نظمت مكتبة سلمى الثقافية ومؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة بتطوان قراءة في كتاب "خلاصة عمدة الراوين في تاريخ تطاوين" لأبي العباس أحمد بن محمد الرهوني التطاوني لمحققه الأستاذ يونس السباح وذلك مساء الجمعة 15 دجنبر 2017 بفضاء المكتبة الداودية، شارك في هذه القراءة التي سيرتها الدكتورة سعاد الناصر كل من الأساتذة إسماعيل شارية وعبد العزيز سعود وياسين الهبطي، وتميزت بحضور عدد من المهتمين. افتتحت الجلسة بكلمة لمسيرة اللقاء دة.سعاد الناصر حيث رحبت في البداية بالحضور من الأساتذة المشاركين وجمهور الحاضرين مثنية على مكتبة داود في شخص مديرتها الأستاذة حسناء داود لاحتضانها هذه اللقاء الثقافي ومبينة مساهمة مكتبة أم سلمى في العمل الثقافي بالمدينة.
بعد ذلك أخذ الكلمة د.إسماعيل شارية الذي أشار إلى ما تقوم به مؤسسة داود للتاريخ والثقافة من عمل دؤوب من خلال إسهامها في مختلف الأنشطة العلمية بالمدينة، سواء من خلال المكتبة الداودية التي تعتبر فضاء علميا يزود الباحثين بمختلف الوثائق والمخطوطات، أو من خلال تنظيم لقاءات علمية، مستعرضا جملة من اللقاءات الثقافية التي عملت المؤسسة على تنظيمها سواء بمفرده أو بشراكة مع مؤسسات علمية أخرى.
ثم عرض د.عبد العزيز سعود لمضمون هذا الكتاب شاكرا المحقق الأستاذ يونس السباح الذي أخرج هذا الكتاب من رفوف الخزانات الخاصة إلى عالم الكتب المحققة، ومبينا كذلك أن جل الدارسين يعرفون كتاب "تاريخ تطوان" للفقيه أحمد الرهوني في نسخته الأصلية المؤلفة في 15 جزءا ولا يعرفون شيئا عن هذه الخلاصة التي حققت مؤخرا، ثم بدأ يستعرض معلومات جلى حول الكتاب الأصل بالحديث عن عناوين فصوله ومواضيعها التاريخية والجغرافية بل حتى الطبوغرافية لمدينة تطوان، مشيرا إلى أن الرهوني لم يكن مؤرخا بالمعنى العلمي التخصصي للكلمة وإنما كان كغيره جامعا للمعلومات التي توفرت له حول المدينة وجلها من المؤلف المغمور قبله الأستاذ السكيرج في مؤلفه "نزهة الإخوان".
بعد هذه المداخلة تفضل ذ.ياسين الهبطي بالوقوف على بعض الخصائص المميزة لهذا الكتاب التاريخي، مشيرا إلى أن موضوع الكتاب إنما كان أحاديث إذاعية أذاعها الفقيه الرهوني على أمواج الإذاعة المحلية لتطوان على حلقات متعددة، ومن ثم فقد جاء أسلوبه مطبوعا بالحديث الإذاعي ولم يبذل فيه المؤلف مجهودا إضافيا ليصير كتابا يُقرأ. وبالتالي يحسب للمحقق هذا الجهد بعد أن قدم له بدراسة وصفية معددا المصادر التاريخية التي اعتمدها المؤلف في جمع المعلومات التاريخية حول مدينة تطوان، بعد أن اعتمد على نسختين في هذا التحقيق مع ما يتطلبه ذلك من جهد وتعب.
المداخلة الأخيرة كانت باسم محقق خلاصة عمدة الراوين في تاريخ تطاوين ذ.يونس السباح الطنجي الذي أشار إلى أن كتاب "عمدة الراوين" يعتبر من أهم الكتب التاريخية التي أرخت لمدينة تطوان باعتبار ما كان يشغله المؤرخ الفقيه الرهوني الذي تقلد عدة وظائف إدراية بالمدينة جعلته يطلع عن قرب على مجمل الأحداث التاريخية التي عرفتها المدينة ويضمن موسوعته التاريخية مجموعة من الوقائع من بعض الكنانيش خاصة "كناش لوقش" الشهير، ولولا أن الرجل قد حيكت حوله بعض الحكايات لكان له شأن كبير، ثم قام المحقق بعد ذلك باستعراض منهجه في التحقيق مشيرا إلى أن هذا التلخيص هو ميزة إضافية للتاريخ المحلي للمدينة ولم يشأ أن يثقله بكثرة النقول والحواشي.
وبعد هذه المداخلات فسحت مسيرة اللقاء المجال لجمهور الحاضرين للتفاعل مع هذه المشاركات العلمية عبر طرح بعض الاستشكالات أو إضافة بعض الملاحظات، لتعلن اختتام هذا اللقاء شاكرة تفاعل الجمهور ومثمنة مداخلات الأساتذة المشاركين.