تلقت وزيرة في الحكومة المغربية سيلًا واسعًا من الانتقادات على الشبكات الاجتماعية، ممّا دفعها إلى الاعتذار، ويتعلّق الأمر بشرفات أفيلال، الوزيرة المنتدبة المكلّفة بالماء، عندما بخست في برنامج حواري من المعاش الذي يحصل عليه البرلماني عندما ينهي ولايته، رغم ارتفاع قيمته بالنظر إلى مستوى المعاشات في المغرب. الوزيرة المغربية التي حلّت ضيفة في برنامج على القناة المغربية الأولى يوم الثلاثاء الماضي، قالت إن معاش البرلمانيين مجرد "جوج فرنك"، والفرنك كان عملة رسمية قديمة في المغرب، ويعد الآن مرادفًا لمصطلح السنتيم، الذي هو أصغر جزء من العملة الدرهم، حيث يساوي كل درهم مئة سنتيم. وقالت الوزيرة في البرنامج ردًا على سؤال للمنشط حول أسباب عدم تقليص معاشات البرلمانيين، إن المعاش الذي يأخذه كل واحد، والذي يصل إلى 8000 درهم مغربي (800 دولار)، يبقى مبلغًا بخسًا، وأن البرلماني يساهم في صندوق تقاعده، كما إن هذا النقاش "يبقى مجرّد ترهات، وإن كل من لديه مستوى من الوعي لن ينساق وراءه". تقليل الوزيرة من قيمة معاشات البرلمانيين، في ظل وجود احتجاجات عارمة على قرارات حكومية متعلقة بمعيش المغاربة، أثار انتقادات واسعة في الشبكات الاجتماعية، إذ تم إنشاء هاشتاغ #جوج_فرانك للسخرية من كلام الوزيرة في بلد لا يتجاوز الحد الأدنى للأجور فيه 3000 درهم ( 300 دولار)، ولا يتجاوز معاش فئات كثيرة ألف درهم (100 دولار). وقال بعض الأطباء إن أجرتهم الشهرية تساوي المبلغ الذي بخسته الوزيرة، كما وضع بعض نشطاء فيسبوك صورة الوزيرة في عملة الفرنك المغربية القديمة، وصورة أخرى لمطالب شعبية واسعة من المغاربة بمنحهم "جوج فرنك"، في وقت وصف فيه البعض الآخر، الفرنك بالعملة الأغلى في العالم. وكتبت الوزيرة صباح اليوم على صفحتها الرسمية بفيسبوك:" للأسف، حديثي حول تقاعد البرلمانيين أخرج من سياقه تماما، في بلد ديمقراطي اختار البناء المؤسساتي، مما يقتضي احترام من تختارهم إرادة الشعب لتمثيلنا في المؤسسات المنتخبة، وعلى رأسها البرلمان، فالبرلمانيون هم نواب الأمة منوطة بهم مهام المساهمة في بناء الوطن و الدفاع عن قضايا الشعب. ". وتابعت شرفات أفيلال: "أي تبخيس لدورهم فيه مس بالمؤسسات ومس بالديمقراطية، وهم يتقاضون معاشاتهم المؤسسة انطلاقا من اشتراكاتهم في الصندوق المغربي للتقاعد. أما عن استفزازي للطبقات الاجتماعية فأنا جزء من هذه الطبقة نشأت و ترعرت بينها… واذا كانت أي عبارة استعملتها قد وجد فيها أي كان استفزازا لمشاعره، فأنا أسحبها وأعتذر عنها".