خصصت ندوة زمزم الجمعية جلستها المنعقدة في الجمعة الثالثة من شهر المحرم المنصرم لإصدارها الجديد الذي يحمل عنوان "البستان في علوم القرآن" للقاضي أبي عبد الله محمد بن يوسف الجناتي السبتي (ت 780ه)/ دراسة وتحقيق الأستاذ سعيد بن أحمد الزكاف، وتقديم فضيلة الأستاذ الدكتور حسن الوراكلي. والكتاب يتكون من شقين: أولهما للتقديم والدراسة، وثانيهما للنص المحقق. وهو من القطع الكبير، ويتكون من 150 صفحة. وبالمناسبة قدم محقق الكتاب عرضا مركزا عن عمله، عرف خلاله بالمؤلف ونشأته وشيوخه والمناصب التي تقلدها، ثم عرف بالكتاب عبر توثيق عنوانه ونسبته لمؤلفه، وموضوعه المتمثل في علم التجويد، وتاريخ تأليفه وسبب تأليفه، والنهج الذي اعتمده في عرض مادته العلمية، والمصادر التي متح منها، مع الإشارة إلى من تأثر بهم من السابقين وأثره في اللاحقين.وذكر النسخ المعتمدة في التحقيق (ست نسخ)، ومنهجه في التحقيق. وقد أجمل فضيلة الدكتور حسن الوراكلي في تقديمه قيمة الكتاب بقوله: ((ومن يلق نظرة على أبواب كتاب (البستان) وفصوله يلحظ تمكن الرجل من علمه واستيعابه ألباب مادته العلمية وبراعته في إطراف العرض والإفهام مع تلخيص واستيفاء بآن جاء معهما الكتاب لا مطولا مملا ولا مختصرا مخلا. وهذه الميزات كانت في مقدمة ما مكن لهذا الكتاب من الذيوع والانتشار في حلقات التجويد بسبتة وفي غير حلقات سبتة من حواضر العلم المغربية)) ص.11 كما أثنى على عمل المحقق بقوله: ((وقد حمل الأستاذ سعيد عبء التعريف بمؤلف (البستان) ولم يأل، وحمل عبء التعريف بالنص ولم يأل، وحمل عبء قراءة المتن وتحقيقه ولم يأل، وبذلك أقام الدليل على جدارته بالانتساب لأولي العزم من طلاب العلم النابهين الذين نعقد عليهم الآمال في النهوض بالدرس العلمي الرصين)) ص.12 وغب عرض المحقق، تناول الكلمة علماء وأساتذة من جامعتي القرويين وعبد المالك السعدي، فتطرقوا إلى ريادة علم التجويد وقيمته في وقت كثر الاهتمام فيه بعلم الأصوات. كما جرى الحديث عن قيمة المخطوطات الغميسة في المكتبات العامة والخاصة، وما يتعين على المنتسبين إلى لغة الضاد فعله لصيانتها وتحقيقها واستثمارها على الوجه الأمثل حتى يعم نفعها ويصل إشعاعها إلى طلبة العلم ومحبيه. وكان مسك الختام توزيع نسخ من (البستان) على كافة الحضور، علما بأن أريحية راعي ندوة زمزم الجُمُعية فضيلة العالم الجليل الدكتور حسن الوراكلي أبت إلا أن تجعل الكتاب وقفا على طلبة العلم في معاهد العلم بربوع المغرب السعيد.