تمكنت المصالح الأمنية المغربية من تأكيد تفوقها في الحرب الاستباقية ضد الإرهاب في بلادنا، وقد كان الصيد هذه المرة ثمينا جدا بأن نجحت هذه المصالح في تفكيك ما يمكن وصفها بأخطر شبكة إرهابية في المغرب، وتحديدا في منطقة تجاور مثلث الرعب الإرهابي والفاصلة بين مالي والجزائر والنيجر، ويبدو من خلال التقييم الأولي أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي كان بصدد وضع القدم الأولى في المغرب لتدشين دخول إرهابي كان الهدف منه إلحاق المغرب بالجزائر. هكذا أعلن بلاغ لوزارة الداخلية المغربية نشر أول أمس الثلاثاء عن تفكيك خلية إرهابية تتكون من 27 فردا ، يوجد من بينهم عضو من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، تم إيفاده من قبل هذا التنظيم بغية انشاء قاعدة خلفية داخل المملكة وإعداد مخطط للقيام بعمليات إرهابية . وقال البلاغ إن التحريات مكنت من العثور على ترسانة من الأسلحة مخبأة في ثلاثة مواقع قرب أمغالا على بعد 220 كلم من مدينة العيون. وأضاف البلاغ أن أعضاء هذه الخلية المؤطرة من طرف مواطن مغربي، متواجد بمعسكرات القاعدة في شمال مالي، يخططون للقيام بمجموعة من الأعمال الارهابية بواسطة أحزمة ناسفة وسيارات مفخخة تستهدف خاصة المصالح الأمنية، وكذا عمليات هجوم على بعض الوكالات البنكية من أجل الحصول على التمويل الضروري لمشاريعهم الإرهابية. وحسب البلاغ دائما فإنه علاوة على ذلك، خططت الشبكة الإرهابية المفككة لإرسال متطوعين الى معسكرات (تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) بالجزائر ومالي قصد الاستفادة من تداريب شبه عسكرية قبل العودة الى المغرب من أجل تنفيذ مخططاتها التخريبية بواسطة الأسلحة التي تم العثور عليها قرب أمغالا على بعد 220 كلم من مدينة العيون. وصباح أمس ألقى وزير الداخلية تصريحا صحافيا مقتضبا أمام حشد من الصحافيين قبل أن تنقل طائرة خاصة وفدا صحافيا هاما لمدينة العيون لمعاينة الأسلحة المحجوزة التي قال عنها وزير الداخلية إنها تتكون من ثلاثين رشاشاً من نوع كلاشينكوف وثلاثة مسدسات رشاشة وقاذفة من عيار 82 ملم وقاذفتين من نوع آربي جي 7 وكمية من الذخيرة الحية و66 خزانا للذخيرة، كما أوضح أن التحريات مكنت من حجز خرائط طبوغرافية للشريط الحدودي المغربي، الجزائري، وأضاف أن هذه الخلية خططت لتنفيذ عمليات إرهابية بواسطة أحزمة ناسفة وسيارات مفخخة تستهدف خاصة المصالح الأمنية والأجنبية، ومداهمة بعض الوكالات البنكية للإستحواذ على الأموال خصوصا بمدينتي الرباط والدار البيضاء كما أسفر البحث الأولي يضيف السيد وزير الداخلية على أن هذه الخلية كانت تعمل على إعادة تجميع أعضاء بعض التنظيمات الإرهابية التي سبق تفكيكها، حيث أوكلت قيادة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هذه المهمة إلى أحد عناصرها كان يقيم بشمال مالي. وفي محاولة لكسب تجربة قتالية لهذا التنظيم تم التخطيط لإرسال بعضهم إلى معسكرات القاعدة بالجزائر وشمال مالي، للخضوع لتداريب عسكرية، والرجوع إلى المملكة قصد تنفيذ مخططهم الإرهابي التخريبي، باستعمال الأسلحة المحجوزة في منطقة «أمغالا». وتجدر الإشارة في هذا الصدد، إلى أن المصالح الأمنية تمكنت من اعتقال أربعة عناصر من هذه الشبكة في كل من فكيك وأحفير، كانوا يتأهبون للتسلل إلى التراب الجزائري. كما بينت التحريات، أن هذه الشبكة الإرهابية لها ارتباطات بعناصر متطرفة ببعض الدول الأوروبية من جنسيات مختلفة. إلى ذلك بقيت أسئلة كثيرة معلقة من قبيل كيف نجحت هذه الخلية في إدخال كمية كبيرة من الأسلحة للتراب الوطني، وكيف تم وضع اليد على هذا الصيد الثمين، ومتى حصل ذلك، وما علاقة ما حصل مع الاستنفار الأمني الذي عرفته غالبية المدن المغربية قبل أيام قليلة مضت.