يبدو أن الحرب بين هشام بوعنان رئيس جماعة مرتيل ومحمد العربي المرابط رئيس مجلس عمالة المضيقالفنيدق لن تضع أوزارها على الأقل في الفترة المتبقية عن إجراء الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2021. فبعد أن احتدم الصراع في مراحل سابقة بين المسؤولين حول مجموعة من الملفات المرتبطة بتسيير الشأن العام المحلي واتهام كل طرف للأخر بالاستغلال “السياسوي” لقضايا وهموم ساكنة مرتيل، تعود الخلافات والاتهامات المتبادلة لتطفو على السطح من جديد في الأيام الماضية، بعدما أعلن العربي المرابط عن تدخله لإيجاد حل نهائي للتسوية العقارية الخاصة بالقطعة الأرضية المخصصة لبناء وتجهيز الملعب البلدي لكرة القدم بمدينة مرتيل. وقال المرابط أن مجلس العمالة سيعمل على إنجاز دراسة المشروع وتمويل الصفقة الممنوحة للشركة المكلفة بالبناء، علاوة على توقيعه لاتفاقيات مع بعض الوزارات لإخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود في أقرب وقت ممكن. بالمقابل، يرى المسؤول الأول عن تدبير دواليب جماعة مرتيل، المنتمي لحزب التقدم والاشتراكية، أن تدخل رئيس مجلس العمالة، الذي يمثل حزب الأصالة والمعاصرة، في مشروع الملعب الجديد يشكل تطاولا على اختصاصات مجلس الجماعة وفق ما تنص عليه القوانين ذات الصلة، وأن جماعة مرتيل بمعية عامل عمالة المضيقالفنيدق قد وحدوا الجهود في الفترة الأخيرة لإخراج مشروع الملعب الجديد للمدينة إلى حيز الوجود. ويرى متتبعون أن “الخرجات” التي يقوم بها رئيس مجلس عمالة المضيقالفنيدق تشكل “حملة تسخينية” للانتخابات المقبلة، وتدخلا منجزا خارج نطاق الاختصاصات المسندة إلى مؤسسة مجلس العمالة، فيما يرى الطرف الأخر أن ما يقوم به العربي المرابط يدخل في صميم ما وعد به ساكنة مرتيل في فترته الانتدابية، بعدما “فشل” هشام بوعنان في ذلك. تجدر الإشارة إلى أن ياسين جاري عامل عمالة المضيقالفنيدق كان قد نبه في وقت سابق كل من رئيس جماعة مرتيل ورئيس مجلس عمالة المضيقالفنيدق إلى تجاوز حدة الخلاف الدائر بينهما ودعاهما إلى التركيز على خدمة قضايا ومصالح الساكنة كل في نطاق اختصاصاته.