صدور كتاب "خلاصة عمدة الراوين في تاريخ تطاوين" لأبي العباس احمد الرهوني بتحقيق الأستاذ يونس السباح الطنجي
ازدانت المكتبة التطاونية مؤخرا بصدور كتاب "خلاصة عمدة الراوين في تاريخ تطاوين"(*) لأبي العباس أحمد الرهوني التطاوني بتحقيق ودراسة الباحث الأستاذ يونس السباح الطنجي عن منشورات مكتبة سلمى الثقافية. الكتاب لا غنى عنه بالنسبة للباحثين في تاريخ تطوان، لأنه مختصر مفيد لأصله الكبير الذي وضعه المؤلف في أحد عشر جزءا وفصله على ثلاثة عشر فصلا عرف فيه بالمدينة وتاريخ بنائها وأطواره المتعددة؛ ثم انتقل بالقارئ في تحقيق اسمها وبيان موقعها الطبيعي والجغرافي ووصف أحيائها وأنواع الأعمال والصناعات التي كان يمارسها سكانها. هذا بالإضافة إلى التعريف بأسرها والشخصيات السياسية بها.. وكان الفقيه الرهوني قد ألقى مضمون هذا "المختصر" عبر أثير إذاعة تطوان (راديو درسة) سابقا في حلقات بدافع بث العلم والثقافة التاريخية بين الناس - كما يقول المحقق-. ولقد قام المحقق بعمل كبير في القسم الأول من الكتاب، الذي خصصه لترجمة المؤلف اسما ونسبا وتنشئة ثم بين مسيرته في طلب العلم والشيوخ الذين تتلمذ على أيديهم ما بين تطوان وفاس، ثم عارضا بعد ذلك للوظائف الإدارية التي اشتغل بها ما بين التدريس والعدالة والقضاء ووزارة العدلية بالحكومة الخليفية.
ومبينا كذلك انتسابه للطريقة التيجانية، ومعددا أيضا لمؤلفاته الكثيرة حيث كان من أكثر علماء تطوان تأليفا، فاقت مؤلفاته في مجملها الثلاثين كتابا عدا الملخصات والمختصرات عن كتب غيره، فيما قام في القسم الثاني بتحقيق نص المختصر عن نسختين مخطوطتين حيث الفصول الثلاثة عشر عن تاريخ تطوان العامرة. وأشير في الختام أن الكتاب قدم له العالم التطواني العلامة الفقيه "محمد بوخبزة الحسني" (أبي اويس).. ومما جاء في تصديره ما ذكره أن تحقيق هذا "المختصر" كان يمثل له أمنية غالية استبدت بالفكر وتفردت بالخاطر.. حتى أذن الله تعالى بتحقيقها على يد المحقق الابن البار الباحث "يونس السباح الطنجي"، حيث تصدى لخدمتها ودراستها فتمثلت علقا نفيسا وأثرا أثيرا.. فهي اليوم بين يدي مريدها زادا علميا كبيرا، وهي وإن قل جرمها فقد ثقل وزنها وعظمت فائدتها.. (*) الكتاب يباع بالمكتبات في كل من تطوان وطنجة