ذكر رئيس الجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك، بوعزة خراطي، أن جمعيته تنوي مراسلة وزارة الصحة لطلب توضيحات حول منتوجات «شامبو» تروج حاليا في الأسواق المغربية، وتحتوي على مادة كيماوية سامة تسمى «بارابين»، تؤدي على المدى البعيد إلى الإصابة بسرطان الجلد. وأضاف المتحدث في تصريح ل«المساء»، أن أعضاء من الجمعية قاموا بزيارات سنة 2006 لعدد من الأسواق الممتازة في الدارالبيضاء والقنيطرة والرباط، فتبين لهم أن 70 % من منتجات الشامبو المعروضة للعموم تحتوي على مادة محظورة في الاتحاد الأوروبي، لأن تركيبتها تضم مادة «بارابين» (Paraben)، وكان الاستثناء الوحيد هو شامبو الأطفال. وقال الخراطي إن الجمعية نشرت المعطيات الرقمية التي توصلت إليها، وراسلت وزير الصحة آنذاك والذي لم يجب عن تساؤلاتها، بل إن الشامبو مثار الشكوك مازال يسوق في السوق المغربية وعند السؤال عن الجهة المسؤولة عن المراقبة الصحية لمثل هذه المواد، سواء كانت مستوردة أم مصنعة محلياً، اعتبرت وزارة الصحة على لسان مدير مديرية الأدوية والصيدلة، عبد العزيز أكومي، في تصريح ل«المساء أن هذه المديرية لا دخل لها بمثل هذه العمليات، وأن وزارة الفلاحة ممثلة في مديرية وقاية النباتات وزجر الغش هي المسؤولة عن المراقبة الصحية لمواد التجميل، ولو أن المواد التي تدخل في تصنيعها كيماوية، وبالتالي فهي مستحضرات صيدلية. المكي الشويبيني، المسؤول في مديرية مراقبة النباتات وزجر الغش بوزارة الفلاحة، استغرب في تصريح ل «المساء»، التوجه بالسؤال إلى مديريته بهذا الخصوص، مستبعداً أن تكون مسؤولة عن المراقبة الصحية للشامبو، هي التي تراقب السلامة الصحية للمنتجات الغذائية ذات الأصل النباتي أو الحيواني. وبغض النظر عن الجهة المسؤولة عن مراقبة سلامة « الشامبو» ، اعتبر رئيس الجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك، أن وزارة الصحة مطالبة بتقديم توضيحات حول الأضرار الصحية لمثل هذه المنتجات، «فهي مسؤولة عن صحة المواطنين»، سيما وأن مديرية زجر الغش تعنى بالمواد الغذائية ذات الأصل النباتي والحيواني، في حين أن الشامبو مادة غير غذائية، مشيرا إلى وجود فراغ في المؤسسات الرسمية المسؤولة عن المراقبة الصحية للمواد غير الغذائية كمستحضرات التجميل مثلاً. يشار إلى أن دراسات لوكالة حماية البيئة ومديرية الدواء والغذاء بالولايات المتحدةالأمريكية وكذا دراسات أجريت بالاتحاد الأوروبي تفيد بوجود 12 مادة كيميائية خطرة يتعرض لها المستهلك يوميا عند استخدام العديد من مستحضرات التجميل، ومن بينها مركبات «بارابين»، وهي صنف من المواد الكيماوية تتمتع بتأثير يشبه تأثير هرمون الأستروجين النسائي، وهي تعرقل عمل الغدد الصماء، وقد حظر الاتحاد الأوروبي استخدام بعضها بسبب تحللها في الجسم إلى حمض يسبب الإصابة بسرطان الثدي. محمد بنكاسم