الوزير قيوح يدشن منصة لوجيستيكية من الجيل الجديد بالدار البيضاء    حقائق وشهادات حول قضية توفيق بوعشرين مع البيجيدي: بين تصريحات الصحافي وتوضيحات المحامي عبد المولى المروري    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    الدورة ال 44 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بالمنامة .. السيد الراشيدي يبرز الخطوط العريضة لورش الدولة الاجتماعية التي يقودها جلالة الملك    حصيلة سنة 2024.. تفكيك 123 شبكة لتنظيم الهجرة غير النظامية والاتجار في البشر    الدكتور هشام البوديحي .. من أحياء مدينة العروي إلى دكتوراه بالعاصمة الرباط في التخصص البيئي الدولي    التجمع الوطني للأحرار يثمن المقاربة الملكية المعتمدة بخصوص إصلاح مدونة الأسرة    فرض غرامات تصل إلى 20 ألف درهم للمتورطين في صيد طائر الحسون بالمغرب    الدفاع الحسني يهزم الرجاء ويعمق جراحه في البطولة الاحترافية    38 قتيلا في تحطم طائرة أذربيجانية في كازاخستان (حصيلة جديدة)    رحيل الشاعر محمد عنيبة أحد رواد القصيدة المغربية وصاحب ديوان "الحب مهزلة القرون" (فيديو)    المهرجان الجهوي للحلاقة والتجميل في دورته الثامنة بمدينة الحسيمة    انقلاب سيارة على الطريق الوطنية رقم 2 بين الحسيمة وشفشاون    المغرب الرياضي الفاسي ينفصل بالتراضي عن مدربه الإيطالي غولييرمو أرينا    رئيس الرجاء يرد على آيت منا ويدعو لرفع مستوى الخطاب الرياضي    الإنتاج الوطني من الطاقة الكهربائية بلغ 42,38 تيراواط ساعة في متم 2023    تنظيم الدورة السابعة لمهرجان أولاد تايمة الدولي للفيلم    الندوة 12 :"المغرب-البرتغال. تراث مشترك"إحياء الذكرىالعشرون لتصنيف مازغان/الجديدة تراثا عالميا. الإنجازات والانتظارات    حركة حماس: إسرائيل تُعرقل الاتفاق    أخبار الساحة    الخيانة الزوجية تسفر عن اعتقال زوج و خليلته    روسيا: المغرب أبدى اهتمامه للانضمام إلى "بريكس"    عبير العابد تشكو تصرفات زملائها الفنانين: يصفونني بغير المستقرة نفسياً!    السعودية و المغرب .. علاقات راسخة تطورت إلى شراكة شاملة في شتى المجالات خلال 2024    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    الريسوني: مقترحات مراجعة مدونة الأسرة ستضيق على الرجل وقد تدفع المرأة مهرا للرجل كي يقبل الزواج    التنسيق النقابي بقطاع الصحة يعلن استئناف برنامجه النضالي مع بداية 2025    تأجيل أولى جلسات النظر في قضية "حلّ" الجمعية المغربية لحقوق الإنسان    بعد 40 ساعة من المداولات.. 71 سنة سجنا نافذا للمتهمين في قضية "مجموعة الخير"    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    ابتدائية الناظور تلزم بنكا بتسليم أموال زبون مسن مع فرض غرامة يومية    جهة مراكش – آسفي .. على إيقاع دينامية اقتصادية قوية و ثابتة    برنامج يحتفي بكنوز الحرف المغربية    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    مصرع لاعبة التزلج السويسرية صوفي هيديغر جرّاء انهيار ثلجي    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    لجنة: القطاع البنكي في المغرب يواصل إظهار صلابته    ماكرون يخطط للترشح لرئاسة الفيفا    بطولة إنكلترا.. ليفربول للابتعاد بالصدارة وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    نزار بركة: 35 مدينة ستستفيد من مشاريع تنموية استعدادا لتنظيم مونديال 2030    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالإضراب    مجلس النواب بباراغواي يصادق على قرار جديد يدعم بموجبه سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية    باستثناء "قسد".. السلطات السورية تعلن الاتفاق على حل "جميع الفصائل المسلحة"    تقرير بريطاني: المغرب عزز مكانته كدولة محورية في الاقتصاد العالمي وأصبح الجسر بين الشرق والغرب؟    تزايد أعداد الأقمار الاصطناعية يسائل تجنب الاصطدامات    مجلس النواب بباراغواي يجدد دعمه لسيادة المغرب على صحرائه    ضربات روسية تعطب طاقة أوكرانيا    وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده ويحذر من الفوضى    السعدي : التعاونيات ركيزة أساسية لقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني    ارتفاع معدل البطالة في المغرب.. لغز محير!    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    ما أسباب ارتفاع معدل ضربات القلب في فترات الراحة؟    "بيت الشعر" يقدم "أنطولوجيا الزجل"    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد الشودري : مقالات في كلمات العدد/107
نشر في بريس تطوان يوم 30 - 03 - 2017


العدد:107
*مقالات في كلمات*


*لا شيء أجمل من ابتسامة تكافح للظهور ما بين الدموع.
ديمي لوفاتو
*إذا كان حسن الوجه يدعى فضيلة فإنّ جمال النفس أسمى وأفضل.
إيليا أبو ماضي

*من أقبح أنواع الاستبداد استبداد الجهل على العلم واستبداد النفس على العقل.
عبد الرحمن الكواكبي

*من لا ينتصر على نفسه لن ينتصر على غيره، فالمهزوم من هزمته نفسه قبل أن يهزمه عدوه.
د. ناصر العمر
*لا يوجد عند العرب شيء متماسك منذ بدء الخليقة حتى الآن سوى القهر.
محمد الماغوط

*أحسن وسيلة تستطيع أن تقاطع بها أي متحدث دون إثارة أعصابه هي التصفيق.
جلاسو
*من أهم أسرار الفشل محاولة إرضاء جميع الناس.
إرفين روميل

*تعلمت ممن أحبوني الحياة وتعلمت ممن كرهوني الحذر، ومن لم يبالوا بي علموني الأنانية.
علي أمين
*إذا لم تكن كثير البكاء يصعب عليك الإحساس بلذة الابتسامة.
علي أمين
*الحياة بدون أصدقاء كالجنازة بدون مشيعين.
أنيس منصور
*الأصل في الناجحين أنهم كانوا مصممين على ذلك، أما النجاح عن طريق الحظ فهو صدفة لا أكثر.
هنري فان ديك

*إن ضعف الهمم عن القراءة وطلب العلم كان سببا رئيسا في ضياع جزء ليس بالقليل من هذه الثروة ثروة التراث العلمي الذي خَلَّفَ الأسلاف.
علي العمران
*هذه المنكرات التي في مجتمعنا لم تنتشر في يوم وليلة ولكن انتشرت لأن واحدا فعل، وواحدا سكت، وهما شريكان في صنع ذلك المنكر.
د.عبد الوهاب الطريري

*حكي أن صعصعة بن صوحان وكان من حكماء العرب ومفكريها انه دخل على معاوية بن أبي سفيان فسأله معاوية: يا بن صوحان صف لي الناس فقال: خلق الناس أطوارا، طائفة للسيادة والولاية، وطائفة للفقه والسنة، وطائفة للبأس والنجدة، وطائفة رجرجة بين ذلك يغلون السعر ويكدرون الماء! إذا اجتمعوا ضرّوا وإذا تفرقوا لم يُعرفوا..!! له النار ولي الدار!
*كان الأعمش مشهورا بحدة مزاجه مع شيء من الظرف فقد زاره في مرضه جماعة وأطالوا جلوسهم فما كان منه إلا أن حمل وسادته وغادر الغرفة قائلا: شفى الله مريضكم.
*يحكى أنّ غاندي كان يجري بسرعة ليلحق بالقطار وقد بدأ القطار بالسّير ولدى صعوده على متن القطار سقطت من قدمه إحدى فردتي حذائه فما كان منه إلا أن خلع الفردة الثّانية وبسرعة رماها بجوار الفردة الأولى على سكّة القطار فتعجّب أصدقاؤه وسألوه:ما حملك على ما فعلت؟ ولماذا رميت فردة الحذاء الأخرى؟ فقال غاندي الحكيم: أحببت للفقير الذي يجد الحذاء أن يجد فردتين فيستطيع الانتفاع بهما فلو وجد فردة واحدة فلن تفيده ولن أستفيد أنا منها أيضا.
*يحكى أن تاجرا عرفه الناس بقسوة القلب. وكان هذا التاجر يشتري عبدا كل عام ليعمل عنده سنة كاملة فقط ثم يتخلص منه. لكن ليس بتسريحه وإطلاق العنان له ليبحث عن عمل آخر أو سيد آخر بل كان يرميه لكلاب عنده يكون قد منع عنهم الطعام أياما معدودات، فتكون النهاية بالطبع لذاك العبد مؤلمة. كان هذا التاجر يعتقد أن التخلص من خدمه بتلك الطريقة إنما هو طريقة للتخلص من مصدر ربما يكون قد عرف الكثير من أموره وأسراره، فإن الخدم في البيوت يطلعون على أمور كثيرة وأسرار عدَّة. قام التاجر كعادته السنوية بشراء عبد جديد وقد عُرف هذا الجديد بشيء من الذكاء. ومرت عليه الأيام في خدمة سيده حتى دنا وقت التعذيب السنوي.. جمع التاجر أصحابه للاستمتاع بمشهد الكلاب وهي تنهش في لحم العبد المسكين.وكان كعادته قد توقف عن إطعام الكلاب عدة أيام حتى تكون شرسة للغاية، لكن هاله ما رأى. ما إن دخلت الكلاب على العبد، حتى بدأت تدور حوله وتلعق عنقه في هدوء ووداعة لفترة من الزمن ثم نامت عنده! احتار التاجر لمنظر كلابه الشرسة قد تحولت إلى حيوانات وديعة رغم جوعها فسأل العبد عن السر، فقال له: يا سيدي لقد خدمتك سنة كاملة فألقيتني للكلاب الجائعة، فيما أنا خدمت هذه الكلاب شهرين فقط فكان منها ما رأيت!!
*قيل لأعرابي: صف لنا شر النساء؟ فقال: شرهن الممراض لسانها كأنه حربة تبكي من غير سبب وتضحك من غير عجب كلامها وعيد وصوتها شديد تدفن الحسنات وتفشي السيئات تعين الزمان على زوجها ولا تعين زوجها على الزمان، إن دخل خرجت وإن خرج دخلت وإن ضحك بكت وإن بكى ضحكت تبكي وهي ظالمة وتشهد وهي غائبة قد دلى لسانها بالزور وسال دمعها بالفجور ابتلاها الله بالويل والثبور وعظائم الأمور هذه هي شر النساء.


*السيجارة: لفافة تبغ بنار على أحد طرفيها وأحمق على الطرف الآخر.
*القنبلة الذرية:اختراع لتدمير كل اختراع.
*الفيلسوف: رجل أحمق يعاني طوال حياته ويتذكروه فقط بعد موته.
*الدبلوماسي: شخص يطلب منك الذهاب إلى الجحيم بطريقة تجعلك تستعجل تلك الرحلة.
*المجرم: شخص كغيره من الناس، والفرق فقط انه تم القبض عليه متلبسا.
*المدير: رجل يأتي متأخرا عندما تكون باكرا، ويأتي باكرا عندما تكون متأخرا.
*الواجب: ما نطالب به الآخرين.


*إيّاك وأن تثق في إنسان أو أن تعطي الأمان للثعبان إيّاك وأن تقول صعب النسيان، فاجعل من نفسك صخرة من صوان.
*الصدق ربيع النفس، وثمرة المروءة، وشعاع الضمير.
*عيوب الناس نحفرها على النحاس، أما فضائلهم فنكتبها على الماء.
*إذا كنت تعتقد أنّ التعليم ثمنه باهظ، جرّب الجهل فقد يكون أقلّ كلفة.
*لا تستعن بظالم على ظالم، حتى لا تكون فريسة للاثنين.
*العقول مواهب والعلوم مكاسب.
*أسعد الناس حالا من سبقه ضميره الي النوم كل مساء.
*أقدام متعبة وضمير مستريح خير من ضمير متعب وأقدام مستريحة.
*الابتسامة كلمة معروفة من غير حروف.
*من أطاع الواشي ضيع الصديق.
*جميع النعم ستحسد عليها إلا التواضع.
*مصاحبتك للمسرف فيه إتلاف لمالك ومصاحبتك للبخيل فيه إتلاف لمروءتك.
*إن للحسنة ضياء في الوجه ونورا في القلب وقوة في البدن وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الخلق وأن للسيئة سوادا في الوجه وظلمة في القلب ووهنا في البدن ونقصا في الرزق وبغضا في قلوب الخلق.
*أفضل علاج للقلق هو التّحدث عن متاعبك لمن تثق فيه.
*لا تظن الهدوء الذي تراه في الوجوه يدل على الرضا.. لكل إنسان شيء في داخله يهزه ويعذبه.

*نبذة عن الساعات:
الساعة في اللغة هي آلة لتعيين الوقت وقياس الزمن، كانت قبل أن تعرف بصورتها الحالية ذات أشكال عديدة وبأسماء عديدة أيضا. وكان من أشكالها مثلا المزولة والساعة الرملية والساعة المائية، وكانت أمثال هذه الساعات كبيرة خشنة الصنع. فالساعة الرملية كانت تصنع من الزجاج وتعتمد على انتفاخين يملآن بالرمل. وعندما يمر الرمل من انتفاخ إلى الآخر فمعنى ذلك مرور ساعة من الزمن. أما الساعة المائية فقد اخترعها العرب في عصر هارون الرشيد.

ومن الطريف أن هارون الرشيد أهدى ساعة مائية دقاقة إلى شارلمان ملك الفرنجة. ولكن شارلمان وحاشيته ذعروا منها وادعى بعضهم في البداية أنها آلة سحرية تختبئ فيها الشياطين. ونصحه البعض الآخر بالحذر من تلك الساعة. فربما أرسلت إليهم لإيقاعهم في مكيدة، لكنهم غيروا رأيهم واستحسنوها بعد ذلك، وحتى القرن السابع عشر لم يكن يوجد إلا عدد قليل من الساعات الآلية، وهذه كانت توجد عادة في أبراج الكاتدرائيات أو في الأديرة والميادين العامة. وحوالي عام 1500م بدأت صناعة الأنواع الخفيفة والصغيرة من الساعات. أما رقاص الساعة فقد اخترعه كريستيان هيوجنز عام 1656م.

وفي القرن التاسع عشر بدأت معرفة الساعات الكهربائية وانتشر استعمالها بالذات بعد عام 1930م. وقد اقتصرت صناعة الساعات أولا على فرنسا وإنجلترا قبل القرن التاسع عشر. ولكن مع بداية القرن العشرين دخلت ألمانيا والولايات المتحدة وسويسرا إلى هذا المجال وتفوقت من هذه الدول الثلاث سويسرا التي تعد أولى بلاد العالم في صناعة الساعات. وقد دخلت اليابان أيضا مجال هذه الصناعة في الآونة الأخيرة. أما أشهر ساعات العالم فثلاث، وهي الساعة الفلكية الموجودة في كاتدرائية ستراسبورغ، وساعة مبنى متروبوليتان للتأمين على الحياة في نيويورك، وطبعا ساعة "بيغ بن" المشهورة في لندن.


*نهاية الخلافة وسقوط طليطلة:
سقطت الخلافة الأموية بالأندلس في الثلث الأول من القرن الحادي عشر (1030م) وأعقبها ظهور ملوك الطوائف حتى عام 1085م لما سقطت طليطلة بيد الإسبان.

واعتبر العرب سقوط هذه المدينة كارثة لا تعوض والأجدر بهم توديع الأندلس والهجرة إلى افريقية كما قال شاعرهم:


ولا بأس في إيراد بعض الأبيات من قصيدة قيلت عند سقوط طليطلة ولا يعرف قائلها:


وهي قصيدة طويلة تقع في 72 بيتا من الشعر يمكن مراجعتها في "نفح الطيب" للمقري.
وكان سقوط هذه المدينة وتكالب الادفونش (ألفونسو السادس ملك قشتالة) السبب الرئيسي في طلب نجدة المرابطين لما قال المعتمد بن عباد ملك اشبيلية آنذاك كلمته الشهيرة:"رعي النوق في افريقية ولا رعي الخنازير في قشتالة" فجاء يوسف ابن تاشفين إلى الأندلس وخاض معركة الزلاقة الشهيرة عام 1086م وأبيد فيها جيش الادفونش عن بكرة أبيه، وأخرت بقاء العرب في الأندلس أربعة قرون أخرى، واسترد العرب بعض ما فقدوه من المدن والمعاقل وكفوا عن دفع الجزية للادفونش. ولحسن حظ العرب والثقافة والحضارة العربيتين استولى النصارى على مدينة طليطلة.. فكما كان من الضروري على العرب فتح الأندلس ومد جسر بينهم وبين الغرب، كان من الضروري أيضا أن تسقط مدينة طليطلة في يد الادفونش وفي التاريخ الذي سقطت فيه أي عام 1085، ولو تأخرت خمسين سنة عن السقوط لما أتيح للعرب أن يؤدوا دورهم الثقافي والحضاري في العالم الغربي، ولو تأخر استرداد مدينة طليطلة خمسين سنة لما استفاد الغرب شيئا من الثقافة العربية واليونانية، بل كان الغربيون لجأوا إلى ترجمة الثقافة اليونانية من مصدرها اليوناني، ولكان أرسطو وأفلاطون وأبقراط واقليدس وجالينوس وغيرهم كثيرون من أقطاب الفكر اليوناني قد وصلوا إلى الغرب مباشرة دون المرور باللغة العرية، لأنه من المعروف أن الثقافة اليونانية وصلت إلى الغرب عن طريق العرب، أي أن العرب كانوا قد نقلوا الحضارة اليونانية إلى العربية، ثم جاء الغربيون ونقلوا هذه الحضارة من العربية إلى اللاتينية في مدينة طليطلة. أما في خارج طليطلة فلم يترجم من العربية إلى اللاتينية سوى جزء يسير جدا من الثقافة اليونانية والعربية في صقلية وفي "سلرنة" بجنوبي إيطالية، حيث ازدهر الطب على عهد قسطنطين الافريقي في القرن الحادي عشر.
ولماذا مدينة طليطلة دون سواها من المدن الإسبانية أو الأوروبية؟
لم يتخذ العرب طليطلة عاصمة لملكهم لأنهم وإن كانوا وجدوها متوسطة في بلاد الأندلس، فلم يجدوها متوسطة بالنسبة إلى القوة العربية، لأنهم لا يقدرون أن يبعدوا كثيرا عن افريقية. وقد غلبت العروبة على نصارى طليطلة، ولبثوا نصارى ولكن اتخذوا اللغة العربية والثقافة العربية لأنفسهم وكانوا يقيمون صلواتهم وطقوسهم الكنسية باللغتين العربية واللاتينية، وأطلق على هذا الطقس الكنسي اسم "الطقس المستعرب" ومن الغريب أنه بعد سقوط طليطلة بيد الإسبان كما رأينا، ظل سكانها متمسكين بعروبتهم ولبث أخذهم وعطاؤهم وبيعهم وشراؤهم وجميع صكوك معاملاتهم باللغة العربية حتى أواخر القرن السادس عشر، رغم أنه طوال وجودهم تحت الحكم العربي كانوا كثيري العصيان والتمرد والثورات على حكام قطربة من عبد الرحمن الأول إلى عبد الرحمن الأوسط إلى عبد الرحمن الناصر أي طوال ثلاثمائة سنة تقريبا.
عاشت في طليطلة الديانات الثلاث: اليهودية والنصرانية والإسلامية كما نقلت إلى هذه المدينة مخطوطات كثيرة من مكتبة المستنصر (961- 976) التي تبعثرت ولم يصل إلينا منها سوى مخطوط واحد وضع عليه الحكم الثاني ملاحظات بخط يده، إذ أن الخليفة الأموي اعتنى عناية كبرى بمكتبته، فكان يقضي فيها الساعات الطوال يطالع المخطوطات التي ترده من كافة أنحاء الوطن العربي، ويعلق عليها ويضع الحواشي.
ولما ثبت النصارى أقدامهم في هذه المدينة بعد استرجاعها من المسلمين، جاءت رهبانية "كلوني" الفرنسية إلى إسبانية النصرانية لتدخل إليها الطقس الروماني الكنسي بدلا عن الطقس المستعرب.
من جملة الرهبان الذين قدموا إلى إسبانيا من هذه الرهبانية راهب اسمه "ريموندو" أصبح فيما بعد رئيس أساقفة المدينة، وبالتالي رئيس أساقفة إسبانيا لأن طليطلة كانت العاصمة الدينية لإسبانيا النصرانية، وحتى عهدنا هذا فإن رئيس أساقفة طليطلة هو رئيس الكنيسة الإسبانية فهذا الراهب الأسقف شغف بالثقافة العربية، وخاصة الفلسفة منها فأحب الاطلاع عليها، غير أن جهله باللغة العربية حال بينه وبين رغبته، وأدرك مساعدوه هذه الرغبة عنده فعمدوا إلى ترجمة الكتب العربية إلى اللاتينية، وهي اللغة السائدة في ذلك العصر في كافة أنحاء العالم المسيحي لأنها لغة الكنيسة الرومانية.
نشأ على هذا النحو ما سموه "مدرسة الترجمات في طليطلة" وقد شغلت هذه المدرسة حقبتين، الحقبة الأولى امتدت من عام 1120 تقريبا حتى عام 1190 أي أنها شغلت القسم الأكبر من القرن الثاني عشر على عهد الأسقف "ريموندو"، فقد رغب هذا بالاطلاع على الفلسفة العربية، فلسفة الكندري والفارابي وابن سينا والغزالي فكان له ما أراد.
والحقبة الثانية شغلت القسم الأكبر من القرن الثالث عشر على عهد الملك ألفونسو العاشر الحكيم المتوفي عام 1284. تميزت الحقبة الأولى من هذه المدرسة بالترجمة من العربية إلى اللاتينية، وفي هذه الحقبة ترجم القرآن الكريم إلى اللاتينية بأمر من رئيس جمعية "كلوني" الاباتي "بطرس" المحترم، فقد جاء هذا الراهب من فرنسا إلى إسبانيا لتفقد الأديرة التابعة لرهبانيته في الأراضي الإسبانية المسيحية، فرأى أن يعمل على ترجمة القرآن الكريم للتعرف عليه، وبالتالي لكي يضحده، فقد شاء محاربة الإسلام على هذا النحو لأن طريق القوة لم يأت بالثمار المرجوة. كان يريد إقناع المسلمين باعتناق الديانة المسحية، فأوكل ترجمة القرآن إلى "هرمان الدلماتي" Herman El Dalmata و"روبرت أوف تشستير" Robert Of Chester وترجماه.
وهذه أسماء بعض المترجمين الذين قدموا إلى طليطلة لترجمة العلوم العربية إلى اللاتينية. جيرارده الكريموني: من مدينة "كريمونة" الإيطالية رغب هذا المترجم الكبير في الاطلاع على كتاب "المسجطي" لبطليموس فقيل له أنه موجود في طليطلة فقصدها فوجد فيها بحرا زاخرا من العلوم لا وجود له في العالم اللاتيني، فقرر البقاء في المدينة دائبا على ترجمة الكتب العربية إلى اللاتينية، فتعلم هذه اللغة وشرع في الترجمة بمساعدة بعض العرب ثم ما لبث أن صار يترجم وحده بدون مساعد فوصلت ترجماته إلى 87 كتابا بموجب اللائحة التي وضعها جورج سارتون وهذه بعض ترجماته:
*كتاب المجسطي ترجمة في طليطلة عام 1175 وكتاب الانالوطيقا الثانية لأرسطو نقلا عن ترجمة متى ابن يونس.
*وكتاب سمسطيوس لأرسطو.
*وكتاب مقالة في القياس، شرح الفارابي.
*وكتاب في السماع الطبيعي – في السماء والعالم – في الكون والفساد – في الآثار العلوية وهذا الأخير من ترجمة يحيى بن البطريق عن اليونانية.
ومن أبقراط ترجم "علائم الموت" ومن جالينوس: "كتاب الترياق" وترجم أيضا كتاب الخير المحض المنسوب إلى أرسطو، كما ترجم أيضا عدة شروح لأرسطو وضعها اسكندر الافروديسي، ونقلها عن اللغة اليونانية أبو عثمان سعيد الدمشقي (908-932).
دومنجو غندسللبو: تعاون مع يوحنا الاشبيلي وتوفي عام1187 وترجم كتاب "ينبوع الحياة" لابن غبرول، وكتاب إحصاء العلوم للفارابي وكتاب مقاصد الفلاسفة للغزالي، وعيون المسائل للفارابي أيضا.
يوحنا الاشبيلي أو ابن داود: عمل في طليطلة من عام 1135 إلى 1153 تحت رعاية رئيس أساقفة المدينة "دون ريموندو" الذي أشرنا إليه سابقا، وابن داود هذا هو أول من اطلع العالم الغربي على ابن سينا بترجمة جزئية لكتاب "الشفاء". وقد تشارك ابن داود مع دومنجو غندسللبو وترجم الاثنان ما يقرب من خمسة عشر كتابا من العربي إلى اللاتينية، وأصبح يوحنا الاشبيلي أو ابن داود فيما بعد رئيسا لأساقفة طليطلة.
رودولف البروجي: اشتغل أيضا بالترجمة في علم الفلك على عهد يوحنا الإسباني وعاش في النصف الثاني من القرن الثاني عشر. تجرم مؤلفات لمسلمة المجريطي في علم الفلك وأهدى الترجمة إلى يوحنا الاشبيلي.
ثم جاءت الحقبة الثانية للترجمات في طليطلة، على عهد الملك الفونسو العاشر الحكيم، في النصف الثاني من القرن الثالث عشر. وفي هذه المرة نقلت الكتب من العربية إلى الرومنسية أي الإسبانية الناشئة. اهتم هذا الملك العالم بعلم الفلك وعلم النجوم بنوع خاص. وترجمت في بلاطه بطليطلة "ليلة الإسراء والمعراج" إلى اللاتينية والفرنسية والرومانسية الإسبانية ومنها استقى دانتي المعلومات المدرجة في كتاب الكوميديا الإلهية عن الجحيم والنعيم. لا يمكن أن نثبت أن دانتي تأثر بمؤلفات أخرى غير ليلة الإسراء والمعراج. ولا يمكن أن نثبت له أنه تأثر برسالة الغفران لأبي العلاء المعري لأن هذه الرسالة لم تترجم إلى اللاتينية أو إلى لغة أوربية أخرى. لم يتأثر دانتي بالفتوحات المكية لابن عربي من مورسيا لأن هذه المؤلفات لم تترجم إلى اللاتينية.
وفي هذه الحقبة ترجم أيضا كتاب "كليلة ودمنة" وترجم قسم من مؤلفات ابن رشد، وكان المترجم ميخائيل سكوت.
كان لهذه الترجمات التأثير الحاسم على الثقافة الأوربية، فهذا "آرنست رينان" من منتصف القرن التاسع عشر يقول عن توما الاكويني:"انه – كفيلسوف– مدين تقريبا بكل شيء لابن رشد". ويقول عن معلم توما الاكويني "البرتوس الكبير". انه مدين بكل شيء لابن سينا. وهذه الشهادة الصادرة عن رينان لا تعني أنه يحابي العرب، بل على العكس فإنه في كتابه "ابن رشد والرشدية" يقول عن الفلسفة العربية "إنها الفلسفة اليونانية مكتوبة بأحرف عربية".
لا مجال هنا لمناقشة هذا الرأي وإبراز الابتكارات التي أضافتها الفلسفة العربية على الفلسفة اليونانية، ولكن إذا كان رينان لم ينصف الفلسفة العربية فقد أنصف الترجمات من العربية إلى اللاتينية.
وهكذا فإنه كان على العرب أن يعبروا إلى الأندلس ويحملوا حضارتهم إليها لكي تنقل هذه الحضارة إلى أوربا، وكانت طليطلة أداة وصل بين هذه الثقافة والشعوب الأوربية، فقصد طليطلة العديد منهم إذ أن المترجمين باستثناء اثنين منهم هما "غندسللبو" و"يوحنا الإسباني" كلهم أجانب نقلوا ما ترجموه إلى بلدانهم، وتأثر علماء العصر بهذه الترجمات بحيث أن الذين نبغوا في القرون الوسطى كان نبوغهم بتأثير من الثقافة العربية: البرتوس ماغنوس، توما الاكويني، يوحنا الصليبي، دانتي، روجير بيكون وغيرهم وكلهم تأثروا بالثقافة العربية.
إذن لولا الأندلس لكانت الفتوحات العربية الأخرى أشبه بالفتوحات الكثيرة التي سبقتها والتي لحقتها ولم تترك أثرا لها. ولظلت الثقافة العربية محصورة ضمن العالم العربي وبعض العالم الإسلامي، ولما أتيح لها أن تلعب أحسن الأدوار في الحضارة والثقافة العالميتين...
والفضل كل الفضل عائد إلى طليطلة بنوع خاص، إذ أن هذه المدينة أكثر من أي مدينة أخرى عربية أو أوربية، سهلت وصول الفكر اليوناني والفارسي والهندي والعربي طبعا إلى الغرب فاستفاد منه وأفاد.


*المدرس: أدخل كلمة ( ناقص) في جملة.
الطالب: ناقص أن تقول لي اعربها.
*الأب: هل اخذتم الضرب في الحساب.
الابن: نعم يا أبي وفي الجغرافيا أيضا.
*سأل الأب ولده الراسب للسنة الثانية على التوالي: لماذا رسبت ؟
قال الولد: لأن المدرس أتى بنفس أسئلة العام الماضي.
*سأل المعلم أحد الطلاب لماذا القلب يدق ؟
التلميذ: لأن المعدة ترقص.
*دخل شخص بالغلط متحفا للفن الحديث وقف عند لوحة وسأل أحد المنظمين بجانبه : ما هذا الشكل المرعب؟ أهذا هو الفن الذي تسمونه حديثا؟ رد المنظم هذه مرآة يا أستاذ.
*-*-*-*-*
والله الموفق
2017-03-30
محمد الشودري
Mohamed CHAUDRI


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.