المسجد الاسباني أو "جامع بوزعافر" بمدينة شفشاون قبلة لا محيد عنها للسياح الاجانب "من زار مدينة السيدة الحرة ولم يزر المسجد الاسباني la mezquita espanola فإن زيارته تبقى غير مكتملة نظرا لروعة المكان والمنظر الساحر الذي يحظى به زائر المسجد خاصة مع غروب الشمس وهو مسجد وحيد ومهاب يشبه قلعة صغيرة تحمي المدينة من كل عدوان محتمل" كان هذا تصريح أحد السياح الهولنديين الذين استقروا بمدينة شفشاون لمدة طويلة، ل"الشاون بريس" والذي تمكن من التعرف على العديد من معالمها وتراثها و أساطيرها. ساكنة شفشاون يطلقون على هذا المسجد اسم جامع "بوزعافر" ورغم اختلاف الروايات التاريخية حول ظروف بنائه حيث هناك من يرجع أصل تسميته الى جامع أبو العصافير، لكن ما هو مؤكد هو أن تموقعه المثالي على ربوة جد عالية تطل على مدينة شفشاون من كل أبوابها، جعل منه مزارا سياحيا بامتياز يحظى باعجاب جميع زوار هاته الجوهرة الزرقاء من أجانب وعرب ومغاربة.
بالنسبة للسياح العرب والاتراك وغيرهم من الجنسيات المسلمة ما يجذبهم لزيارة الجامع هو سحر ولغز التسمية حيث تخلق لديهم فضولا عارما لمعرفة كنه تسيمية هذا الجامع وحيثياته "كيف يصير مسجد اسمه الجامع الاسباني ؟، من يصلي فيه المسلمين أو المسيحيين؟ ومن بناه؟ كانت هاته عينة من بعض من التساؤلات التي كان يطرحها سائح من دولة الكويت التقت به جريدة "الشاون بريس الالكترونية".
كل يوم وعندما تهم الشمس بالمغيب ترى الطريق الجبلية الوعرة المنطلقة من رأس الماء الى جامع بوزعافر مليئة بالسياح الاجانب وغيرهم الذين يسرعون الخطى من أجل التقاط صور مدينة شفشاون وهي تغوص في حمرة الغسق، كوريون يابانيون أستراليون برازيليون كنديون مكسيكيون ألمان وطبعا جيراننا الاسبان هم العينة الأكثر حضورا بجنبات الجامع، حيث بمجرد ما يتم رفع أذان المغرب بمساجد شفشاون وتبتدئ مصابيح منازل البيوت الزرقاء بالانارة، حتى يشرع هؤلاء السياح في التقاط صور خلابة تسحر الألباب ويتم ترو يجها بمختلف أنحاء المعمور على مواقع التواصل الاجتماعي والاتنرنيت، الامر الذي يعتبر آلية دعائية مجانية تعود بالنفع الكثير وتساهم في استقطاب زوار جدد للمدينة.
صحيح أن الاسئلة التي كان يطرحها السائح الكويتي تبقى عالقة ومغرية بالبحث والتنقيب، لكن الأكيد كذلك هو أن جامع بوزعافر أو مسجد الاسبان ينجح دائما قبيل رفع أذان المغرب في جمع أكثر من 190 جنسية وهوية وعرق، يأتون من كل حدب وصوب جماعات وفرادى، من أجل التمتع برؤية مشهد جوهرة زرقاء تغوص كل ليلة في أتون شمس تغرب وراء جبال الريف العظيم.