ثم صارت الموسيقى الأندلسية تنتظم في شكل معهد دراسي بسائر التطورات الفنية التي أخذت أوربا تشهدها، لتقدير وتكريم أعلامها الموسيقيين والمغنيين، ووضع أسس وأساليب ومناهج لدراسة علم الموسيقى كفن مستقل من فنون العلم والمعرفة. وتأثرا بهذه المستجدات، وإيمانا بالدور الكبير الذي تلعبه الموسيقى الأندلسية، وإحساسا بالمسؤولية للمحافظة على هذا التراث توصل المقيم العام الإسباني بتاريخ 15 فبراير 1940 برسالة موقعة من الأعلام الموسيقيين التطوانيين وهم: 1-محمد داو 2- ابن الآبار 3 -محمد العربي بنونة 4 -عبد السلام الصوردو 5-احمد محمد العلوي 6-عبد الله الحراق باسمهم واسم سائر المهتمين بالتراث الفني الموسيقي والدراسة التاريخية المعمقة تحت اسم _ المعهد الحساني_ نسبة للخليفة الحسن بن المهدي. وبالفعل قوبلت الفكرة باستحسان كبير وتم وضع هيكل قانوني لهذا المركز تحت اسم: المركز الحساني للموسيقى المغربية. ووضع له النظام العام الذي تضمن ثمانية فصول: تناول الفصل الأول أن الرئاسة الشرفية للمركز هي لسمو الخليفة الحسن بن المهدي، ومركزه بتطوان ، ويمكن إحداث فروع له في أي مكان آخر من المنطقة الخليفية. وتناول الفصل الثاني: اختصاصات المركز التي احتوت على احدى عشر مادة: تركزت على أن المركز يستقطب كل المهتمين بالفن الموسيقي، والمتخصصين ممن يرغبون جميعا في المساعدة من دون أي اعتبار عرقي أو جنسي أو سياسي، ثم العمل على إحياء الموسيقى الأندلسية المغربية، تراثا، وتنظيما، وتطويرا، بما يضمن لها الاستمرار والمحافظة على أصولها، وتأسيس نقابة للممتهنين لهذا الفن الموسيقي الذي يشغل اهتمام الجميع. يتبع بريس تطوان نقلا عن كتاب الأجواق الموسيقية بتطوان وأعلامها