يعرض الفنان التشكيلي عبد الحق بضون يونس حاليا برحاب المركز الثقافي الاقليمي بمدينة العرائش، عددا من لوحاته الزيتية التي تؤرخ للزمان من خلال أمكنة تاريخية متعددة تواجه النسيان لربط الماضي بالحاضر. وتكمن أهمية هذا المعرض، المنظم تحت شعار " العرائش المحبوبة "، في أنه لا ينساق مع التاريخ بشتى أحداثه وأمكنته لأجل إبراز جمالية العمران ونسق حاضرة العرائش عبر مر العصور، بقدر ما يرسم الأمكنة، بجاذبيتها وتفردها، من أجل تطويع المستقبل والسعي للمحافظة على رونق ملهمته (العرائش)، التي أهداها العشرات من الأعمال الفنية. ويدقق الفنان في تفاصيل اللوحة والتي قد تبدو للمتلقي وكأنها جزئيات عابرة لا جدوى منها، رغبة منه في ان يجر المتلقى الى الانصهار معه في حديث الصورة التي اختار أمكنتها بدقة متناهية لتحكي عن مختلف فترات التاريخ، التي عاشتها المنطقة وكان لها وقع مهم عبر تاريخ المدينة الحضاري الطويل، الذي اشتهرت من خلاله بأنها أرض التلاقح الثقافي والتعايش الإنساني السامي. وعن سبب اختياره لمكونات المدينة العتيقة والعمران الاسباني الحديث، رأى الفنان التشكيلي أن هذا الاختيار يبرز تمازج الحضارات وتداولها التاريخي ويحكي عن التجارب الانسانية الخالدة، التي أعطت للمكان قيمته الحقيقية من أجل رخاء الانسان كما بحثت دائما عن إثراء العمران وإبراز جمالية المنطقة وضمان قنوات استمرار الحياة ،التي دونها لا جدوى للإبداع والابتكار والعكس صحيح. وأضاف ان اختيار موضوع المعرض، الذي سيستمر الى غاية نهاية الاسبوع الأول من شهر أكتوبر القادم، هو ايضا دعوة الى الحاضر لتثمين المكتسبات الحضارية والثقافية وتطويرها والاعتناء بالموروث الحضاري المغربي في كل تجلياته التاريخية، وكذا الرقي بذوق الاجيال الصاعدة الموكول اليها شرف ضمان استمرار الابداع، الذي يكرس الاستثناء الثقافي المغربي المنفتح بشموخ على كل الحضارات. واعتبر الفنان عبد الحق بضون يونس أن التربية الفنية والذوقية للأجيال الصاعدة، التي يشكل المعرض أحد تجلياتها، هي أساس التطور الثقافي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، لكون المحافظة على التراث واحترام ثقافة وحضارة الغير هي من الدعامات الاساسية لتحقيق التنمية السوسيواقتصادية وجعل المكونات الحضارية والثقافية رافعة أساسية لتطوير وتنمية السياحة المحلية والوطنية. والمعرض هو ايضا مناسبة للاطلاع على الابداع المغربي وإثارة انتباه ساكنة المنطقة وزوارها الى تفاصيل دقيقة من محيطهم المكاني، الذي قد لا يجلب فضولهم وانتباههم لولا قوة ملاحظة الفنان الذي أنطق لوحاته لغة التاريخ والحضارة.