نقابة تندد بتدهور الوضع الصحي بجهة الشرق    اسبانيا تسعى للتنازل عن المجال الجوي في الصحراء لصالح المغرب    وزارة الاقتصاد والمالية: المداخيل الضريبية بلغت 243,75 مليار درهم عند متم أكتوبر 2024        في لقاء مع الفاعلين .. زكية الدريوش تؤكد على أهمية قطاع تحويل وتثمين وتسويق منتجات الصيد ضمن النسيج الإقتصادي الوطني    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    الذهب يواصل مكاسبه للجلسة الرابعة على التوالي    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    سعر البيتكوين يتخطى عتبة ال 95 ألف دولار للمرة الأولى    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    استئنافية ورزازات ترفع عقوبة الحبس النافذ في حق رئيس جماعة ورزازات إلى سنة ونصف    "لابيجي" تحقق مع موظفي شرطة بابن جرير يشتبه تورطهما في قضية ارتشاء    مقتل 22 شخصا على الأقل في غارة إسرائيلية على غزة وارتفاع حصيلة الضربات على تدمر السورية إلى 68    ترامب ينوي الاعتماد على "يوتيوبرز وبودكاسترز" داخل البيت الأبيض    الحكومة الأمريكية تشتكي ممارسات شركة "غوغل" إلى القضاء    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    حادثة مأساوية تكشف أزمة النقل العمومي بإقليم العرائش    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    البابا فرنسيس يتخلى عن عُرف استمر لقرون يخص جنازته ومكان دفنه    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    كيوسك الخميس | 80 في المائة من الأطفال يعيشون في العالم الافتراضي    المركز السينمائي المغربي يدعم إنشاء القاعات السينمائية ب12 مليون درهم    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية        اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    الأساتذة الباحثون بجامعة ابن زهر يحتجّون على مذكّرة وزارية تهدّد مُكتسباتهم المهنية        جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    الفتيان يواصلون التألق بالفوز على ليبيا    بلاغ قوي للتنسيقية الوطنية لجمعيات الصحافة الرياضية بالمغرب    بوريطة يستقبل رئيسة برلمان صربيا    الحكومة تتدارس إجراءات تفعيل قانون العقوبات البديلة للحد من الاكتظاظ بالسجون        ولد الشيخ الغزواني يهنئ الملك محمد السادس بمناسبة عيد الاستقلال    العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية تقرر تغيير توقيت انطلاق ديربي البيضاء    توقعات أحوال الطقس لنهار اليوم الأربعاء    منح 12 مليون درهم لدعم إنشاء ثلاث قاعات سينمائية    تفاصيل نجاة فنانة مصرية من الموت        نادال مودعا ملاعب التنس: " أريد أن يتذكرني الناس أنني كنت شخصا طيبا قادما من قرية صغيرة قرب مايوركا"    تلاميذ مغاربة يحرزون 4 ميداليات في أولمبياد العربية في الراضيات    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    من الحمى إلى الالتهابات .. أعراض الحصبة عند الأطفال    فعاليات الملتقى الإقليمي للمدن المبدعة بالدول العربية    أمزيان تختتم ورشات إلعب المسرح بالأمازيغية    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    "من المسافة صفر".. 22 قصّة تخاطب العالم عن صمود المخيمات في غزة    روسيا تبدأ الاختبارات السريرية لدواء مضاد لسرطان الدم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التحليل الإثنولوجي للأغنية الشعبية التطوانية القديمة (بحث شامل)
نشر في بريس تطوان يوم 03 - 08 - 2011

التحليل الإثنولوجي للأغنية الشعبية التطوانية
كلمة الباحث أحمد حبصاين
[email protected]
نأخذ بعين الاعتبار أن الأغنية الشعبية التطوانية يجب أن تدرس إما تاريخيا أو إثنولوجيا أو إبستمولوجيا أو أكسيولوجيا أو موزيكولوجيا أو إسطيطيقيا أو فولكلورولوجيا.
إذا أخذنا عينات من العناصر التراثية من صميم ثقافتنا و حضارتنا بما تحتويه بلادنا من أغني الكنوز التراثية و الفولكلورية متعددة و متنوعة و مختلفة من منطقة لأخرى و من جهة لجهة أخرى.
فبلادنا المغرب الأقصى، بلاد حوار الثقافات و الحضارات، عبرت على أرضه عدة أمم مضت تركت و خلفت من ورائها مختلف حضارات البحر الأبيض المتوسط من:
الفينيقيين و القرطاجنيين واليونانيين و الرومانيين و الونداليين و الجرمانيين و العرب في الفتوحات الإسلامية و دول جنوب الصحراء الكبرى من السودان و السينيغال و مالي و غيرهم .
كل هذه الأمم تركت بصماتها الحضارية و الثقافية و الفكرية و الفنية و الجمالية راسخة في الذاكرة الإثنولوجية المغربية، فهذا الامتزاج و التفاعل الحضاري أعطى رصيدا غنيا بالمأثورات الشعبية المختلفة، لكون المغرب يتواجد في رأس القارة الإفريقية و هي بوابة مفتوحة لعبور شتى الأجناس المهاجرة و ممرا استراتيجيا نحو القارة الأوربية و بحر الظلمات .
إذا عدنا لقراءة تاريخ المغرب يعتبر من أعظم البلدان العربية احتراما لكون سكانه يتميزون بالكرم و حسن الضيافة و يتصفون بالأخلاق الطيبة و التسامح و التفتح على الثقافات الأخرى.المغرب يتكون على مكونات و معطيات غنية و متنوعة في التنوع الجغرافي و الإيكولوجي و الإثنولوجي و الفولكلورولوجي ، في الشمال الغربي من البلاد يتميز بالتراث الشعبي الجبلي العربي و في الجهة الشرقية من البلاد يتميز بالتراث الريفي الأمازيغي و في وسط المغرب يتمتع بالتراث الأطلسي الأمازيغي و في الجنوب الغربي كذلك غني بالتراث السوسي الأمازيغي الذي يستعمل المقام الخماسي أما في جنوب أقاليمنا من الصحراء المغربية تشمل على تنوع اللهجات المحلية.
في بحثنا هذا أتطرق إلى التحليل الإثنولوجي للأغنية الشعبية التطوانية التي تتميز بحد بنائها بأبعاد إثنية أنتروبولوجية و موزيكولوجية ، تبين فكرة تاريخية على النمط الإثنوغرافي التطواني في حياته الاجتماعية التي تربط بين ثنايا الماضي و الحاضر نسيجا متزامنا في العيش اليومي من عادات و تقاليد و ممارسة العمل الفردي و الجماعي في المهن و الأنشطة المختلفة.
تطوان في 20 يناير 2011
موقع تطوان الجغرافي
تقع مدينة تطوان شمال المملكة المغربية بسلسلة جبال الريف يطل على البحر الأبيض المتوسط. فكلمة الريف بالأمازيغية تعني جبل حجري يلتقي مع البحر. أما اسم تطوان مشتق من الأمازيغية أيضا و تعني " العيون".
تمتد بمحاداة ساحل البحر الأبيض المتوسط على شكل قوس واسع من مضيق جبل طارق حتى نهر ملوية بشرق البلاد
كان يعتقد قديما أن هذه السلسلة جزء من جبال " سييرا نيفادا " الإسبانية قبل أن ينشق مضيق البوغاز. و أعلى قمة هي جبل " تدغين " . و المعنى اللغوي للأمازيغية هي إحدى اللغات الحية الإفريقية.
المناطق التي تحد بمدينة تطوان:
تعد تطوان عاصمة المناطق المجاورة لها شمالا و شرقا و غربا :
*منطقة جبالة شمالا عاصمتها مدينة تطوان يتكلمون بالعربية و من أهم قبائلها كالتالي:
- الحوز
- بني حوزمر
- بني سعيد
- بني حسان
- بني يدر
- وادراس
- أنجرة
- الفحص
*منطقة غمارة شرقا عاصمتها مدينة شفشاون
- الأخماس
- بني أحمد
- بني خالد
- بني زيات
- بني رزين
- بني سميح
- بني بوزرة ( بعضهم يتكلمون الأمازيغية )
- متيوة
*منطقة لوكسوس غربا عاصمتها مدينة العرائش
- بني عروس
- بني كورفيط
- بني سريف
من هؤلاء المناطق و القبائل ظهرت عدة نماذج من الأغنية الشعبية تطعمت بها الأغنية الشعبية التطوانية.
تعريف الإثنولوجية
الإثنولوجية هي علم الاجتماع الذي يدرس و يقارن مختلف الشعوب و الثقافات القديمة و الحالية، بعض المفكرين يعتبرونها نظام و منهج البحث للأنتروبولوجية ، كذلك تدرس حسب قياس و بحث تثبيت العلاقات التشبيهية بين الطبائع المختلفة للشعوب الإنسانية من مختلف الجهات:
*تعدد الثقافات.
*القرابة بين مختلف المجتمعات و تياراتها.
*القوت و اللباس و الأنظمة الاجتماعية و الاقتصادية للثقافات و الحضارات.
*العقائد الدينية.
* التنظيم العائلي.
*الأنظمة السياسية.
و من بين هذه الطبائع للشعوب ما يهمنا هنا هي الفنون و التقاليد الشعبية بالخصوص الأغنية الشعبية التطوانية.
مفهوم الأغنية الشعبية
تندمج ظاهرة الأغنية الشعبية في مفهوم معرفة أشكال التراث الشعبي و تحديده في الدراسة العلمية من ضمن العلوم الإنسانية كتاريخ واقعي محفوظا و راسخا منقوشا في ذاكرة شعب من الشعوب تتناقل من جيل لآخر و من منطقة لأخرى و من شعب لشعب آخر، بعيدة عن طريق المأثور الشعبي الشفهي أو المادي، و بسمات واضحة ملموسة منبثقة من أعماقه مبرزة القسمات المادية لكل وجه من وجوه الحياة الاجتماعية و البيئية و السلوكية في الحركة و الكلام الذي يألفها مجتمع من المجتمعات في الحضارة الثقافية و الفكرية و الفنية و الدينية.
يمكن أن نعتبر الأغنية الشعبية فولكلورا إنسانيا منبعثا من أعماق خلجات مشاعره الدفينة فهي تأخذ أبعادا إثنولوجية ، إثنوغرافية، إثنوجيولوجية، أركيولوجية، أنتروبولوجية، إيكولوجية، سوسيولوجية، سيكولوجية، موزيكولوجية، أكسيولوجية، و غيرها.
البعض يتخذ التراث إنه مجرد تسلية و ترفيه لكن جوهره يختلف كل الاختلاف عن ما هو في اعتقاد بعض المفسرين الذين يجهلون معنى التراث في الحضارة البشرية المحيطة بهم على ما تحتويه من قيم و عناصر فنية و اسطيطيقية و اجتماعية منبعثة من أعماق شعب فردا أو جماعة.
فالشعب هو صانع التاريخ و هو الذي وضع الأسس الحضارية المتطورة في المجتمع الذي يعيش فيه بتعايش مع أفراده و جماعاته. تتعدد أنواع التعبير الفنية التي يعبر بها المجتمع الشعبي عن نفسه و عن أفكاره، و معتقداته و آماله بتعدد (1) الوظائف التي يؤديها كل صنف ظهور ا لأغنية الشعبية
سوف نطرح سؤالا ربما سيكون جدليا في حد ذاته مع أنفسنا و ذلك حين نتساءل من نشأ الأول الأغنية أم الموسيقى؟
هذا ما يتبادر إلى ذهننا حينما نقرأ كتابا عن الفن النغمي أو نستمع لمعزوفة أو أغنية فنتساءل مع أنفسنا أو نطرح أسئلة مع غيرنا أين و كيف و متى نشأت الأغنية و الموسيقى؟
الإجابة عن هذه الأسئلة يتطلب إلى معرفة و دراسة واسعة في التاريخ الأنتروبولوجي و الإثنولوجي حتى نتمكن أن نعطي إجابة لا بأس بها و شبه مقنعة لترضي السائل أو القارئ ، و حتى لا نكون قد قصرنا من بحثنا لإفادة الباحث أو الدارس لمعلومات يجب أن يستفيد منها و لو قليلا .
إذا لجأنا لقراءة كتاب الموسيقى " أدولفو سالزار " (2) نفهم أن الموسيقى وجدت مع وجود الإنسان في الوقت الذي اكتشف أن جسمه اتخذه كآلة موسيقية طبيعية باستعمال أطرافه أداة إيقاعية و بإصدار أصوات فيزيولوجية نطلق عليها مصطلح " أنتروبوموسيقية " . مع مرور
6
الأزمنة اكتشف هذا الكائن العجيب نفسه فنانا بدائيا قادرا على مصاحبة هذه الأصوات بأطرافه بالفطرة و الغريزة، من هذا المنطلق أبدع اللحن و الإيقاع.
و على هذه المعطيات فسر الموزيكولوجيين مفهوم من نشأ الأول الأغنية أم الموسيقى؟ إذا الأغنية سبقت الموسيقى الآلية بحيث يعتبر الإنسان كائن مبدع، صنع الآلات من العظام و جماجم الحيوانات و أدراق السلاحف و من الخشب و القصب منها ما هو هوائي و إيقاعي و وتري. فالحضارة البشرية عريقة في القدم تركت للبشرية كنوزا غنية من المواد و العناصر التراثية و الفولكلورية كمادة خامة يجب البحث عنها في طيات خبايا الشعوب من طرف المتخصصين في الميطودولوجية العلمية و الدراسات الأنتروبولوجية و الأركيولوجية للتنقيب عن الحقائق الملموسة في حياة مخلفات الإنسان الأول الذي كان فنانا بالفطرة و الغريزة و صانعا للتاريخ.
نشأة الأغنية الشعبية
نشأت الأغنية الشعبية في أحضان المعتقدات الدينية لتهدئة القوة الغامضة التي تتجلى في الأرواح التي يحلم بها أثناء نومه في أرواح الأسلاف، من هنا نشأ الفن للتقرب و العبادة إلى تلك المظاهر التي يشاهدها في الطبيعة.(3)
من أول وهلة ولدت الموسيقى لمحاكاة للطبيعة بما فيها من أصوات : تغريد الطيور، حفيف الأشجار، صفير الرياح، هدير الأمواج خرير المياه، قصف الرعد، قطرات المطر، ثوران البراكين، الخ...
و مع تطور الإنسان في الزمان و المكان ، بدأ يعبر عن نفسه و عن أفكاره و معتقداته و آماله بشتى الأساليب.
و من جملتها الأغنية الشعبية المرتبطة بحياته اليومية الني مرت بمراحل كاملة( معتقدات، أعمال، أوقات، لهو، مرح، أحزان، أفراح...) و وسيلة من وسائل بهجته و مرحه في متنفس عواطفه و مشاعره. (4)
الموسيقى المتجلية في الأغنية الشعبية فن أصيل عريق اكتسبت الأصالة من صدق الكلمات و اللحن، و اكتسبت العرافة من إلهام الفطرة ، يوجد الفن في المكان الذي تكون فيه حرارة النفس ورهافة الحس و انطلاق الروح، و ظمأ العاطفة و لهفة النفس.
تعريف الأغنية الشعبية
اعتمد بعض الموزيكولوجيين الأوربيين على مصطلحين :
الألماني (5)Volklied
الإنجليزيFolk song
و هما مصطلحين أساسين في الأغنية الشعبية كعلم اجتماع، منذ أن كتب الباحث الألماني " هردر " كتابه أصوات الشعوب في أغانيها 1779، ثم وضع القواعد الأولى للأغنية الشعبية خاصة عند الشعوب البدائية. ثم نادى بالحياة لتلك الأغاني التي يرى البعض أنها تافهة. و لها عدة تعار يف:
عرفها بوليكافسكي بأنها الأغنية التي أنشأها الشعب و ليست الأغنية التي تعيش في جو شعبي.(6)
أما جورج هارتسوغ أطلق عليها صفة الأغنية الشائعة في المجتمع الشعبي تشمل شعر و موسيقى الجماعات و المجتمعات الريفية التي تتناقلها عن طريق الشفهية دون حاجة إلى تدوين.(7)
و في تعريف آخر عند " كراب " أنها قصيدة شعرية ملحنة مجهولة الأصل تشيع بين الأميين سابقا و ما تزال حية الاستعمال.
حين يتعرض التراث لتطفل أناس يفتقرون إلى تكوين أكاديمي متين و ذوق جمالي رهيف و تفتح فكري واسع بصبح بضاعة مبتذلة تتقلب بين مسامع المتلقي مثل ديكور مناسبات في إطار مهرجانات تهريجية فظة تسبب انحرافات في فقدان جمالية الذوق و شفافية الحس و تهذيب الأخلاق و تضليل مفاهيم الإبداع الشعبي العفوي من جماعات و مجتمعات بريئة تعمل بنية صادقة للتعبير عن مشاعرها و عواطفها لتخفف من عناء الضغط المنهمر عليها . و بوجود مؤسسات نشرية و إذاعية و فضائية تفكر في توسيع مكاسبها التجارية و كسبها لأرباح باهظة على حساب أناس بسطاء تغلب عليهم السذاجة يجهلون قانون النشر و التسجيل و الإيداع . و خصوصا في البلدان العربية كثرت عدة أجوقة تترامى على المأثورات الشعبية الأصيلة تحرف جذورها و أصولها تنسبها لنفسها و تجعلها بضاعة سوقية فاقدة جماليتها يستهلكها أناس لا تشملهم معاني التربية الفنية و الجمالية هذا ما أشار إليه " سيسل شارب " إن الجهل بالمؤلف عامل أساسي و جوهري في الأغنية الشعبية.
تمييز الأغنية الشعبية
نميز الأغنية الشعبية عن غيرها من الأغاني الشائعة لنضع اعتبارنا مقاييس أساسية لقياس الأغنية الشعبية كما يلي:
1)تبلغ الأغنية الشعبية ذروتها في المجتمعات الشعبية حينما لا يوجد لها نص شعري و لحني مدونا.(8)
2)يجب الحفاظ على الأغنية الشعبية حينما تنتقل عن طريق الحفظ الشفهي من جيل لآخر بكل أمانة و صدق.
3)للأغنية الشعبية قالب خاص تتميز به من حيث الأسلوب الموسيقي.
4)تكون أسماء الذين لحنوا و كتبوا كلماتها مجهولة تماما.
5)الأغنية الشعبية يبدعها شخص فرد، ثم يتبنى الشعب إبداعه، قد يعدل فيه أو يغير، حينما ينسى المبدع الأصلي.
تتبين مكانة الأغنية الشعبية في حياة الناس، و ارتباطها بعاداتهم و نمط عيشهم فتتعدد بتعدد مناسباتها و تختلف أشكالها باختلاف الإطار الذي تعيش فيه، كما تختلف خصائصها باختلاف عناصرها فرديا أم جماعيا.
و لعل أقدم أصناف الأغنية الشعبية هي الأغاني الدينية، و العاطفية، و أغاني الوداع، و المصاحبة للرقص سواء في الطقوس أو غيرها، و أغاني العمال و البحارة و الفلاحون و أغاني المهد و الزفاف و الأفراح و النواح الخ... لذا نجد تنوعا غنيا من شتى الأطراف فهي تأتي عفوية مرتجلة منبعثة من الذات الشعبية غير معقدة دافقة بالأحاسيس و المشاعر.
تكون لهجتها عامية مرتجلة مرتبطة بحياة الإنسان اليومية و بسلوكه الذي يعبر به عن معتقداته و أعماله و أوقات فراغه و حزنه و فرحه، فهي تقوم بوظيفة تأمين الأمن للناس في حالة الضيق و إحدى الوسائل المهمة في إيجاد المرح و البهجة التي تعينهم على إنجاز عمل صعب و متنفسا لعواطفهم.(9)
كلمة " آن " بالآشورية تعني الأغنية التي تصاحب بآلة أو آلات موسيقية مثل " تروفادور " . تدل بعض الوثائق الإكنوغرافية أن الأغنية الشعبية تتلى شفهيا كما ورد في الملحمتين الإلياذة و الأوديسا
"هوميروس " كان يحكيها و هو ينقر على آلة " الليرة ".
الآلات الموسيقية الشعبية التطوانية
تتنوع الآلات الموسيقية الشعبية التطوانية في ثلاثة أصناف:
1)آلة وترية تتميز في آلة " الكمبري " يتشكل من صندوق خشبي أجوف مرنن مغلف بالجلد موتد بعمود خشبي برأس يحتوي على ملاوي خشبية موترة بأوتار من مصارين الخروف الجافة و اليابسة محكمة في أسفل الصندوق الصوتي. و أقدم هذه الآلة التي يرجع تاريخها إلى 500 سنة قبل الميلاد.
2)آلات هوائية خشبية و نحاسية تتميز في " الناي " المصنوع من القصب و " الغيطة " من الخشب و " النفير " من النحاس.
3)آلات إيقاعية جلدية تتميز في الطبل الصغير و الدف.
مع تطور المستوى الاجتماعي و الحضاري و سيول الهجرات من المشرق إلى المغرب تطعمت هذه الآلات بآلات أخرى دخيلة مثل:
العود و القانون و الدربوكة الشرقية ثم المزمار و الصناجات و غيرها.
فأصبحت الأغنية الشعبية غنية من حيث تعدد الآلات الموسيقية الشعبية الأخرى.
شكل الأغنية الشعبية التطوانية
تتشكل الأغنية الشعبية التطوانية من عناصر موسيقية بنائية من لحنية و إيقاعية :
1)نص الكلمات و هو كلام مزجل بالعامية.
2)اللحن المبني في جملة مونودية غالبا ما تكون في ستة أو ثمانية موازين تتكرر مع كل لازمة الكلمات الموالية في طابع الأغنية.
3)الإيقاع يأخذ طابعا مميزا متكررا مع تكرار الأغنية.
ينظم نص الكلمات من كلام موزون بالعامية التطوانية تعالج مواضيع اجتماعية في شتى فروعها، مع لازمة عن كل مقطع ثم تتركب في تشكيل لحي من جملة موسيقية بسيطة و سهلة التركيب تتكرر من مقطع لآخر في إيقاع مرتب أحيانا في حركات متنوعة : بطيئة، سريعة، معتدلة، مرحة، مداعبة الخ... على حسب موضوع و طابع الأغنية في حد ذاتها و تعبيرها.
تلعب العناصر اللحنية دورا مهما في مصاحبة النص الكلامي، فالجوقة يكون على انتباه مع المغني الذي يصاحبه بميلودية مونودية بسيطة تتردد و تدور حول نفسها بإعادات متكررة، أما الإيقاع بدوره يتكرر من بداية الأغنية إلى نهايتها، فهو بشكل العنصر الأوتوماتيكي في غالب الأغاني الشعبية.
تتركب في قوالب من كلمات سلسة بسيطة للحفظ في أبيات رباعية أو سداسية أو ثمانية ثم تعود إلى اللازمة و بعدها إلى أبيات جديدة أخرى ثم لازمة و هكذا.
و يتركب اللحن من جملة موسيقية مونودية كما ذكرنا مبنية على موازين سداسية أو ثمانية أحيانا نصادف مودولاسيون لحني طفيف ليعود إلى اللحن الأصلي.
البنية اللحنية لنموذج الأغنية الشعبية التطوانية
تبنى التشكيلة اللحنية لأغنية " بين البارح و اليوم " في ثلاثة عناصر بنائية :
1)اللحن الأساسي أو الثيم .
2)الموتيف
3)الديزن
هذه العناصر الثلاثة كونت جملة موسيقية من ثمانية موازين في الجزء الأول و ثمانية أخرى في الجزء الثاني بما نجمت عنها تشكيلة الأغنية الشعبية التطوانية في ستة عشر موازين .
تحليل الجملة الموسيقية للأغنية
الجزء الأول من الجملة الموسيقية للأغنية تنشطر إلى :
الشطر الأول يبتدئ بنبرة "أناكروسية" ثم يتجزأ إلى عبارة أولى من حقلين موسيقيين تكون إيكتوسية و عبارة ثانية من حقلين أيضا فينتهي بختام مؤنث و هكذا في الشطر الثاني في الجزء الأول من الجملة تكون نهايتها ختام مؤنث .
اللحن الأساسي أو الثيم تبنى على خلية لحنية مكونة من نوتة ذات السن المنقوطة و اثنين من ذات السنين و ذات السن بما تكون موتيف الثيم في بناء ميلودية مونودية صرفة ثم تتطور إلى انسياق الموتيفات الأخرى حتى تصل إلى نهاية الثيم أو اللحن الأساسي.
و يتأسس لحن الأغنية على إيقاع ضروري يصاحب الأغنية من بدايتها لنهايتها فتكون في نمط الديزن
و هو رسم ميلودي ذي إيقاع يتكرر بانتظام لا يحتاج إلى لزوم اللحن كما هو مبين في الأمثلة.
و على هذه العناصر الثلاثة أصبحت هنا الأغنية الشعبية التطوانية في قالب " اللييد" أي الأغنية الراقية تظهر بشكل أنيق في حلة مزركشة بالأنغام العذبة .
إذا زدنا في تمعن و فحص أجزائها سوف نتوصل إلى العنصر الموسيقي الثالث و هو الهارموني على المنوال الكونتربواني و كذا البوليفوني في تلاحم اللحن و الإيقاع المرصع بالمركبات الصوتية من نوطتين أو من ستة نوتات . لتعطي وقفات تامة في كل جزء من الأغنية و ما بينهما توجد "كادنس مكسورة" و "كادنس غير تامة".
أما مقام هذه الأغنية في مقام لا الصغير المصور في مقام العربي الإسباني في ميزان (4/8) ذو إيقاع انصراف الدرج الأندلسي المغربي الذي أضافه موسيقيون مغاربة إلى جانب الأوزان الأندلسية الأخرى. و لا شك أن هذا الإيقاع يتواجد غالبا بدول أمريكا الجنوبية بالمكسيك و البرازيل، يطلقون عليه اسم " كوروس ".
فنمط الأغنية في بنية ثلاثية مع أعادة العرض تعرف باللييد.
عرض (أ) الفكرة الرئيسية مع ختام مقفول .
عرض ( ب) استطراد مبني على عناصر خاصة مشتقة من (أ)
إعادة عرض ( أ ) مع ختام مقفول.
علما أن هذه الأغنية أصبحت تحتوي على تلوين غني بالتعبير الفني الذي ترتاح له الأنفس.
حين نستلهم التراث و نحاوره و نستعير منه ما يبقى من الغرض يجب أن نصنفه تصنيفا نوعيا طالما أن هناك تراثا مباشرا نعايشه، يشكل طرفا ثقافيا من "أنا" الجمعي و بعدا ميثولوجيا حميميا من "أنا" الفرد كتراث المنطقة أو الإقليم.
إذا قمنا بعملية تشريحية لهذه الأغنية في بنيتها المكونة ألفيناها كيانا تكامليا، على الرغم من تمتعها باستقلال ذاتي ، تنطلق من البنية الصغرى إلى البنية الشاملة ، نصادف علائق مودولية أو طونالية، إيحائية أو دلالية "دياكرونية" أو "سانكرونية" و عليه تبنى أغنية (ما بين البارح و اليوم) من خلية توليدية مأخوذة من المادة التراثية أو الفولكلورية مكونة من "الفونيم" المزدوج يحتل الفونيم الأول النبر الضعيف "أرسيس" و يقع الثاني على النبر القوي "تيسيس" فينشطر الفونيمان إلى تشكيل بنية صغرى تحمل ملامح جينية للأغنية المتكاملة.
و كما قلنا سابقا أنها تبدأ بأنكروسة إيقاعية كمفتاح لبداية اللحن المصاحب بصيغة إيقاعية تتكون من نواتين مختلفتين تشكلان النسيج الإيقاعي من بداية القطعة إلى نهايتها، هناك نجد تجانس في اللحن الأصلي و الإيقاع.
هناك تفسير فني الذي يكتسي بدلة إسطيطيقية شفافة الذي يخلقها العازف و المغني معا.
سيكولوجية الأغنية الشعبية التطوانية
أنها تشكل ارتباطا موثوقا مع سيكولوجية الفنان الشعبي المبدع الذي يخلق تصورات موسيقية و غنائية فطرية من صميم الواقع الذي يعيش فيه طول أوقاته من حالات اجتماعية مختلفة البناء و التركيب و التعديل.
فتنطلق عملية التداول و التفاعل من بعض المؤدين الشعبيين ثم تتوارث من جيل و من شعب لآخر ، فتخلد راسخة في ملكية ذاكرة الشعوب كإرث حضاري، له الحق كل فرد من هذه الشعوب أن تتداوله و تمارسه و تلقنه للأجيال الصاعدة لكي تحافظ على استمرارية كذاكرة تاريخية تبين المستوى الفكري و الثقافي و الفني للشعوب الماضية .
كما ذكرت سالفا يجب أن ندرس التراث الشعبي بدراسة أنتروبولجية و إثنولوجية و سيميولوجية و موزيكولوجية الخ... إنها شعب علمية متخصصة تشكل جمعية علمية للمحافظة على الإرث الثقافي و الحضاري و الفني ، بمناهج علمية و دراسات ميطودولوجية لتبقى منقوشة و موثقة و منظمة في السيستيمات المعتمدة عليها حتى لا يلحقها التلف و الضياع. و تبقى مؤرخة بأمانة و صدق و مرجعية إنسيكلوبيدية تبرز وجه معالمنا التاريخية و الحضارية و الفكرية و الثقافية و الفنية.
فالشعب الذي ليس له تراث ليست له حضارة و لا هوية و لا أصل و لا وجه لتحقيق رؤيته.
فتكمن جماليات الأغنية الشعبية التطوانية في ثلاث نقط: التأمل ، الإبداع ،ا لأداء. ثم تتجلى سيكولوجية الأغنية في ثلاثة عناصر أساسية أيضا:
1)سلوك المؤلف أو الملحن
2)سلوك العازف أو المغني أو الفرقة الموسيقية
3)سلوك المتلقي أو الجمهور
إذا الملحن الشعبي و المغني أو العازف أو الفرقة الموسيقية والجمهور تشكل حلقات سلسلة لا يمكن أن تنفصل عن بعضها البعض.
كلمات الأغنية : " بين البارح و اليوم "
اللازمة
المقطع الأول
بين البارح و اليوم
ليلة يا ما أحلها
فيها الفرح مغروم
عمري ما ننساها
المقطع الثاني
قضتها مع غزالي
و حنا في البستان
ليلة من ديك الليالي
مع الأحباب
إعادة اللازمة
11
المقطع الثالث
آه يا ليلة البارح
نتفكرك اليوم
منها قلبي فرح
نغني ما علي لوم
إعادة اللازمة و الختام
يداول الأغنية بعض المطربين على حسب مستواهم يغيرون الإيقاع و تغيير في اللحن ، لكن أصل الأغنية يبقى على أصله ، أما كلماتها قد دخلت عليها تغييرات مثلا:
المقطع الأول
أهلا و سهلا أهلا بكم
فرحتم قلبي مرحى بكم
جيتو يا حبابي
في أحلى اليوم
أهلا و سهلا أهلا بكم
المقطع الثاني
هذ الجلسة
شحل تمنيتى
جاتني جديدة
تبركو عليها
مباركة مسعودة
إعادة اللازمة
المراجع بالعربية
*في علم التراث الشعبي:لطفي الخوري ( الموسوعة الصغيرة 40 منشورات وزارة الثقافة و الفنون بغدادالعراق 1979.
*الموسيقى الإليكترونية: علي الشوك (الموسوعة الصغيرة 29 منشورات وزارة الثقافة و الفنون بغدادالعراق 1978.)
*الأغنية الشعبية: د. أحمد مرسي ( المكتبة الثقافية ع. 254 الهيئة المصرية العامة للتأليف و النشر 1970.)
*ألوان من الفن الشعبي: محمد فهمي عبد اللطيف ( المكتبة الثقافية ع.111 الثقافة و الإرشاد القومي ، المؤسسة المصرية العامة للتأليف و الترجمة و الطباعة و النشر 15/6/1968.)
*الموسيقى الشرقية: أحمد شفيق أبو عوف ( سلسلة اقرأ 478/1982.)
*مع الموسيقى دراسات و ذكريات: د. فؤاد زكريا ( المكتبة الثقافية ع.263/264، الهيئة المصرية العامة للتأليف و النشر 1971.)
*وظيفة الفن و رسالته الاجتماعية: ي. غروموف وكاجان، ترجمة عدنان مدانات ( دليل المناضل – المكتبة الأدبية 4 دار ابن خلدون للطباعة و النشر و التوزيع بيروتلبنان.)
*الحكاية الشعبية: د. عبد الحميد يونس ( المكتبة الثقافية ع 200 المؤسسة المصرية العامة للتأليف و النشر 1968.)
*سوسيولوجيا الفن: جان دوفينو، ترجمة هدى بركات ( سلسلة زدني-علما، منشورات عويدات الطبعة الأولى بيروتلبنان 1983.)
*علم الجمال: ديني هويسمان ترجمة ظافر الحسن ( سلسلة زدني-علما منشورات عويدات الطبعة الثالثة بيروتلبنان 1980.)
*الواقعية في الفن: سيدني فنكلشتين ترجمة مجاهد عبد المنعم مجاهد، مراجعة ، د. يحيى هويدي ( الجامعة للدراسات و النشر و التوزيع الطبعة الثانية بيروتلبنان 1986.)
*الفولكلور و الفنون الشعبية من منظور علم الاجتماع: حسن عبد الحميد أحمد رشوان ( المكتب الجامعي الحديث دمشقسوريا 1993.)
*مجلة التراث الشعبي ع 10 السنة الثامنة 1977 ( دار الحرية بغدادالعراق.)
المراجع باللغة الإسبانية
Diccionario de la mùsica : Felipe Pedrell, Barcelona 1896
Curso de Formas Mùsicales : Joaquin Zamacois , 6° Ed. Editorial Labor, Barcelona 1985
Melodia : Ernst Toch, Ed. Labor, Barcelona 1994
Dictionnaire de musique : Ronald Candé, Microcosme-seuil 1961
Origin de lo Flamenco y secreto del cante jondo : Blas Infante, Ed. de la consejeria de cultura de la junta de Andalucia.
Estitica musical e Historia de la mùsica : Eduardo L. Chavarri, Ed.UME , Madrid
Les cahiers de la guitare : 4° Trimestre 1989
Tetuàn ciudad de todos misterios : Aziza Bennani, Universidad de Granada – España 1992
Tetuàn unas horas en el barrio moro : Mariano Bertuc hi , junta superior de monumentos historicos y artisticos, Tetuàn 1927.
Antiguos usos y costumbres de Tetuàn : Abdel Rahim Jebur Oddi, Inst. General Franco de estudios e invistigaciones Hispano-Arabe Tetuàn 1951
Apuntes para historia de Tetuàn : Teodor Ruiz de Cuevas, Ed. Marroqui ; Tetuàn 1951
Del Rif al Jbala : Ed. Destino Coleccion ancora y Delfin 1950
Homenaje a Tetuàn : Fernando Valderrama Martinez AEO 1986
La medina de Tetuàn carta arquelogica : Sidi Mendri , Junta de Andalucia , Tetuàn 1913
الباحث أحمد حبصاين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.