريدة الشاون بريس ماهو دور المساجد الكبرى بالإقليم إذا لم تؤدي دورها المنوط بها وهو تحصين الشباب وتوعيتهم وإرشادهم وتوجيههم الوجهة الصائبة، لأن بناء فكر الإنسان أولى من بناء العمران؟ مضيفا ذات المتحدث ؛ كيف يُعقل ونحن أمة الإسلام لا تجد بيانا ولا توضيحا ولا بلاغا من طرف القائمين على الشأن الديني تُجاه ما يقع في إقليمشفشاون بعد تنامي ظاهرة الإنتحارات بشكل مخيف وكأن هؤلاء المنتحرون ليسوا من بني جلة محمد بن عبد الله؟.
وأضاف المتحدث قائلا " نحن نعلم يقينا السر وراء كثرة بناء المساجد، في الوقت الذي لا توجد فيه المستشفشات ولا فرص الشغل، لأنه بكل بساطة ضخ الأموال في بيوت الله لا يمكن أن تُقابَل باستفسار من طرف المواطنين أو المسؤولين أو حتى رجال الإعلام، لأن ذلك حسب ماهو مُرسخ في المِخيال والمعتقد المغربي يدخل في نطاق "المقدس"، وعليه فلن تجد من يُحاسب وزارة الأوقاف على ماتقوم به، علما أن هاته الأخيرة من أغنى الوزارات بالمملكة المغربية".
وأردف المتحدث قائلا " أنا ومعي جماعة من الناس؛ ضد عِمارة الأرض بالمساجد، إلا إذا كانت بالشكل المطلوب، وبالإلتزام التام لفقه الواقع وفقه الأولويات، إذ كيف ستُقنِع الناس بتعاليم الدين السمح وهو لايجدها متجسدة على أرض الواقع.
"إقليمشفشاون عظيم، لكنه يحتاج إلى عظماء يَذودُون عنه في جميع الملتقيات وتحت قبة البرلمان نظرا لكونه يتوفر على مؤهلات سياحية وفلاحية وطبيعية وبشرية تجعله في مصاف أكبر المدن بالمغرب، لكن لسوء الحظ فاقد الشيء لا يعطيه"، بهاته العبارات صرح أحد أبناء منطقة شفشاون لجريدة الشاون بريس وهو يُعدد محاسن الإقليم في مقابل مساوئ المسؤولين على الإقليم.