افتتح مساء الخميس برواق المركز السوسيوثقافي، التابع لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بتطوان، معرض تشكيلي للفنانة لبابة لعلج، تقدم فيه آخر إبداعاتها الفنية. ويضم هذا المعرض، الذي اختارت له عنوان « المادة بأصوات متعددة » وينظم إلى غاية 12 مارس بتنسيق مع المركز السوسيوثقافي والمعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، أكثر من 40 لوحة، تتيح لعشاق الريشة واللون السفر إلى عوالمها الخاصة، وتجدد من خلالها اللقاء مع متتبعيها وتؤكد على ارتباطها القوي بالمكان والزمان. ويشكل معرض الفنانة والشاعرة لبابة لعلج لحظة فنية جميلة تغوص بالمشاهد فيه جوهر المادة، إذ تتقاسم من خلاله تجربتها الفنية مع عشاق الريشة والإطار، كما يشكل تجربة أساسية في مسارها الفني لعرض آخر إبداعاتها بمدينة تطوان، التي تشكل مدرسة قائمة الذات في التجربة التشكيلية المغربية. وتخط هذه اللوحات خرائط ترحال الفنانة المغربية لبابة لعلج، إذ وظفت في إنجازها عدة تقنيات وألوان على القماش، عكست من خلالها الإحساس بالعمق الإنساني الذي يقوم عليه مشروعها الفني. كما تجد في لوحات لبابة لعلج كوريغرافيا باللون والشكل معا، وشريط نحت حي يحول المألوف إلى حيرة بصرية بالمعنى الجمالي للكلمة، إذ كل شيء في لوحاتها حي من حرف ولون وتخليط وبناء مشهدي غرائبي، ينم عن تواطؤ جميل بين الفنانة والمتلقي. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرزت الفنانة لبابة لعلج أن معرضها هذا يعد الثاني خلال هذه السنة بعد معرض مماثل بالصويرة، معربة عن « الخشية » التي استبدت بها قبل عرض لوحاتها بتطوان، لكون المدينة معروفة بتاريخها العريق في التشكيل المغربي، كما قدمت قامات وأسماء كبيرة في فنون الرسم. وأكدت الفنانة لبابة لعلج أن الغاية من إقامة هذا المعرض تكمن في جعل المتلقي يهرب من « روتينه اليومي » ويكسر الحدود والبنيات التي برمجت تفاصيل حياة الفرد منذ ريعان شبابه. وخلصت إلى أن « الفنان هو من يمتلك القدرة على حمل الآخرين واستدراجهم بعيدا من عوالمهم الخاصة لدعوتهم لمساءلته، لكنه أيضا هو الذي يتيح لهم إمكانية نسيان أنفسهم، ووضع واقعهم اليومي جانبا، والشروع من جديد في الحلم ». بالموازاة مع المعرض، ينظم بالمعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، اليوم الجمعة، حفل توقيع ديوانها الشعري « شذرات »، وذلك بمشاركة كل من الكاتب والناقد الفني أحمد فاسي والكاتب والباحث الجمالي ادريس كثير والكاتب والشاعر نورالدين ضرار والباحث شفيق الزكاري.