بقلم: فدوى الزياني فنجان قهوتي الممزوج بعطر ذاك الحلم الجميل لا زال يأسرني، لازلت أرقبه بصمت كل مساء أمسك به.. تارة أبتسم له وتارة أخرى أسكب فيه دموعي الحارقة تمتزج به .. فيصير مذاقه أشد مرارة من حالي.. كيف لا وقد سقته دموع الحرمان، دموع الإشتياق لتلك الأمنيات الهاربة، التي كل ما هممت بإمساكها حلقت في الأفق بعيدا عن متناول يدي.. أسرح بخيالي كل مساء، وكالعادة رفقة فنجان قهوتي أجلس قرب نافذة غرفتي أتأمل الشمس في ذهول وهي تستعد للغروب مرة أخرى.. أحقق من تلك الأحلام ما أسعفني الوقت لتحقيقه، أسعد بها للحظات لأستفيق فجأة على كابوس الواقع المرير.. أرتشف رشفة من ذاك الفنجان وأحتضن خيباتي، محتفظة بما تبقى من تلك الأمنيات إلى لحظة سرحان أخرى.. إنها قصتي كل مساء.. كلما همت الشمس بالغروب أشعر وكأن أمنياتي هي الأخرى تحذو حذوها، كأن الشمس تنتشلها مني عنوة مخافة من أن أحظى بها وتتحول إلى واقع أعيشه، أمنياتي هي الأخرى تفلت يدها من يدي لتودعني.. لكني أشعر أن هناك بداخلي يقبع بصيص أمل، إنه يناديني كلما انهالت دموعي وانهمرت على خدي وكأنها أمطارا تتساقط على أرض جرداء، فأحاول كبح تلك الدموح الحارقة بعد أن ألتفت يمينا ويسارا، وأهمس لنفسي كوني قوية امسحي عنك تلك الدموع وكوني أقوى مما أنت عليه. كالعادة أحاول أن أقنع نفسي بأن الليل مهما طال واشتد سواده فإنه سينسحب مودعا إياي هو الآخر، فيأتي الصبح مقبلا بإشراقته الرائعة، حاملا في طياته تباشير الفرح فأحتضن زهوره الوردية، وتستسلم تلك الأمنيات فتشرق رفقة شمس الصباح التي أتت لتغمرنا بدفئها من جديد وتنسج خيوط أشعتها الذهبية على أرجاء هذا الكون، لتوقظ كائناته النائمة وتبعث فيه الامل والحياة مرة أخرى.