شهدت قاعة دار إسبانيابتطوان أخيرا تنظيم معرض تشكيلي جماعي لتكريم الفنان التشكيلي محمد العربي الليقة شارك فيه بلوحاته كل من الفنانين والفنانات، منهم؛ يوسف الحداد، بوزيد مصطفى، محمد غزولة، فطومة بن اسعادة، محمد البقالي، محمد العربي بودريسة، العلمي البرتولي. وفي كلمة له بخصوص أعمال المحتفى به، قال الفنان التشكيلي بوعبيد بوزيد إن " المتتبع لأعمال الليقة يلاحظ بجلاء إلحاحه في التجريب والتنقيب حد الإدمان ليهدينا من مائياته وزيتياته أصباغا بطعم أحاسيس الأمهات وروائح التوابل البلدية الممزوجة بعناق الضوء والظل في دروب تطاون العتيقة المعتقة، حيث تشدو براءة الأبيض بألوان جبالها الصامدة وجنائنها الفيحاء وبحرها البلوري الأزرق... الحالم...مواضيع لألوان، وتقنيات لأساليب، لا تستوعبها إلا ملونة الليقة الغزيرة في خليطها الوعر ومزيجها العصي، ليقدم لنا عبر أنامله أروع الباقات المؤشرة لتشكيلي سكنه الإبداع قبل أن يسكنه". واعتبر محمد أهواري أن لوحات الفنان العربي الليقة تكشف في مسار مراحلها المتطورة عن وجود بلاغة بصرية عميقة وقادرة على إثارة الانتباه إلى طبيعة العلاقة بين المبنى والمعنى، أو الشكل والمضمون في المتن التشكيلي. وأشار إلى أن الإثنين معا، ودونما انفصال، يشكلان وحدة جوهرية ذات دلالات ووظائف تتداخل وتتعدد، وتختلف وتتوالد، حسب إيقاع تشكل وتطور حالات الوعي الفني لدى المبدع الليقة، على اعتبار أن جوهر هذه الوحدة كونها طاقة قوية ساهمت بفعل عمليات البحث والتعبير والتأمل في تمكين هذا الفنان من نحت طابع جمالي متميز وخاص به. وأكد محمد أهواري، خلال كلمته في هذا الحفل التكريمي، على أنه ينبغي الوقوف لحظة تأمل في القيمة الضوئية البليغة التي تتمتع بها جل أعمال العربي الليقة التشكيلية، حيث اعتبر أن " الضوء يتسرب إلى متن اللوحة عبر نوافذ رقشية مختلفة، مما يسمح لها بانعكاس زخرفي متوهج" وهكذا يقول المتحدث " تتوزع وظيفة الضوء النافذ إلى عتمة اللوحة بين شكلية تعمق حركة الخطوط والألوان والأشكال والفراغات بمختلف مستوياتها وتدرجاتها وأطيافها من جهة، وبين الصورة الزخرفية للرقش العربي-أرابيسك- من جهة أخرى، وهي تنعكس على وجه العمل كموضوع يضعنا أمام أشكال هندسية متعددة ومتوحدة في آن واحد ضمن شبكة فنية تتماسك في غاية الاتساق والتناغم والبهاء". ولد الليقة في أحضان المدينة العتيقة حيث عبق التراث البصري المغربي الأندلسي ببيت أصيل من درب بنعجيبة رقم 2 لحومة العيون، عيون تطاون المدرارة، كما يحب أن يسميها الفنان التشكيلي بوزيد بوعبيد، التي متح من " حلماتها قراح الحس والخيال...." وعبر كل " الدروب الملتوية والأزقة المزدحمة انطلق باحثا عن مفاتن معشوقة تزداد تمنعا كلما أيقن وصالها، وحيث بإصراره العنيد بين اللون والفرشاة استمر منذ اليناعة سابحا في كل بحور الطيف ومجاهل الألوان وأدغال الخطوط..." وقد تربى الليقة تربية فنية وبصرية أصيلة وتأثر بنخبة من الفنانين المغاربة نذكر منهم الرائدين أحمد بنعلال والمرحوم محمد الدريسي اللذين شجعاه على ولوج المدرسة الوطنية للفنون الجميلة بتطوان، وقد توفق إلى حد كبير وبفضل ملكاته الإبداعية وولعه الفني الصادق في تشكيل هوية ذاتية متميزة تنضاف إلى قائمة الأسماء اللامعة في سماء الفن التشكيلي بمدينة تطوان. كما نظم وشارك في عدة معارض وتظاهرات ومسابقات في المغرب وخارجه.