افتتح بقاعة المركز السوسيوثقافي التابع لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بتطوان معرض تحت عنوان "40 عاما من البحث والإبداع" للفنان محمد العربي الليقة، وذلك بحضور جمهور من الفنانين والمثقفين وهواة الفن والثقافة. وهذا المعرض الاستثنائي، الذي سيستمر الى غاية الثامن من يونيو القادم، يميط اللثام عن حوالي أربعين عملا لهذا الفنان الموهوب، والتي تمثل تتويجا لمسار ناجح لأزيد من 40 عاما من العطاء والبحث والتفكير والتأمل و الإبداع، و هو دعوة مفتوحة لعشاق الفن التشكيلي بتطوان وزوار المدينة إلى الانغماس في عالم سحري مشبع بالجمال والوداعة. وتكشف أعمال محمد العربي الليقة عن وجود بلاغة بصرية بديعة قادرة على لفت الانتباه إلى طبيعة العلاقة بين الشكل والمضمون في الفن المرئي، والتي تشكل وحدة عميقة ذات دلالات ووظائف تتداخل وتتكاثر وتتباين في أحيان أخرى، بحسب إيقاع التشكيل والتكوين وتطور حالات الوعي الفني للمبدع الليقة"، يكتب الناقد الفني محمد الهواري في كتالوغ المعرض. وأوضح الناقد محمد الهواري أن جوهر هذا الإبداع يكمن في كونه يشكل طاقة قوية مكنت، بفضل عمليات البحث والتعبير والتفكير، هذا الفنان من تطوير أسلوب فني خاص به، مشيرا إلى أن تلقى السيد الليقة تعليما فنيا وبصريا عميقا وتأثره بمجموعة من الفنانين المغاربة ، من بينهم الفنانان المخضرمان أحمد بن علال والراحل محمد الدريسي، الذين شجعاه على الالتحاق بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة بتطوان. وأكد المحتفى به محمد العربي الليقة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المعرض يضم 45 لوحة رسمت عبر تقنية الألوان الزيتية والماء بشكل مختلط ، حاول من خلاله المساهمة في المحافظة على التراث الثقافي وطريقة اللباس الخاصة بساكنة المناطق القروية، وإبراز جمالية و مكنونات المدينة العتيقة لتطوان والأحياء المعاصرة منها، مشيرا إلى أن الجمهور مدعو إلى رحلة استثنائية عبر الزمن، من خلال أعمال غير منشورة تثريها وتغنيها 40 سنة من ممارسة الفن التشكيلي من بابه الواسع. من جهته، أبرز عماد العطار رئيس المركز السوسيوثقافي التابع لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بتطوان، أن هذا المعرض يشكل فرصة للاحتفال بأعمال وإبداعات محمد العربي الليقة، فنان تطوان الشغوف بالفن والإبداع، التي تتميز بمواد رسم وتقنيات مختلفة ومتنوعة، وهي تتويج ل 40 سنة من العطاء و الخبرة في مجال الفن التشكيلي، مضيفا أن المعرض في حد ذاته رحلة تأخذ الزائر لاكتشاف عوالم التاريخ والحضارة والتقاليد والفضاءات والأماكن الرمزية لمدينة تطوان. ونجح محمد العربي الليقة ، إلى حد كبير ، بفضل قدراته الإبداعية وشغفه الفني العميق والصادق ، في تشكيل هوية متفردة ، وأن يصبح أحد أشهر الفنانين التشكيليين في مدينة الحمامة البيضاء.