مدلسي يكشف عن مبادرة سياسية لبعث دينامية جديدة للتعاون الثنائي بين البلدين الجارين كشف وزير الخارجية الجزائري عن وجود ما وصفه بمبادرة سياسية بين الجزائر والمغرب تهدف الى تنشيط العلاقات بين البلدين ستتولد عنها خطوة ايجابية في المستقبل القريب، وأكد مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية أول أمس الاربعاء في حديث لقناة "فرانس 24 " ان الجهود التي تبذل حاليا من قبل الجزائر والمغرب تدخل في اطار خلق "جو ايجابي جديد " يساهم في تفعيل وتنشيط العلاقات بين البلدين. واعلن رئيس الدبلوماسية الجزائرية ان المبادرة السياسية المرتقبة ستسمح بقيام ثلاثة وزراء بزيارة البلدين خلال شهر مارس لمناقشة الطرق الكفيلة لإعطاء "دينامكية جديدة" للتعاون الثنائي في مجالات حساسة منها على وجه الخصوص الطاقة والفلاحة. وردا على سؤال حول مشكلة الصحراء التي تعكر صفو العلاقات بين البلدين الجارين، أكد مدلسي ان "لكل دولة مواقفها الخاصة بشأن هذه القضية وبفضل جهود مبعوث الأممالمتحدة الى الصحراء كريستفور روس فان المغرب وجبهة البوليساريو سيدخلان في مفاوضات ننتظر منها الكثير لتسوية القضية". وتشهد العلاقات بين الجزائر والمغرب حالة من الفتور بسبب تعقيدات قضية الصحراء وبسبب ملف الحدود البرية التي أغلقت عام 1995 على خلفية أحداث فندق (أطلس آسني) بمراكش . وكان رئيس الديبلوماسية الجزائرية قد أعلن مؤخرا بمدريد عن اعتزام كل من بلاده والمغرب كسر حاجز الجمود الشديد في علاقاتهما وذلك بتنظيم عملية تبادل للزيارات على مستويات وزارية. وهو ما يمثل في نظر المتتبعين لمسار العلاقات المتوترة بين البلدين قفزة نوعية من شأنها إطلاق إشارات قد تعيد الآمال المفقودة فيما يتصل بتطبيع العلاقات بين البلدين الجارين. ويمثل ملف الصحراء والتي تبدو بالنسبة لشعوب المنطقة تركة استعمارية وقضية مفتعلة لا تعني مواطني البلدين الذين يريدون استثمار الفرص الكبيرة التي يتيحها التعاون والتكامل بين المغرب والجزائر إحدى أهم النقاط الخلافية التي وترت خطوط التواصل بين الرباطوالجزائر. وتعكس الدينامية الجديدة وإرادة تجاوز إرث الماضي المعبر عنها من طرف حكومتي البلدين بصمة الاتحاد الأوروبي ومدريد خصوصا عبر مبادرات وساطة لتقريب وجهات نظر البلدين الجارتين، ودفعها لتجاوز صفحات الماضي المؤلم و التطلع الى المستقبل في ظل مستجدات دولية وإقليمية حساسة تستدعي تظافر جهود المسؤولين بالبلدين وتعاونهما لتجاوز تحدياتها وإكراهاتها. وكان وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري قد كشف قبل أسبوعين عن وجود «اتصالات تجري حاليا بين المغرب والجزائر على مستوى عالٍ، وعلى جميع الأصعدة بهدف تبادل للزيارات»، وعبر عن أمله في طي صفحة الماضي في العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين، كما استعرض القرارات التي اتخذها المغرب لبعث الدفء إلى المغرب العربي، وعودة روح العلاقات الطبيعية مع الجزائر، من خلال تجديد طلب فتح الحدود البرية، وعبر عقد لقاءات قطاعية.