الدكتور توفيق الغلبزوري يكتب عن سلسلة علماء الريف وتطوان * الشيخ محمد العربي بن أحمد الخطيب[1] * 1303-1401ه/1885-1980م. ذكر العلامة الرهوني في الجزء الثالث من عمدة الراوين في تاريخ تطاوين، صفحة 77 وما بعدها أن أصل آل الخطيب من نواحي مدينة بادس من الريف، هم منسوبون لأبي يعقوب البادسي الزهيلي، ثم انتقلوا بعدذلك إلى تطوان في حدود عام 1017 هجرية أو مايقرب منه واشتغلوا بالتجارة والفلاحة فكان منهم رؤساء وأعيان، ووصف المترجم له فقال : " الفقيه الأديب الرحلة سيدي العربي، نادرة زمانه، وفريد أقرانه، الذي خصه الله تعالى بالصوت الحسن، والخلق المستحسن". ولد -رحمه الله - في مدينة تطوان، وتوفي بها، عاش في المغرب ورحل إلى مصر وبلاد الحجاز والشام. تلقى مبادئ القراءة والكتابة في الكتاب، والتحق بالزاوية الحراقية فدَرَس على بعض شيوخها منهم: محمد بن الأبار، وأحمد الزواقي (1913م)، وأحمد الرهوني. ثم قصد مدينة فاس فالتحق بجامعة القرويين فدرس على جلة من أشياخها، منهم: محمد أقصبي، وأحمد المأمون البلغيثي، وأبوشعيب الدكالي، وأخذ الطريقة الكتانية على محمد بن عبدالكبير الكتاني. ثم قصد القاهرة والتحق بالأزهر الشريف خلال (1910 – 1912م) وهناك اتصل بالشيخ محمد رشيد رضا، وتأثر بدعوته السلفية وآرائه الإصلاحية. ولما عاد إلى تطوان اشتغل بالتدريس؛ فأسس مدرسة حرة بتطوان للتعليم بالعربية، وتولى الأستاذية بالزاوية الريسونية وبالمعهد الديني بتطوان، كما عُين مدرسًا بالمدرسة العربية الإسبانية بمرسوم ملكي إسباني، وتولى منصب العدالة بالشاوية والدارالبيضاء، كما تولي الإمامة بالمسجد الكبير بتطوان، وفي مجال الصحافة عمل محررًا للقسم العربي بصحيفة شمال إفريقيا. إضافة لنشاطه العلمي والاجتماعي حاول إنشاء جمعية وطنية للدفاع عن مصالح وحقوق مدينة تطوان، إلا أن سلطات الاحتلال الإسباني منعته واضطرته للهجرة إلى الشاوية1911 م، كما نجح في الاتصال بعدد من علماء الوطن العربي في المغرب والمشرق من بينهم محمد رشيد رضا بمصر. له عدة مؤلفات في مجالات متعددة منها: الرحلة الحجازية في الأخلاق، والتقلبات النفسية، ومقالات وأبحاث منشورة في صحيفة شمال إفريقيا، والإرشاد المفيد لبيان بعض معاني كلمة التوحيد، والأرجوزة القرآنية، وكتاب فتح الرحمن الرحيم في فهم القرآن الكريم. شعره قليل، نُظم في الأغراض التقليدية كالوصف والوجدانيات، وله قصيدة في مناسبة تأبين الشيخ محمد رشيد رضا يذكر فيها مقام الفقيد ويعرض لدوره في نصرة الإسلام والذب عنه ببحوثه وعلومه، كما يصف مكارم أخلاقه وأفضاله على العلماء، لغته سلسة وتراكيبه متينة، وخياله قريب. له قصيدة منشورة في: «إسعاف الإخوان الراغبين بتراجم ثلة من علماء المغرب المعاصرين»، وله ديوان مخطوط ومفقود، ذكرته بعض المصادر. [1] - مصادر هذه الترجمة المقتضبة: - عمدة الراوين في تاريخ تطاوين لأبي العباس أحمد الرهوني 77/3 ومابعدها مخطوط خاص بخط شيخنا ومجيزنا العلامة الفقيه المحقق الشيخ محمد بوخبزة التطاوني الحسني. - محمد بن الفاطمي السلمي: إسعاف الإخوان الراغبين بتراجم ثلة من علماء المغرب المعاصرين - مطبعة النجاح الجديدة - الدارالبيضاء – 1992م. - نزار أباظة ومحمد رياض المالح: إتمام الأعلام - دار صادر - بيروت 1991م. - مقابلة مع نجله الشيخ إسماعيل الخطيب بعنوان: "محمد العربي الخطيب رائد الصحافة بالمغرب" أجراها الباحث عبدالله بنصر العلوي - تطوان 2003م.